lundi 29 janvier 2018

الشعوب الغربية تتجرع اليوم نفس السم الذي سقتنا منه بنوكهم قرونًا وقرونَا، اعدلوا مع شعوبكم وشعوبنا، نسلم وتسلموا؟ ترجمة مواطن العالَم

  (L`unique solution, c`est Le Partage)
إذا نظرتَ جيدًا إلى ماذا تفعلُ الدول الغربية "الديمقراطية" بشعوبها، تفهم جيدًا ما تفعله اليوم وما فعلته أمس بِشعوبنا وشعوب العالم الثالث جميعًا، لا دِينَ لها ولا مِلة ولا أخلاق (أقصد أصحاب البنوك الغربية الخاصة وحكّام دولهم "المتقدمة الديمقراطية الحداثية العقلانية")، سرقت قوت الشعوب الغربية وغير الغربية جَهارًا نهارًا ودون حياء:
نص المؤلف سارسيرون: "خلال الأزمة المالية التي مرّت بها البنوك الخاصة في أوروبا سنوات 2011-2012، منحها البنك المركزي الأوروبي (BCE) قروضًا لإنقاذها من الإفلاس (هي أكبر من أن تسقط وهُم أكبر من أن يذهبوا إلى السجن Too big to fall and too big to jailبقيمة ألف مليار دولار (م. ع: ما يعادل تقريبًا 28 مرة ميزانية تونس الحالية، وهي 35 مليار دينار)، وبفائدة 1% فقط. نتج عن هذا الكرم الحاتمي تفقيرُ الدولة بفعل فاعل ومبرمَج مسبقًا، وبلغة أوضح: مَن لا يملك أعطى لمَن لا يستحق وترك مَن يستحق محتاجًا. إفراغ خزينة الدولة أجبر الدولة على الاقتراض بدورها من نفس البنوك الخاصة، لم تتوانَ هذه الأخيرة عن تلبية الطلب (الغالي طلب الرخيص)، وأقرضت الدولة قرضًا بفائدة تتراوح بين 5 و7%، بارك الله فيها.
حسب ميشال روكار (الوزير الأول الأسبق في حكومة ميتران الاشتراكية بالاسم-الليبرالية بالفعل) وبيار لرّوتيرو (رجل السياسة والاقتصاد الفرنسي): البنك المركزي للولايات المتحدة الأمريكية (FED)، قد يكون منح قروضًا للبنوك الأمريكية الخاصة بقيمة تفوق الـ15 ألف مليار دولار، وبفائدة 0,01% فقط، أي أقرضها ما يعادل الناتج الداخلي الخام لمجموع بلدان أوروبا (PIB ou produit intérieur brut ) ، مبلغٌ ليس بالهيّن ولا بالقليل!

المشكل: فُتِحت الدائرة الجهنمية وسقطت في المصيدة جميع الدول، لم تنج منها ولم تسلم من نارها، لا دول العالم الثالث ولا دول العالم الأول، دخلت كلها في أزمة مالية وتداين يعقبه تداين وبدوره وحتمًا سوف يولِّدُ تداينًا جديدًا، تفشّت البطالة فنقص مدخول الدولة من الضرائب المباشرة وتدهورت الخدمات العامة في النقل والمدارس والمستشفيات.

الوصفة العلاجية المقترحة من قِبل الدكتور (FMI): خوصصةُ المؤسسات العمومية المفبرك إفلاسها وزيادةٌ في الضرائب غير المباشرة (TVA).

أصبحت الدولة الفرنسية الغنية، وما غَنِيٌّ إلا هُو، أصبحت تدفع لبنوكها الخاصة سنويًّا ما قيمته 50 مليار دولار كاستخلاص للديون المتخلدة بذمتها (م. ع: أي ما يقارب رُبع ميزانيتها السنوية). أضِفْ إلى هذه الخسارة، خسارةٌ أخرى بنفس الحجم، تهريب 50 مليار دولار خارج فرنسا تجنبًا لدفع الضرائب. لو استرجعت فرنسا هذه الـ100 مليار دولار، لَما سُرِّحَ عمّالٌ، ولَما فرغت خزائنُ الصناديق الاجتماعية ولَتحسنت الخدماتُ الاجتماعية العامة. قل لي، هل هذا معقول؟".

إضافة م. ع:
الحل الأمثل لنا ولهم: Le Partage Équitable, rien que Le Partage
دعاء: إذا لم تستحوا فافعلوا ما شئتُم يا دود الأرض.. يا بنكجية.. يا كواسر.. يا فواحش! هلكتونا وهلكتوا أرواحكم، برّا الله لا تباركلكم، إن شاء الله "وِينْ يِسْرِي يِهْرِي"!

Nicolas Sersiron, La résistible ascension d`un duo destructeur, Dette et Extractivisme, Éd. Utopia, 2014, p. p. 87-89
أرجو من الجبهاويين التونسيين قراءة هذا الكتاب، إن لم يكونوا سبقوني.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 29 جانفي 2018.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire