lundi 29 décembre 2014

نوعٌ من المساواة التامة و المطلقة بين الرجل و المرأة، لا يستطيع أن ينسبه عَلماني لحضارته و لا أن ينكره مؤمن لأنه لم يرد في نص ! مواطن العالم د. محمد كشكار

نوعٌ من المساواة التامة و المطلقة بين الرجل و المرأة، لا يستطيع أن ينسبه عَلماني لحضارته و لا أن ينكره مؤمن لأنه لم يرد في نص ! مواطن  العالم د. محمد كشكار

مساواة، عمرها من عمر الإنسان على الأرض، أي تقريبا منذ خمسة ملايين سنة (عمر الأرض حوالي أربعة آلاف مليون سنة)، أي قبل نزول الوحي، مساواة في الإرث، أقصد به الإرث الجيني، أغلى و أثمن إرث في الوجود بل الوجود نفسه.

يأمر الرب أو تأمر الطبيعة، لن نختلف فالنتيجة واحدة، يخضَع الأب رغم كراهيته المكتسبة للمرأة، يعدِل فيورِّث في حياته ابنه أو ابنته بالتساوي نصف موروثه الجيني الذي ورثه هو بدوره عن والديه، و مثله مجبورة أيضا تفعل الأم رغم تفضيلها المكتسب للولد الذكر، أي يمنح كل واحد من الوالدين  23 كرموزوما أو صبغية من ثروته الجينية لابنهما و مثل هذا العدد لابنتهما دون ميز أو حيف أو كره أو تفضيل. يُقدَّر هذا الكنز الوراثي لدى الفرد بــ 46 كروموزوما، تحتوي كلها على حوالي 30 ألف جينة أو مورّثة أو جزيء من كروموزم.

إرث لا يتصرف فيه الوارث أو الوارثة حسب هواههما، بل يتقيدان بتوزيعه بالعدل كما تسلّماه. يورّثاه بدورهما لأبنائهما دون الاطلاع على ما هو مسطور فيه. لوح بالرمز مكتوب و في الجسم محفوظ، لا يفك رموزه إلا مَن أنشأه أو الراسخون في العلم. نصٌّ يحمله الإنسان في كل خلية من خلاياه، رسالة يجهل كنهها حاملها، الرسالة الوحيدة التي لا يستطيع الإنسان لها تحريفا أو تبديلا أو تأويلا كما يفعل عادة مع النصوص المقدسة. قد يفلح يوما ما، مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة على العقل، عملٌ تطلَّبَ ملايين السنين من التطور الدارويني أو أوجده في رمشة عين رب العالمين، قال له كُن فكان.

عدالة ربانية أو عدالة داروينية ، لن تغير التسمية من العدل شيئا. عدالة، ليس للحضارة أو الدين فيها نصيبٌ. سُنّة الله في خلقه يُجريها أو يُرسيها كما يشاء هو سبحانه لا كما نشاء نحن. ثروة، لو تملكناها لَبَدّدناها و سللنا سيوفنا و تقاتلنا و توارثها السفهاء منَّا. ثروة عجيبة غريبة، ثروة ليست حكرا على الإنسان، يتمتع بها قبله النبات و الحيوان منذ أربعة مليار سنة، ثروة تجدد نفسها بنفسها، ذهب يولِد ذهبا، ثروة شُهرت باسم جُزيء الحِمض النووي (la molécule d`ADN)، جزيء نووي مجهري مكوَّن من عناصر معدنية (N, H, O, P, etc.)، الجزيء المعدني الوحيد على الأرض القادر على التكاثر ذاتيا أي صنع نفسه بنفسه دونا عن كل جزيئات المادة. كيف تحوَّل من جزيء جامد إلى جزيء حي يُرزق؟ تلك هي المسألة!

ألا نتعلم يا إلهي من هذه الحكمة شيئا؟ سوَّى العالي في الخلق بين الجنسين، فكيف يعجز الإنسان عن تحقيق المساواة بينه و بين أخته فيما هو دونه؟

إمضاء م. ع. د. م. ك.
"أنا متشائم بالذكاء و متفائل بالإرادة" أنتونيو قرامشي
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم في أغلبيته أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية فهي ملح الديمقراطية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة  الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).
أنا لا أرغب من وراء نشر مقالاتي النقدية في المجالات التربوية و الاجتماعية و الدينية أن أسُوءَ أي قارئ في نفسه و لا في رأيه، بل أريد أن أوثر وده و أرعى حقه في التمسك برأيه حتى لو كان مخالفا أو مناقضا أو داحضا لرأيي.
"يمنعني من ذلك قلب رقيق و حس دقيق و إيثار للعافية و إشفاق أن يصنع الناس بي صنيعي بهم" (طه حسين، مع أبي العلاء في سجنه، 1979).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 30  ديسمبر 2014.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire