vendredi 12 décembre 2014

معظم ما ينشره الفيسبوكيون التونسيون لا يستوفي الشروط الأولية لممارسة المعرفة و تقديم المعرفة! نقل بقليل من التصرف عن نص لــهاشم صالح. مواطن العالم د. محمد كشكار

معظم ما ينشره الفيسبوكيون التونسيون لا يستوفي الشروط الأولية لممارسة المعرفة و تقديم المعرفة! نقل بقليل من التصرف عن نص لــهاشم صالح. مواطن العالم د. محمد كشكار

يبدو لي أن كل ما ينشره أكثر الفيسبوكيين من مقالات و خطابات و تنظيرات  فكرية و سياسية - معارضين و موالين و لا أستثني نفسي - تبدو واهية، غير قائمة على أسس راسخة لأنها بكل بساطة مخترقة أكثر مما يجب من قِبل الأيديولوجيات، مهما يكن نوع الأيديولوجيا "تقدمية" أو "محافظة". قبل أن نتساءل هل هذا الخطاب صحيح أم لا، يقول الحقيقة أم لا، ينبغي أن نطرح أولا هذا السؤال: هل يستحق أن يُناقش فعلا؟ هل استوفي الشروط الأولية لممارسة المعرفة و تقديم المعرفة؟ هل يقف على أرضية معرفية إبستمولوجية أم على أرضية أيديولوجية بحتة؟ فكثيرا ما يحتدم النقاش بيننا و ترتفع الأصوات ثم تنخفض لكي تتبخر عن الفراغ، و نعتقد أننا نفكر و نبحث... صحيح أن الشروط الخارجية لإنتاج الخطاب لا تساعد إطلاقا على التفكير المسؤول و الجاد. أقصد بالظروف الخارجية: الضغوط التي كان يمارسها نظام بن علي في تونس على الأساتذة و الطلبة البحاثة الجامعيين و المفكرين و المثقفين و المبدعين و الكتّاب و الصحافيين و الفنانين و التي تتمثل في تحجيره و تحريمه و تجريمه للبحث العلمي في مسائل اجتماعية قد تفضح سياسته كالتفاوت الجهوي و ظاهرة البطالة و ظاهرة الفشل المدرسي و ظاهرة الرشوة و المحسوبية و ظاهرة تجارة الجنس السرية و العلنية و غيرها من المسائل الحساسة. أما نُقاد المعارضة اليسارية و القومية و الليبرالية، فهم كالشعراء، يلقون الكلام على عواهنه دون حجة أو دليل علمي أو بحث أكاديمي ميداني. لكي أوضح ما أقصده أقدم مثال عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو. فهو يعيب على الآخرين لاعلميتهم أو كتاباتهم الإنشائية فيما يخص علم الاجتماع. أما هو فيتحدث عن اتباعه للعلم و المنهج العلمي و الدراسات العلمية...إلخ. كما أنه يستند كثيرا إلى التحريات الميدانية، و تمتلئ كتبه بالأرقام و الإحصائيات...إلخ.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي  العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة  الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).

تاريخ أول نشر على النت حمام الشط في 21 أفريل 2012.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire