Affichage des articles dont le libellé est المرأة و الرجل؟. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est المرأة و الرجل؟. Afficher tous les articles

vendredi 1 juillet 2016

هل يُعتبر جسم المرأة شيئًا أو ذاتًا؟ نغطيه أم نعرّيه -نحن الرجال- متى نشاءُ؟ فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة. صياغة وتأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

هل  يُعتبر جسم المرأة شيئًا (Un objet) أو ذاتًا (Un sujet)؟ نغطيه أم نعرّيه -نحن الرجال- متى نشاءُ؟ فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة. صياغة وتأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

الرجال الرجعيون المتدينون (المسيحيون واليهود والمسلمون) يَعتبرون جسمَ المرأة شيئًا كالأثاث يغطونه متى يشاؤون ويعرّونه متى يشاؤون (حجاب الأخوات والأمهات المسيحيات وحجاب أو نقاب المسلمات). وبتغطيته يتصورون أنه غير موجود كذاتٍ وغير مؤثرٍ في محيطه.

الرجال الرجعيون الحداثيون (الليبراليون يمينًا ويسارًا) يَعتبرون جسمَ المرأة شيئًا كالسلعة يعرّونه متى شاءوا المتاجرة به (الإشهار والسينما التجارية). وبتعريته يتصورون أنه موجودٍ كجسمٍ فقط ولكنه غيرمؤثرٍ في محيطه كذاتٍ.

الرجال الفلاسفة المحايدون يَعتبرون جسمَ المرأة ذاتًا مستقلةً مثله مثل جسمَ الرجل بالضبط، له ما له وعليه ما عليه مع احترام الفوارق البيولوجية الطبيعية بينهما. لذلك لا يغطونه متى شاؤوا ولا يعرّونه متى شاءوا كما يتوهم أنهم به فعلوا المتدينون والحداثيون. جسم المرأة كجسم الرجل لا تُحدد هويته بيولوجيا فقط. ولا تحدد هوية جسم المرأة مسبقًا، بل تنبثق من تفاعل هويتين متكاملتين: الهوية الجينية البيولوجية
(L`identité génétique-biologique, XX) 
والهوية الحضارية الثقافية
(L`identité culturelle y compris l`identité religieuse)

ويخلص هؤلاء الفلاسفة للحقيقة التالية: لو وَعَتِ المرأة أن جسمها هو ذاتٌ وليس شيئًا، فلن يقدر المتدينون على تغطيته ولو شاءوا ولن يستطيع الحداثيون تعريته ولو شاءوا. جسمها هو ذاتٌ حاضرةٌ في محيطكم رغم أنوفكم -أيها الرجال الرجعيون- شئتم أم أبيتم، غطيتمونه أو عريّيتمونه. مِن تحت الغطاء ومن فوق العراء، هو نورٌ يشع ولو كره المتدينون والحداثيون، نورٌ يخترق قماش المتدينين وسلعنة الحداثيين (La chosification).

 هو ذاتٌ تعيش لتتواصل مع أجسام الرجال الند للند، وكجسم امرأة رغم أنانيتكم سيتواصل، أخرس سيتواصل، أبكم سيتواصل، محجّب سيتواصل، منقّب سيتواصل، عارٍ سيتواصل، سلعة سيتواصل، ولن ينفعه في مستقبله إلا الارتباط بجسم رجل والتواصل معه حتى من وراء البحارٍ رغم الخمارِ.

بيولوجيًّا، المرأة امرأة والرجل رجلاً، لكنهما كائنان متساويان في عدد الجينات (30 ألف) والكروموزمات (46). لا فرق بين الأب والأم في توزيع موروثيهما الجينيين بين أولادهم(هن) أو بناتهم (هن): وللأب في العطاء الجيني مثل حظ الأم، كل منهما يّورّث 23 كروموزم لولده (ها) أو 23 كروموزوم لابنته (ها). ولا فرق بين الابن والبنت في وراثة الموروث الجيني من أبيه(ها) ومن أمه(ها): الولد أوالبنت يرثان بالتساوي: يرث أو ترث من أمه (ها) 23 كروموزوم ومن أبيه (ها) 23 كروموزوم بالضبط.

أما حضاريا وثقافيا فالرجل إنسان والمرأة إنسان دون زيادة أو نقصان، ولا فرق بين الذكر والأنثى إلا بالفكر والعمل، ومن كل حسب اجتهاده ولكل حسب استحقاقه رجلا كان أو امرأة.

أيها الرجال الرجعيون، المتدينون والحداثيون على السواء، اتركوا المرأة وجسمها، تعرّيه متى شاءت هي، أو تغطيه متى شاءت هي واقنعت عن عِلمٍ أو إيمانٍ. المرأة ليست قاصرة وليست سلعة ولا ناقصة عقل ودين، فاعطوها حريتها واطلقوا يديها فالله خلقكم وإياها من نفس واحدة وجعلكم وإياها سواسية يوم الحشرِ، وهو الوحيد الذي سيحاسبها إن أخطأت في حقه، أما أخطاؤكم أنتم في حقها، أيها الرجال الظالمون، فأظن أنها لن تمر دون عقاب في الدنيا والآخرة.

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"
وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 2 جويلية 2016.


lundi 29 décembre 2014

نوعٌ من المساواة التامة و المطلقة بين الرجل و المرأة، لا يستطيع أن ينسبه عَلماني لحضارته و لا أن ينكره مؤمن لأنه لم يرد في نص ! مواطن العالم د. محمد كشكار

نوعٌ من المساواة التامة و المطلقة بين الرجل و المرأة، لا يستطيع أن ينسبه عَلماني لحضارته و لا أن ينكره مؤمن لأنه لم يرد في نص ! مواطن  العالم د. محمد كشكار

مساواة، عمرها من عمر الإنسان على الأرض، أي تقريبا منذ خمسة ملايين سنة (عمر الأرض حوالي أربعة آلاف مليون سنة)، أي قبل نزول الوحي، مساواة في الإرث، أقصد به الإرث الجيني، أغلى و أثمن إرث في الوجود بل الوجود نفسه.

يأمر الرب أو تأمر الطبيعة، لن نختلف فالنتيجة واحدة، يخضَع الأب رغم كراهيته المكتسبة للمرأة، يعدِل فيورِّث في حياته ابنه أو ابنته بالتساوي نصف موروثه الجيني الذي ورثه هو بدوره عن والديه، و مثله مجبورة أيضا تفعل الأم رغم تفضيلها المكتسب للولد الذكر، أي يمنح كل واحد من الوالدين  23 كرموزوما أو صبغية من ثروته الجينية لابنهما و مثل هذا العدد لابنتهما دون ميز أو حيف أو كره أو تفضيل. يُقدَّر هذا الكنز الوراثي لدى الفرد بــ 46 كروموزوما، تحتوي كلها على حوالي 30 ألف جينة أو مورّثة أو جزيء من كروموزم.

إرث لا يتصرف فيه الوارث أو الوارثة حسب هواههما، بل يتقيدان بتوزيعه بالعدل كما تسلّماه. يورّثاه بدورهما لأبنائهما دون الاطلاع على ما هو مسطور فيه. لوح بالرمز مكتوب و في الجسم محفوظ، لا يفك رموزه إلا مَن أنشأه أو الراسخون في العلم. نصٌّ يحمله الإنسان في كل خلية من خلاياه، رسالة يجهل كنهها حاملها، الرسالة الوحيدة التي لا يستطيع الإنسان لها تحريفا أو تبديلا أو تأويلا كما يفعل عادة مع النصوص المقدسة. قد يفلح يوما ما، مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة على العقل، عملٌ تطلَّبَ ملايين السنين من التطور الدارويني أو أوجده في رمشة عين رب العالمين، قال له كُن فكان.

عدالة ربانية أو عدالة داروينية ، لن تغير التسمية من العدل شيئا. عدالة، ليس للحضارة أو الدين فيها نصيبٌ. سُنّة الله في خلقه يُجريها أو يُرسيها كما يشاء هو سبحانه لا كما نشاء نحن. ثروة، لو تملكناها لَبَدّدناها و سللنا سيوفنا و تقاتلنا و توارثها السفهاء منَّا. ثروة عجيبة غريبة، ثروة ليست حكرا على الإنسان، يتمتع بها قبله النبات و الحيوان منذ أربعة مليار سنة، ثروة تجدد نفسها بنفسها، ذهب يولِد ذهبا، ثروة شُهرت باسم جُزيء الحِمض النووي (la molécule d`ADN)، جزيء نووي مجهري مكوَّن من عناصر معدنية (N, H, O, P, etc.)، الجزيء المعدني الوحيد على الأرض القادر على التكاثر ذاتيا أي صنع نفسه بنفسه دونا عن كل جزيئات المادة. كيف تحوَّل من جزيء جامد إلى جزيء حي يُرزق؟ تلك هي المسألة!

ألا نتعلم يا إلهي من هذه الحكمة شيئا؟ سوَّى العالي في الخلق بين الجنسين، فكيف يعجز الإنسان عن تحقيق المساواة بينه و بين أخته فيما هو دونه؟

إمضاء م. ع. د. م. ك.
"أنا متشائم بالذكاء و متفائل بالإرادة" أنتونيو قرامشي
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم في أغلبيته أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية فهي ملح الديمقراطية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة  الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).
أنا لا أرغب من وراء نشر مقالاتي النقدية في المجالات التربوية و الاجتماعية و الدينية أن أسُوءَ أي قارئ في نفسه و لا في رأيه، بل أريد أن أوثر وده و أرعى حقه في التمسك برأيه حتى لو كان مخالفا أو مناقضا أو داحضا لرأيي.
"يمنعني من ذلك قلب رقيق و حس دقيق و إيثار للعافية و إشفاق أن يصنع الناس بي صنيعي بهم" (طه حسين، مع أبي العلاء في سجنه، 1979).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 30  ديسمبر 2014.


mardi 9 décembre 2014

هل تعدد الزوجات هو الحل الأمثل لمشكلة عوانس تونس 2011؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

هل تعدد الزوجات هو الحل الأمثل لمشكلة عوانس تونس 2011؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 17 سبتمبر 2011.

أوحى إليّ بهذا المقال غير العلمي خبر خفيف و طريف، سمعته اليوم، 17 سبتمبر 2011، في قناة "العربية" على الساعة 13 و 25 دق: "يوجد 9 ملايين فتاة عانس في مصر"، مصر التي يُسمح فيها شرعا و قانونا بتعدد الزوجات. صُنفت النتائج باعتبار أن العوانس هن اللواتي بلغن من العمر أكثر من 30 عاما دون أن يتزوجن، لأن احتمال الزواج بعد هذه السن يصبح ضعيفا.
و قرأت الأخبار التالية، اليوم في الأنترنات مع الإشارة أن الأنترنات ليست مرجعا علميا موثوقا به فعلى المشككين المحقين، التمحيص و التثبت من الأرقام التالية المعروضة عليهم:
-         لفتت نظري دراسة تقول أن مصر التي يوجد بها نحو 35 مليون امرأة من أصل عدد السكان البالغ 75 مليون نسمة، زادت بها أعداد الفتيات غير المتزوجات نتيجة ارتفاع البطالة بين الرجال، ونتيجة تزايد الأعباء المادية لتوفير وتجهيز مسكن الزواج، فضلاً عن ارتفاع نسبة التعليم الجامعي بين الفتيات.
-         سيرتفع عدد "العانسات" السعوديات من مليون و نصف عانس ‏‏حاليا،  2010، إلى أن يصل لأربعة ملايين خلال الخمس السنوات المقبلة. كما كشفت نتائج مسح وقع سنة 2007 أن "نسبة النوع" للسكان والذي يعني نسبة الذكور للإناث والتي تستخدم كمقياس للتوازن بين الجنسين، ويقصد بها عدد الذكور لكل 100 أنثى (  Le sexe ratio désigne le taux comparé de mâles et femelles au sein d'une espèce à reproduction sexuée. ) قد بلغت 102 ذكر لكل 100 أنثى، وتدل هذه النسبة على أن تركيبة المجتمع السعودي طبيعية حيث يقترب فيها عدد الذكور من عدد الإناث. في حين بلغت "نسبة النوع" لغير السعوديين  المقيمين في السعودية 223 ذكرا لكل 100 أنثى وتعتبر نسبة مرتفعة جدا وغير طبيعية، وتعزى أسباب اختلال هذه النسبة إلى زيادة الطلب على العمالة الوافدة من الذكور بدرجة كبيرة مقارنة بمثيلتها في الإناث من ناحية، ومن ناحية أخرى إلى أن غالبية الذكور من الوافدين يقيمون بمفردهم دون أسرهم.
-         وفقا لدراسة نُشرت في الإمارات فإن عدد العوانس قد وصل إلى 68% ممن في سن الزواج؛ أي أن في كل بيت إماراتي فتاة عانس، وكشفت دراسة حديثة أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من اليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و 10% في سلطنة عُمان والمغرب، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى85%.
-         نسبة الفتيات بالوطن العربي اللاتي تقدمت بهن سن الزواج في ارتفاع مطرد مقارنة بالعشر سنوات الماضية، مع الإشارة إلى الزيادة الكبيرة في عدد العوانس ببعض الدول العربية كالسعودية والكويت واليمن وليبيا والتي وصلت النسبة بها إلى 30%، وفق ما جاء في الدراسة.
-         يوجد بالأردن 87.000 عانس في 2007 من بين 6 ملايين نسمة.
-         تفيد الإحصائيات في الجزائر أن عدد العوانس يصل إلى ما يعادل عدد الشعب الليبي الشقيق (  51 %من الجزائريات في سن الزواج) أي ما يقارب ستة ملايين نسمة.
-       كشف تقرير إحصائي تم توزيعه مؤخرا على أعضاء مجلس النواب التونسي ومجلس المستشارين خلال مناقشة ميزانية الدولة لسنة 2008 أن معدل العنوسة بين التونسيات أرتفع ارتفاعا كبيرا، مؤكدا أن عزوبة الإناث في عمر الإخصاب الأقصى (25 - 34) تشمل نصف الإناث وهذا يؤدى حتما إلى نتائج سلبية جدا على الخصوبة.
-         رغم محاولة البحث غير المعمق في الأنترنات عبر القوقل لم أجد أعداد العوانس في فرنسا و ألمانيا و الولايات المتحدة. أعزي هذا النقص في إحصاء العوانس إلى إباحة الارتباط الحر في هذه الدول مما لا يساعد على إحصائهن بصفة دقيقة.

يبدو لي أن هذا الإحصاء المتعدد المقدم أعلاه يمثل ردا علميا - قد يكون غير مقنع للمحافظين السلفيين النصوصيين - لكل من يَعِدُ عوانس تونس 2011 بحل مشكلتهن مُلوّحا بإمكانية التراجع عن تطبيق القانون المكتوب في مجلة الأحوال الشخصية التونسية و الذي ينص على المنع القانوني البات المسلّط على كل تونسي بحرمانه من حقه الإلهي الشرعي في التزوج بأكثر من واحدة في فترة زمنية واحدة.
يبدو لي أن قانون بورقيبة المانع لتعدد الزوجات، جاء ليقنن وضعا اجتماعيا سائدا في الخمسينات (يبدو أن التونسي غير مزواج بطبيعته، و ذلك لعدة أسباب أعرف البعض منها و أجهل الكثير منها و أتمنى أن تقع يديّ  على دراسة علمية تشفي غليلي و تستجيب لحيرتي العلمية الخالية من الخلفيات الأيديولوجية المسبقة  في هذا الموضوع) و لم يكن فوقيا على حد علمي أو مستوردا من الغرب بل كان قانونا نابعا و مستمدا من الشريعة الإسلامية السمحة التي تكمن قوتها في قابليتها للتجديد و التجدد و التطور و التأويل و الاجتهاد على يد علماء مسلمين جهابذة لا يخلو - و الحمد لله - زمن و لا مصر من أمثالهم.
أقرّ أنني لست مختصا في فقه الدين الإسلامي و لكنني سمعت و قرأت أن الزواج بأكثر من واحدة في نفس الوقت هو سلوك اجتماعي مباح بصريح الآية القرآنية الكريمة أحادية الدلالة لكنني سمعت و قرأت أيضا أن هذا السلوك الاجتماعي المحترم ليس واجبا شرعيا يُثاب من يطبقه و يُعاقب من يهمله و أنه يحق لأهل الذكر من علماء الدين المسلمين من مستشاري الحكام - إن ارتأوا ذلك، مقدّمين درء المفسدة على جلب المصلحة لما فيه خير الأمة الإسلامية -  أن يجتهدوا و يمنعوه قانونيا دون أن يحرّموه شرعيا و هذا ما فعله جزئيا، في الخمسينات من القرن الماضي، العلماء المسلمون التونسيون، مستشارو بورقيبة عندما أشاروا عليه بصدق و أصابوا بتقنين الوضع الشائع و السائد في تونس الخمسينات من القرن العشرين أي قانون مجلة الأحوال الشخصية الصادر في 27 سبتمبر 1057 و  المتمثل في عدم الجمع بين زوجتين اثنتين أو ثلاثة أو أربعة في نفس الوقت و الاكتفاء بواحدة دون مخالفة الشريعة الإسلامية السمحة  في مقاصدها السامية و النبيلة من أجل حفظ كرامة المرأة التونسية، أمّنا و أختنا و بنتنا و عمتنا و خالتنا و جارتنا و شريكتنا في الحياة و المواطنة.
عبر التاريخ المعاصر لمسقط رأسي، قرية جمنة الحبيبة، الملقبة بدار العلوم، الواقعة بالجنوب الغربي التونسي، و ذلك قبل و بعد قانون بورقيبة الذي ينصّ في مجلة الأحوال الشخصية على منع تعدد الزوجات، لم يوجد، على حد علمي، في قريتنا، التي تعد في الخمسينات تقريبا 4 آلاف ساكن، إلا خمسة رجال فقط قد جمعوا كل واحد منهم زوجتين في نفس الوقت و أظن أنهم قد توفوا هم و زوجاتهم المصونات منذ أمد قريب، رحمهم الله و أسكنهم الرحمان فراديس جنانه. قانون بورقيبة إذن ليس بدعة بل جاء ليقنن وضعا اجتماعيا سائدا و معيشا بغض النظر عن الجدل القائم حول توافقه أو تعارضه مع أحكام الشريعة الإسلامية المتساهلة في العدل و الحرية و الحق.
لماذا لا نقلد محمدا، رسول الله صلى الله عليه و سلم، و نصرخ صرخته الحنونة المشهورة في حديثه المشهور (للأمانة لا أعرف إن كان هذا الحديث ضعيفا أو صحيحا لكن أنا أعتقد جازما أن كل ما يُنسب للرسول من أحاديث جميلة هي أحاديث صحيحة و الشيء من مأتاه لا يُستغرب ، أصدقها و أعمل على هديها و أطبقها قدر المستطاع) الموجه إلى علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، عندما فكر هذا الأخير رضي الله عنه مجرد تفكير في الزواج بثانية أثناء زواجه بفاطمة الزهراء رضي الله عنها و عن ذريتها الحسن و الحسين، ابنة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم، قائلا: "إلا فاطمة يا علي". كلنا أحباب الرسول، و كل بناتنا فاطمة، و معزّة فاطمة عند الرسول، و هو المشهود له بالحنان الأبوي و العدل الرباني، لا تزيد عن معزة بناتنا عند آبائهن، مع حفظ المقام العالي لابنة الرسول صلى الله عليه و سلم. لذلك يجب أن يصرخ إذن كل أب مسلم مؤمن حنون مقتديا بالرسول الكريم، صلوات الله عليه و سلامه، أشرف و أكبر و أعظم و أنبل قدوة في حضارتنا العربية الإسلامية و يقول: "إلا ابنتي يا صهري فلان".

ملاحظة عابرة أضيفها للمقال و أمضي بعد نشره بسنتين تقريبا ، أي اليوم 30 جوان 2013،  و من فضلكم لا تحمّلوها أكثر مما يتحمل المقام و المقال و القائل و الناقل الأمين المستقل المعارض للسلطة السياسية سابقا و حاضرا و مستقبلا: في اجتماع عام علني لحزب حركة النهضة ببلدية حمام الشط، سمعت زميلتي السابقة، أستاذة الفلسفة و نائبة في المجلس التأسيسي عن النهضة، تقول أن تعدد الزوجات يُعتبر إهانة للمرأة.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي  العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة  الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).


jeudi 27 juin 2013

هل المرأة العربية المسلمة، ناقصة عقل و دين؟ فكرة مخالفة للسائد. مواطن العالَم د. محمد كشكار

هل المرأة العربية المسلمة، ناقصة عقل و دين؟ فكرة مخالفة للسائد. مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 جانفي 2013.

أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي": جملة أمضي بها دوما و عن وعي تام، مقالاتي الفيسبوكية.

سؤال غريب أو إشكالية أغرب؟ و تزيد غرابة السؤال عندما يُطرح من قبل شخص يؤمن إيمانا إنسانيا و علميا بالمساواة التامة و الكاملة بين المرأة و الرجل في الحقوق و في القانون و أمام القانون أيضا حتى و لو اختلفت بينهما الواجبات و الواجبات مختلفة بطبيعتها حتى بين الرجال أنفسهم.

يبدو لي - و الله و أهل الذكر من علمائه في الدين و الدنيا أعلم مني بذلك - أن المرأة العربية المسلمة و في وضعها الحالي المتردي و المتوارث عبر الأجيال هي كائن ناقص عقل و دين! نقص مكتسب من الظروف الاجتماعية التي عاشتها و لا زالت تعيشها المرأة و ليس نقصا حتميا قدريا إلاهيا أو نقصا متأصلا فيها جينيا و بيولوجيا.

أنا درست و عرفت و اقتنعت أن الذكاء البشري، بغض النظر عن متغيّر الجنس، هو ذكاء موروث عن والدينا جينيا مائة بالمائة و في نفس الوقت مُكتسب اجتماعيا مائة بالمائة أيضا، و هذا هو موضوع أطروحتي لنيل شهادة الدكتورا في علوم التربية. و اختلاف حجم و وزن المخ بين المرأة و الرجل ليس ناتجا عن الاختلاف الجنسي بل لأن وزن المخ موازي لوزن الجسم رجلا كان أو امرأة. و اختلاف وزن المخ بين الرجل و المرأة أو بين الرجل العملاق و الرجل القزم لا يؤدي بالضرورة إلى تفوق الأول عن الثاني في الذكاء و الإدراك و إلا كان حوت العنبر العظيم أذكى المخلوقات لأن هذا الأخير يتمتع بمخ يزن عشرة كيلوغرامات و في المقابل لا يزن المخ البشري تقريبا إلا كيلوغراما واحدا و ثلاث مائة غرام بما فيه مخ العالِم العبقري الألماني الأمريكي إينشتاين. اختلاف وزن المخ بين المرأة و الرجل لا يفسد للمساواة في الذكاء و الحقوق قضية! و كما قال محمد خاتم الأنبياء صلى عليه و سلم و رددها من بعده بعشرة قرون الفيلسوف الفرنسي ديكارت، أن العقل هو الشيء الثمين الموزع بالعدل بين الناس. نرث بيولوجيا و جينيا مخا بشريا متطورا مقارنة مع باقي الحيوانات، لكن هذا المخ الموروث لا يبقى على حاله جامدا بل يتأثر بيولوجيا و فيزيولوجيا بتجاربنا اليومية و محيطنا الاجتماعي. تترك هذه التجارب المكتسبة بصماتها البيولوجية على الوصلات العصبية (و عددها يصل تقريبا إلى مليون مليار وصلة عصبية تتركب و تتفكك حسب المعيش اليومي بين مائة مليار خلية عصبية في المخ البشري). بأريحية علمية، نستطيع أن نستنتج من هذه المُسَلّمَة العلمية أن مخ المرأة  بصفة عامة لا يمر بنفس التجارب اليومية (المرأة: العمل داخل البيت و تقييد السفر و الحد من الحرية و انعدام المساواة مع الرجل في الحقوق و في القانون و أمام القانون و نقص التعليم و التثقيف) التي يمر بها مخ الرجل (الرجل: العمل خارج البيت و السفر و الحرية و المساواة و توفر التعليم و التثقيف) لذلك يختلف الأول النسوي عن الثاني الذكوري في تركيبته الخلوية المجهرية  و ليس في تركيبته الشكلية العامة و الظاهرة. لكن و من حسن حظ المرأة عموما و المرأة العربية خصوصا أن البصمات البيولوجية المكتسبة على مستوى الوصلات العصبية في المخ البشري ليست وراثية، فعند كل ولادة بشرية جديدة، ذكرية أو أنثوية،  يعيد المخ البشري التجربة من جديد متأثرا بالجديد من المكتسبات الحضارية التي يستفيد منها الرجال  أكثر من النساء. لذلك نستطيع أن نجزم أنه لو افترضنا جدلا أن فردا من العصر الفرعوني (سبعة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح) خرج من قبره و عاش معنا اليوم لاكتسب نفس درجة الذكاء البشري في القرن الواحد و العشرين. لكننا في الوقت نفسه لا ننكر حسب نظرية التطور لداروين  أن المخ البشري تطور عبر العصور الجيولوجية حيث تكون الوحدة الزمنية المعتمدة هي مليون سنة و ليست ألف أو مائة سنة.

أرجع إلى موضوعي الأصلي و أطرح السؤال من جديد: هل المرأة العربية المسلمة، ناقصة عقل و دين؟  نعم ناقصة عقل و دين لكن ليست وحدها فالرجال الذين عاشوا نفس ظروف المرأة الاجتماعية هم أيضا ناقصو عقل و دين، إذن نستطيع أن نستنتج من هذه المقاربة الشمولية المعقدة نسبيا أن أسباب النقص في العقل و الدين ليست جنسية بحتة و ليست بيولوجية جينية وراثية و إنما هي ناتجة عن أسباب مكتسبة غير وراثية و غير جينية و غير حتمية و تزول بزوال العنصرية الجنسية و الحيف و الظلم الاجتماعي المسلّطين منذ آلاف السنين من قبل الرجل على المرأة أو من البورجوازي على البروليتاري أو من المثقف على الأمي أو من الحاكم على المحكوم.

لذلك سأحاول أن أجتهد شخصيا في تأويل حديث رسول الله "النساء ناقصات عقل و دين".  و أستمد عذري منه هو نفسه علا شأنه في قوله "من اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد" و أنا قنوع و يكفيني الأجر الواحد إن لم أوفق في نيل الثاني  و ليعلم أعداء الخطأ: أولا أن العلم مبني على الخطأ و الصواب و أن الطفل يتعلم المشي من العثرات الكثيرة المؤلمة و المتتالية و أن الخطأ هو محرك القسم في التعليم و أن أكبر العلماء غير المعاصرين الغربيين و المسلمين ارتكبوا أخطاء لا يرتكبها اليوم تلميذ في الابتدائي و ليعلموا ثانيا  أن الباحث العلمي، الذي يتبع منهجية و لا يصل إلى نتيجة إيجابية، له مزية على العلم لأنه جنّب زملاءه تضييع الوقت في اتباع نفس المنهجية و ليعلموا ثالثا - تجنبا للمزايدة بالتعصب للدين الإسلامي - أنني مواطن تونسي مسلم و القرآن قرآني و السنة سنتي و لا أظن أن الله الغفور الرحيم يعاقب مسلما مجتهدا صادق النية، و ثقتي في رسولنا كبيرة بأنه لن يسحب شفاعته عني يوم القيامة لمجرد أنني أخطأت في تفسير آية أو أسأت دون قصد مني في فهم حديث من أحاديثه الشريفة المقدسة. و ألاحظ أولا و أسجل لكن بكل احتراز علمي و على حد معرفتي المتواضعة بالقرآن: أن هذا الوصف للمرأة بالتحديد لم ينزل في القرآن  مع أنني أعي جيدا أن ما أعرفه من علوم دينية لا يكفي للمجازفة بالاجتهاد في تأويل القرآن أو الحديث، و عذري الشرعي الوحيد هو الصدق في القول و الإخلاص في العمل: قرأت القرآن و قرأت بعض التفاسير و استمعت لتلاوة القرآن و حفظت جزءا منه في صغري و قرأت الكثير من أدبيات الإخوان المسلمين المصريين  و استمعت أيضا إلى عديد المحاضرات الدينية و منها على سبيل الذكر لا الحصر، محاضرات الشيخ محمد الغزالي في التلفزة الجزائرية كل يوم الإثنين مساء من 1980 إلى 1988، مدة إعارتي  في الجزائر كأستاذ ثانوي متعاون.

ألاحظ أيضا أن الرسول أصاب - و هو كبشر منحه الله العصمة من الخطأ، فقط في تبليغ الوحي لا غير - و وصف واقعا وصفا دقيقا و للأسف الشديد لا يزال هذا الوصف واقعيا إلى اليوم، لكن الرسول لم يقل أن هذا الواقع النسوي المتخلف هو حتمي و أبدي. لذلك يبدو لي أنه من واجب علماء الدنيا الاجتهاد لتجاوز النقص العقلي المكتسب في المرأة بتعليمها و تطوير عقلها و من واجب علماء الدين الاجتهاد لتجاوز النقص الديني المكتسب أيضا من قبل المرأة و ذلك بهدايتها إلى استكمال دينها و الدعاء لها بالصلاح. و لو كان الرسول يرى أن هذا النقص متأصل في المرأة، لَما دعانا إلى استكمال نصف ديننا من عائشة زوجته. و قياسا على التدرج القرآني الكريم الذي  لم يحرّم العبودية مرة واحدة بل شجع على تحرير العبيد، يبدو لي أن الرسول في حديثه المذكور أعلاه لا يؤسس لتأبيد وضع المرأة المتردي بل يصفه فقط و يحدوني الأمل في أنه لا يعارض في الوقت نفسه طموح المرأة المسلمة إلى المساواة التامة و الكاملة في العقل و الدين مع الرجل و مع المرأة الغربية المتعلمة.

أرجو من أصدقائي اليساريين و قرائي الكرام أن لا يصنفوني بسرعة و تسرّع ضمن أعداء المرأة أو ضمن خصومها أو حتى الكارهين لها. أنا أحب و أعشق و أحترم و أجلّ و أقدر المرأة عموما و لن أنسى فضل أمي الذي تجسم في حنانها و في تربيتي و رعايتي بعد وفاة أبي و أنا طفل في سن الخامسة عشر. و أعترف بوجود نساء في حياتي، هنّ أكمل مني عقلا، و أخص بعضهن بالذكر و التبجيل و الاحترام مثل  الأستاذات اللواتي تتلمذت على أيديهن في الجامعة و الثانوي، تونسيات و فرنسيات، و الزميلات التونسيات اللواتي عاشرتهن أخيرا في النادي الثقافي النقابي، نادي جدل بالاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، مثل الشاعرة العظيمة فاطمة بن فضيلة و الدكتورة في الشريعة و أصول الدين حياة اليعقوبي.

أسس حزب العمال التونسي منظمة نسوية في داخله. أتساءل هنا: لو لم تكن وضعية المرأة التونسية الحالية متردية و ناقصة، لَما خصها هذا الحزب اليساري بمنظمة ترعى شؤونها و تسهر على تدارك النقص المكتسب في عقلها مقارنة مع الرجل و يا ليته فعل نفس الشيء و من أجل نفس الهدف للرجل التونسي اليساري، باستثناء اليساريات المتعلمات المثقفات بطبيعة الحال، و هؤلاء الأخيرات قد يشاركن في تثقيف زميلاتهن في الحزب و يثبتن لهن أن نقص العقل النسوي ليس حتمية و لا قدرا بل هو شيء مكتسب يسهل إزالته لو تحققت المساواة الكاملة و التامة بين الرجل و المرأة في الحقوق و في القانون و أمام القانون أيضا، مع الإقرار بالاختلاف البيولوجي و المحافظة على الاختلاف في الواجبات مع الإشارة الهامة أن الاختلاف البيولوجي الموروث موجود أيضا بين الرجل و الرجل و بين المرأة و المرأة و يجب أن لا يؤدي هذا الاختلاف البيولوجي بالضرورة إلى عدم المساواة في الحقوق أو عدم المساواة في اكتساب الذكاء و استكمال العقل و الدين و من وجهة نظر غير مختص في علوم الاجتماع و لا في علوم الدين، يبدو لي أن المساواة التامة بين المرأة و الرجل لا تتنافى، لا مع العلم و لا مع الدين الإسلامي.

ملاحظة عابرة، أوردها و أمضي دون تعليق و المسكوت عنه أبلغ: ألاحظ تواجدا مكثفا للعنصر النسائي في قيادات حزب حركة النهضة ذو المرجعية الإسلامية (عشرات العضوات في المجلس التأسيسي) و في المقابل ألاحظ نقصا واضحا و فادحا في عدد النساء في قيادات الأحزاب اليسارية الكبرى الثلاثة ذات المرجعية الماركسية اللينينية الستالينية (حزب العمال و حزب وطد الموحد و الحزب الاشتراكي الثوري (وطد سابقا)،  مع العلم أن النهضة لم تؤسس لقيادياتها منظمة نسوية خاصة بهن داخل الحزب.