مِن أروع ما قرأت لأبي العلاء
المعري؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
المصدر
كتاب "مع أبي العلاء في
سجنه"، طه حسين، دار المعارف، الطبعة الرابعة عشرة، القاهرة، 1989، 236 صفحة.
النص للكاتب أما العناوين فهي
من عندي
-
في سجونه الثلاثة و ليس اثنين كما هو شائع
أراني
في الثلاثة من سجوني......... فلا تسأل عن الخبر
النَّبيثِ
لِفقدي
ناظري و لزوم بيتي ......... و كون النفس
في الجسم الخبيثِ
-
في الديانات
أفيقوا
أفيقوا يا غواةٌ فإنما.......... دياناتكم مكرٌ من القدماء
-
في الحث على عدم الاعتداء على الطير و تجنب سرقة بيضه
فلا
تأخذ ودائع ذات ريش.......... فما لك أيها الإنسان بِضْنَهْ
-
في الإقرار بأن الظلم وحده هو مصدر التفاوت الطبقي
غِنى
زيدِ يكون لفقر عمرو.......... و أحكام الحوادث لا يُقَسْنَهْ
ذهب
إلى تصوير عجز العقل عن فهم الحوادث التي تعرض للناس و الأشياء و تحليلها و
تعليلها... يراها العقل ظلما و جورا فينكرها و ينبو عنها !
-
في الفلسفة الأبيقورية (الكاتب: تقوم على الإسراف في
الإيمان بالعقل و الاطمئنان المطلق إلى أحكامه و أقضيته و قياس الأشياء بمقاييسه
القاصرة الضيقة... و إنكار العلة الغائية و إثبات أن العالم كما هو لم يخلق لغاية
معينة من هذه الغايات التي نعرفها نحن و نزعم أن الأشياء قد خُلقت لتحقيقها)
كذب
الظن لا إمامَ سوى العقـ.......... ل مشيرا في صبحه و المساء
-
في الإشارة قبل عشرة قرون إلى الاكتشاف الحديث (طريقة
"بْرايْ") الذي مكّن المكفوفين من القراءة باللمس
كأن
منجم الأقوام أعمى.......... لديه الصُّحف يقرأها بلمس
-
في إيثاره للرمز و اصطناع الألغاز و تحرزه بالتقية
لا
تقيِّد عليَّ لفظي فإني.......... مثلُ غيري تكلُّمي بالمجاز
-
في الحكمة الإلهية التي لا يعلم كنهها إلا الله
و
أعمار الذين مضوا صغارا.......... كأثواب بَلين و ما لُبِسنه
فالأطفال
الذين يدركهم الموت قبل أن يرشدوا و لا ينشرون و لا يحشرون و لا يلقون عقابا و لا
ثوابا. أقبلوا على الحياة و لم يريدوها، و أُخرِجوا من الحياة و لم يستمتعوا بها. أقبلوا
من العدم و صاروا إلى العدم، و ليس لذلك حكمة معروفة أو علة ظاهرة، هم كالثياب
التي تبلى دون أن تُلبس، ففيم وُجدت وفيم بليت؟!
إمضاء م. ع. د. م. ك.
"أنا متشائم بالذكاء و متفائل بالإرادة" أنتونيو قرامشي
قال الفيلسوف اليساري
المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم في أغلبيته أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية فهي ملح
الديمقراطية.
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال
الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع
وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة
اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي العائلة الفوضوية و العائلة
الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي
و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).
أنا
لا أرغب من وراء نشر مقالاتي النقدية في المجالات التربوية و الاجتماعية و الدينية
أن أسُوءَ أي قارئ في نفسه و لا في رأيه، بل أريد أن أوثر وده و أرعى حقه في
التمسك برأيه حتى لو كان مخالفا أو مناقضا أو داحضا لرأيي.
"يمنعني
من ذلك قلب رقيق و حس دقيق و إيثار للعافية و إشفاق أن يصنع الناس بي صنيعي
بهم" (طه حسين، مع أبي العلاء في سجنه، 1979).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 25
ديسمبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire