عارٌ علينا أن نفتخر
بعارِنا! مواطن العالم د. محمد كشكار
بمناسبة إحياء ذكرى الغزو
الإرهابي الأمريكي لأفغانستان في سنة 2001، سمعت اليوم صباحًا، و يا ليتني ما
سمعت، سمعت في قناة الجزيرة القَطرية ما يلي: "ليس للجزيرة إلا أن تفتخر بأن
معظم الولايات الأمريكية تتابع الحرب عن طريق قناة الجزيرة".
ألم تتساءل الجزيرة عن حال
المسلمين في ذلك الوقت؟ و لو وعت بمأساتهم لَما افتخرت بسَبقها الصحفي الجنائزي
السخيف! أيوجَد في ذلك الحين مكانٌ للافتخار بأي شيء؟ أيفتخر المسلم بمصائب و
هزائم إخوانه في الإنسانية مسلمين أو غير مسلمين؟ أيفتخر المسلم و إخوانه المدنيون
الأبرياء في أفغانستان يتجرّعون ويلات الهزيمة و البؤس و الإحباط و العجز عن
مواجهة عدو جيد التسليح، دموي، إرهابي محترف، حاقد، عنصري، همجي، غاز، شرس، غنيّ متوحش
نهم؟ عدو يعاقبهم عن ذنب لم يقترفوه (عملية 11 سبتمبر الإرهابية). أما الأفغانيون
الإرهابيون الهواة فقد هربوا كالجرذان و لم ينلهم أذى العدو. أيتلذذ المسلم بنقل هزائم
الأخ لمناصري العدو؟ على الأقل ينقل بمهنية و لا يفتخر مراعاة لشعور إخوانه. أأصبح
المسلم مازوشي إلى هذه الدرجة؟ (Masochiste : personne
qui recherche la souffrance, l'humiliation ou qui s'y complaît.)
إمضاء م. ع. د. م. ك.
"أنا متشائم بالذكاء و متفائل بالإرادة" أنتونيو قرامشي
قال الفيلسوف اليساري
المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم في أغلبيته أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية فهي ملح الديمقراطية.
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال
الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع
وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة
اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و
العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي
و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 18
ديسمبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire