vendredi 5 décembre 2014

نصيحة، فيها خير كثير للشعب و الدولة، موجهة إلى جميع السلطات التنفيذية في كل بلدان العالم. مواطن العالم د. محمد كشكار

نصيحة، فيها خير كثير للشعب و الدولة، موجهة إلى جميع السلطات التنفيذية في كل بلدان العالم. مواطن العالم د. محمد كشكار

1.     المشكل
تعاني المدن الكبرى في كل بلدان العالم من ازدحام السيارات في الطرقات. ينتج عن هذا الازدحام حوادث مرور خطيرة و إهدار للطاقة و تلوّث جوي و صوتي. تتسبب هذه الحوادث في قتل العديد من المواطنين الراكبين أو المترجلين و في إعاقة عضوية دائمة أو مؤقتة لعدد أكبر يعدّ بالآلاف أو الملايين يوميا.

يتسبب التلوث الجوي لمحركات السيارات، داخل و خارج المدن، في قتل خمسين ألف بشر سنويا في أوروبا، منهم ثلاثة عشر ألف طفل أقل من أربع سنوات.  و في أوروبا أيضا يتسبب في خمسة و عشرين ألف حالة التهاب رئوي حادّ عند الكهول و مائتين و تسعين ألف حالة التهاب رئوي عند الأطفال و أكثر من خمس مائة ألف أزمة ربو. و في الولايات المتحدة يتسبب في قتل سبعين ألف مواطن، أكثر مرتين مما تقتله حوادث الطرقات! يتسبب سير السيارات ببطء داخل المدن في استهلاك مفرط للبنزين دون فائدة.

يتسبب التلوث الجوي و الصوتي، خاصة لدى كبار السن و الأطفال،  في أمراض الحساسية و الحنجرة و الأذن و الرئتين و العينين و الجهاز العصبي من فرط ما تطلقه عادمات السيارات (pot d`échappement) من مئات الملوثات الغازية و الصلبة، بعضها مسرطِنا، مثل ثاني أوكسيد الكربون و جزيئات الفحم الصلبة و مادة البنزان و أوكسيد الأزوت و غاز الأوزون و غيرها. تختلط و تتفاعل هذه المواد مع ما هو موجود في الجو مما قد يزيد في سُمِّيَتِها و إضرارها بالجسم البشري و الحيواني و النباتي. لم تترك عديد الدراسات العلمية مجالا للشك في هذه المعلومات و هذه النتائج العلمية تحرِج كثيرا أصحاب مصانع السيارات.

هل نصل يوما، مثل ما هو مكتوب على علب السجائر في أوروبا، إلى إلصاق العبارة المنبهة التالية على كل سيارة: "محركات السيارات تقتل بصمت و بطء"؟ يظهر أن مشكل السيارات أكبر و أخطر من  الإدمان على التدخين لأننا نستطيع أن نقلع عن التدخين لكن لا نستطيع أن نستغني عن التنفس في الطرقات حتى لو كان الهواء ملوّثا.

يمشي كل سائق سيارة على قدميه بمعدل ثماني دقائق فقط في اليوم و منظمة الصحة العالمية توصي بثلاثين دقيقة يوميا. النتيجة: نصف سكان العالم يزدادون وزنا. تمثل السيارة عاملا أساسيا في انتشار مرض السِّمْنَة. ليس المشكل جماليا بل صحيا. قد يتسبب مرض السمنة في مرض السكر و أمراض القلب و الشرايين و الانهيار العصبي و السرطان.

2.     البديل الممكن
البديل ليس شخصيا بل اقتبسته أيضا من بعض الجمعيات المدنية في باريس التي تنادي بتأميم و مجانية النقل داخل المدن. يجب على الدولة أن تضع في خدمة كل المواطنين وسائل نقل حديثة غير مُلوِّثة مثل المترو الكهربائي. يضع المواطن القادم من خارج المدينة (تضم المدينة مثلا تونس العاصمة و أحوازها) سيارته في مربض يُبنى للغرض على أطراف المدن ثم يستقل النقل العمومي المجاني. هو في الواقع ليس مجانيا لأن الدولة أنشأته بأموالنا نحن دافعي الضرائب. أظن أن الفائدة واضحة وضوح الشمس بالنسبة لعموم المواطنين في المحافظة على صحتهم، و حتى و إن كانوا من فئة اللامبالين بأنفسهم فلا أظن أن أحدا لا يبالي بصحة فلذات أكباده! أما الدولة فستقتصد الكثير عندما لا تصرف بل توفر أموال التأمينات الصحية و مصاريف المستشفيات و ستكتسب مواطنين معافين يعملون دون تغيّب مرضيّ و يضمنون لها الاستمرارية و المناعة و السلم الاجتماعي.

نسيت أو تناسيت الخاسر الأكبر في هذا المشروع الحضاري، أَلاَ و هم الرأسماليين الجشعين أصحاب مصانع السيارات (كسرتهم قصدا حتى و لو رفعتهم قواعد اللغة العربية) و تجار السيارات السماسرة الجشعين أيضا، مصّاصي دماء المواطنين الضعفاء. يبدو أن هؤلاء الرأسماليين لا يهمهم إلا الربح الحرام شرعا و قانونا. لو انضم هؤلاء الأخيرين جميعا إلى المسيرة الخضراء و غيّروا نشاطهم و اقتنعوا بوجاهة الفكرة، فأهلا و سهلا بهم إخوة لنا في الإنسانية. و إن عارضوها، فتبّا لهم و لِنتكاتف ضدّهم شعوبا و دولا و لا لوم علينا إن تركناهم لحالهم ينبحون و القافلة تسير نحو مدن صحيّة خالية من السيارات و تلوّثها.

أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"..."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي.

ملاحظة: اقتبست المعلومات التي أثثت بها الفقرة الأولى من موقع           monpetitcabanon.free.fr

                                             

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire