dimanche 7 décembre 2014

ليلة فتنة - و ليست ليلة ثورة - حدثت في ولاية ڤبلّي، كانت أشدّ فتكا من ستين عام استبداد ! مواطن العالَم د. محمد كشكار

ليلة فتنة - و ليست ليلة ثورة - حدثت في ولاية ڤبلّي، كانت أشدّ فتكا من ستين عام  استبداد ! مواطن العالَم د. محمد كشكار


هذا ما حدث للأسف الشديد  ليس بعيدا عن مسقط رأسي قرية جمنة في ولاية ڤبلي. تخاصم عرشان على ملكية قطعة أرض اشتراكية في قرية "كِلْوَامِنْ - إغْلِيسْيَا"، قرية نفزاوية فلاحية صغيرة و بسيطة جدا، يقسمها شارع وحيد و طويل يفصل بين حَيَّيْنِ، حي كلوامن تقطنه الأكثرية و هم من عرش المكشري و حي إغليسيا تستوطنه أقلية و هم من عرش الڤْدَارَى. حيان متجاوران و متحابان و متعاشران و متصاهران منذ عشرات السنين.

حصيلة ليلة واحدة من الفتنة العروشية البغيضة: فَقِيدٌ في سن 27، متزوج و له ابنان و 36 جريح بالرش الحاقد الخارج من بندقيات الصيد التي يملكها المكشرية (و ليس البوليس كما في ولاية سليانة) و عديد المنازل الإغليسية المحروقة ظلما و كرها و شرّا.

لو استشاروني لَما تقاتلوا - مطّلِعٌ أخوكم على تجارب الغير و لست مغرورًا - و لأشرت عليهم بكل بساطة، أن يفعلوا مثل ما فعل أهالي مدينة المرّارة بالقطر الجزائري في الثمانينات من القرن الماضي: مدينة المرّارة مدينة صغيرة تقع قرب مدينة جامعة ولاية واد سوف, تنازع أهلها مرة حول تقسيم الأراضي المشاعة بين العروش و القبائل و لم يكن في ذلك الوقت، لا عند البلدية و لا الولاية و لا الرئاسة، أي مثال هندسي ينظم عملية تقسيم الأراضي المشاعة. فكّر المجلس البلدي المحلي في حل النزاع و دون المرور بالتسلسل الإداري الجزائري, راسل مباشرة الدولة الفرنسية, المستعمر القديم, طالبا مثالا هندسيا يحدد ملكية كل قبيلة و حدودها. أمدّته السلط الفرنسية مشكورة بخريطة مفصلة لكل الأراضي ببلدية المرّارة و حُلَّ الإشكال و تصالحت العروش و القبائل. أصدر الوالي الجزائري قرارا بحل المجلس البلدي بالمرارة عقابا له على الاستقواء و الاستنجاد بالأجنبي لحل نزاع داخلي وطني.

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا غير مباشر و مقنّعا.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي  العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة  الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتيَّ الفيسبوكيتين: حمام الشط في 21 فيفري 2013.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire