mercredi 24 décembre 2014

هل يمثل الدين الإسلامي عامل تقدم أو عامل تخلف؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

هل يمثل الدين الإسلامي عامل تقدم أو عامل تخلف؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

يبدو لي أن الدين الإسلامي - مثله مثل المسيحية و اليهودية - لا يمثل عامل تخلف و لا عامل تقدم و الدليل القاطع - حسب رأيي - أن أربعين بالمائة من مسلمي العالم يعيشون في دول علمانية متقدمة أو في طريق التقدم مثل أمريكا و أوروبا و الصين و الهند، و بغض النظر عن تدينهم الباطن أو الظاهر، لم يمنعهم دينهم من المشاركة في صنع المعرفة و الحضارة الغربيتين. أما الستون بالمائة من الأمة الإسلامية المتبقية فهم يعيشون في دول إسلامية متخلفة أو في طريق مزيد من التخلف، و بغض النظر عن تدينهم الخالص أو المزيف، لم يجنّبهم دينهم الانزلاق نحو الأسوأ، أعني به الجهل و الفقر و المرض و الفساد و الرشوة و المحسوبية و السفاهة (السفيه هو من يبذر ماله فيما لا يفيد، و لنا باع و ذراع في هذا المجال و البركة في أغنيائنا و خاصة أغنياء الخليج).

ما العمل إذن؟

للتقدم و الازدهار سببان لا ثالث لهما، و هما العلم و العمل. فلو علمنا و عملنا لتقدمنا كسائر الأمم. و من حسن حظ البشرية أن العلم و العمل، هما الاثنان محل إجماع من قبل جميع الشرائع السماوية منها و الأرضية.
لكن من المستحسن أن نوظف القيم النبيلة في الإسلام للتشجيع على العلم و العمل و نبذ الجهل و الكسل و لنا في ديننا دُرَرٌ، قرآن و حديث و سِيَر.

نأخذ على سبيل الذكر لا الحصر صاحب جائزة نوبل للكيمياء لسنة 1999، العالم المسلم "المصري-الأمريكي" أحمد زويل، تخرّج في مصر ثم سافر إلى أمريكا لطلب المزيد من العلم في بلاد العلم. استغل ذكاءه في البحث العلمي مع ثلة من العلماء مختلفة العرق و الدين، ففرض علمه على العالم أجمع لكنه احتفظ بدينه لنفسه و لم يفرضه على أحد. و مثله - دون مبالغة - مئات الآلاف من العلماء المسلمين الذين شاركوا في صنع العلم الغربي، الركيزة الأساسية للثقافة الغربية، و لا ننسى مئات الملايين من العمال المسلمين الذين شاركوا في بناء المصانع الغربية و صنع السيارات و الطائرات. فما بالنا كمسلمين لا نعترف بمشاركتنا في أبوّة هذه الثقافة الغربية و نصر دائما على اعتبارها أجنبية وافدة و هي في الجزء الجيد منها من صنع أدمغتنا و عرق جبيننا؟ و ما بالنا ننسى أيضا أن حضارتنا العربية الإسلامية المزدهرة سابقا هي أيضا وليدة تفاعل عدة حضارات مثل اليونانية و الفارسية و البيزنطية و الهندية؟

لا يوجد فكر إسلامي مستقل، أو فكر مسيحي مستقل، أو فكر يهودي مستقل، أو فكر بوذي مستقل، و لا يمكن أن يكون، فالفكر عالمي و إنساني أو لا يكون.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 6 مارس 2014.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire