Affichage des articles dont le libellé est العلمانية و الإسلام. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est العلمانية و الإسلام. Afficher tous les articles

jeudi 8 janvier 2015

فقرة من مقال "القتال في الإسلام بين الجهاد والإرهاب". حبيب مسعودي (صديق إسلامي افتراضي)

فقرة من مقال "القتال في الإسلام بين الجهاد والإرهاب". حبيب مسعودي (صديق إسلامي افتراضي)

إنّ اقتراف المعاصي وارتكاب الذنوب الصغائر أو الكبائر ليس حجّة لأحد على أحد لإصدار حكما بالكفر عليه، ولم نسمع بشيء من ذلك إلا عند الخوارج، أمّا أهل السنة فقد قال منهم الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان «لا نكفّر مسلما بذنب ولو كان كبيرة»... لقد أعلمنا الخبير العليم في كتابه الكريم، أنّ الأنبياء والرسل عليهم السلام كانوا يستغفرون لأقوامهم، ولا يبيحون دماءهم رغم ما اقترفوه من جرائم كفر أعظم وأشد من ترك الصلاة والصيام والاختلاف في الرأي، (إن كان اختلاف الآراء في المسائل الدّينية جريمة)، فهذا إبراهيم الخليل عليه السلام يقول في قومه مخاطبا ربّه (فمن تبعني فإنّه منّي ومنْ عصَاني فإنّك غفور رحيم) (إبراهيم:38)، والذين اتبعوا الهوى وتركوا الإيمان فقد خاطب الله نبيّه فيهم قائلا عزّ وجل (أرأيْتَ من اتّخذ إلهَهُ هَواهُ أفأنت تكونُ عليْه وكيلا) (الفرقان:43)، وهذا نبيّ الله عيسى عليه السلام، يقول في قومه وهم الذين أشركوا بالله وحرّفوا تعاليمه، وجعلوا لله ولدا ونسبا، وكانوا أشدّ كفرا ونفاقا وأعظم جرما (إن تعذبهم فإنّهُم عبادُك، وإن تغفرْ لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم) (المائدة:120)، و تاج كلّ هذا والذي لا يحتمل أكثر من تأويل واحد وفهم واحد، ولا يحتاج إلى تفسير باطني ولا فلسفة، هو ما جاء في قوله تعالى في هذه الآية الكريمة (ولوْ شاءَ ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا، أفأنت تكرهُ النّاس حتّى يكونوا مؤمنين) (يونس:99)، فمن أين لمن يؤمن بهذا كله، أن يأتي بفلسفة الإرهاب، وتكفير الناس، وحملهم بالإكراه والعنف على فهم للدّين، ليس فيه علم و لا منطق ولا هدى ولا كتاب منير ولا أصل شرعي؟.. إنّ التشدّد والتطرّف غلو منبوذ بصريح قوله تعالى (يا أهْل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحقّ) (النّساء:170)، كما أنّه تفرّق في الدّين ليس من الله في شيء (إنّ الذين فرّقوا دينهُم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء) (الأنعام:160).

... ليس من حق أحد تكفير النّاس، وليس لأحد منازعة الخالق حقّ تصنيف عباده إلى مؤمنين ومسلمين ومنافقين وكفار حسب سريرتهم بعد أن أظهروا الإسلام (يَا أيّها الذين آمنوا إذا ضرَبتم في سبيل الله فتبيّنوا، ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدّنيا فعندَ الله مغانمُ كثيرة، كذلك كنتم من قبل فمنّ اللهُ عليكم، فتبيّنوا، إنّ اللهَ كان بما تعملون خبيرا) (النساء:93)، فالإسلام دعوة إلى السلام، وسبب لاطمئنان القلوب وأمن النفوس، وقد أمر الله بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة (لا إكراه في الدّين، قد تبيّنَ الرشدُ من الغيّ) (البقرة:255) (ادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجَادِلهُمْ بالتي هي أحسن، إنّ ربّك هو أعلمُ بمن ضلّ عن سبيله، وهو أعلمُ بالمهتدين) (النحل:125)... والرأي عندي، أنّ الحكمة في مسائل الحكم، هي البرامج السياسيّة الجادّة، والعمل بحق الاختلاف، والاجتهاد من أجل إحلال الوفاق بين مختلف الاتجاهات السياسية والمذاهب الفكرية داخل المجتمع الواحد، وليست الحكمة في توزيع شهائد الكفر والإيمان بين الناس، والتنظير لإرهاب الخصوم وترويعهم وإكراههم على الرأي الواحد والفهم الواحد، فهذا ما لا نجد له في أصول الإسلام نصا واحدا يقره، فلحكمة بالغة خلق الله الناس مختلفين في الأمزجة و الأفهام والعقول (ولو شاءَ ربّك لجعلَ النّاس أمّة واحدة،ولا يزالونَ مختلفين إلا من رَحِمَ ربّك، ولذلك خلقهُم) (هود:118)، والاختلاف في الرأي لا يقلل من إسلام الناس ولا يفسد لودّهم قضيّة، فالأمر كله لله، وليس في الإسلام سلطة دينيّة لأحد على أحد تخوّل له إكراه الناس على دينه وفهمه ورأيه، فالله يخاطب رسوله (فذكّرْ إنّما أنت مذكّر، لست عليهم بمسيطر) (الغاشية:22) فكيف يكون الخطاب إلى من هم دون الأنبياء والرسل؟ والله بيده القلوب يقلبها كيفما يشاء (ليْسَ عليك هُداهُم، ولكنَّ اللهَ يَهْدي منْ يشاءُ) (البقرة:271).

تعليق فيسبوكي لحسن علي
بل ذهب أمر التسامح بين المسلمين ذروته القصوى عندما مر احد العارفين بالله بقوم يمرحون ويلعبون ويشربون الخمور ...... فقال له أحد أتباعه: : "ادع عليهم يا شيخ فدعاءك مستجاب". فرفع العارف يديه إلى السماء وقال: "اللهم أسعدهم في الآخرة كما سعدوا في الدنيا".

تاريخ أول إعادة نشر على النت من قبل مواطن العالَم د. محمد كشكار
حمام الشط في 25 أفريل 2013.



dimanche 28 décembre 2014

هل يوجد تناقض بين مدنية الدولة التونسية و عَلمانية الدول الغربية؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

هل يوجد تناقض بين مدنية الدولة التونسية و عَلمانية الدول  الغربية؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

1.     دين الدولة
Au Danemark le luthéranisme est, aussi paradoxal que cela paraisse, religion d’état.
En Finlande, le luthéranisme et la religion orthodoxe sont religions d’état. En 2000, la Suède a abandonné le système de la religion d’état au profit d’un régime de séparation.  (Guy Haarscher, 2010, p. 18).

في تونس: الدولة دينها الإسلام.

2.     حرية المعتقد
حرية المعتقد مَضْومَنَةٌ و مُدَسْتَرَةٌ  في تونس و في كل الدول العلمانية.

3.     عَلمنة بعض الطقوس الدينية
Les manifestations cultuelles (du culte) sont laïcisées : attribution de la police des cimetières aux maires, réglementation des sonneries de cloches, interdiction d’apposer des signes et emblèmes religieux sur les monuments publics, réglementation des processions, etc. (Guy Haarscher, 2010, p. 23
في تونس: يقع تسجيل الزواج و الدفن في البلدية. يأخذ المؤذن و الإمام منحة شهرية من الدولة و لا توجد علامات أو شعارات دينية مرفوعة على المباني العمومية كالمعاهد و المستشفيات. وقع تقنين مواكب الحج بالقرعة و الكشف الطبي و التلقيح و تحديد العدد السنوي للحجاج.

4.     عَلمنة بناء بيوت العبادة
La loi de séparation des églises et de l’état de 1905 en France : La loi garantit la liberté de conscience et la liberté de culte, mais elle supprime les établissements publics du culte (fabriques, etc.), remplacés par des associations cultuelles régies par la loi de 1901, mais soumises à des contraintes supplémentaires : elles devaient, au départ, être organisées dans le cadre des communes, ce qui risquait de morceler l’église. Les protestants et les juifs acceptèrent de constituer ces associations. Mais l’église catholique en combattit vivement le principe : le Pape y voyait non pas « le corps hiérarchique institué divinement par le sauveur, mais une association de personnes laïques ». Pie X rejeta donc ces associations cultuelles : elles mettaient en cause le principe d’autorité dans l’église en confiant en quelque sorte le pouvoir à la base. (Guy Haarscher, 2010, p. 21

في تونس: الجوامع هي عبارة عن مؤسسات عمومية، تُبنى في كل حي و "حومة" من قِبل الدولة أو بفضل تبرعات القاعدة الشعبية المسلمة الممارِسة للصلاة و غير الممارِسة. الإسلام دين شعبي بالأساس فلا خوف عليه إذن من التفتت و النزول إلى القاعدة الشعبية و لا يوجد داخله "بابا" و لا رهبنة و لا احتكار للدين من قِبل رجال الدين خلافا للمسيحية الكاثوليكية حيث تطغى التراتُبية الحديدية و يُمنع الزواج على الرهبان رجالاً و نساءً.

5.     عَلمنة إدارة بيوت العبادة
La loi de séparation des églises et de l’état de 1905 met fin au régime concordataire* (sauf dans les départements d’Alsace-Moselle, alors sous souveraineté allemande). Elle dissocie la religion du pouvoir civil en abolissant le statut public des églises (le régime dit des cultes reconnus). La république ne reconnaît, ne salarie ni ne subventionne aucun culte. Le budget des cultes est supprimé, le service des cultes disparaît, le chef de l’état ne nomme plus les évêques ; honneurs, préséances et privilèges de juridiction sont abolis. Des aides financières pour les activités non cultuelles (par exemple, culturelles) sont certes encore possibles, de même que concernant les aumôneries (il s’agit d’assurer la liberté de culte pour ceux qui ne peuvent librement sortir d’un lieu donné : école, asile, hospice, caserne, prison). La loi garantit la liberté de conscience et la liberté de culte, mais elle supprime les établissements publics du culte (fabriques, etc.). (Guy Haarscher, 2010, p. 21

في تونس: خلافا لفرنسا، القانون لم يفصل الدولة المدنية عن الدين و بقيت الدولة ترعى و تبني في بعض الحالات الجوامع العمومية و تنتدب لها الأئمة و المؤذنين. تموّل الدولة التونسية و تشجع التعليم الديني الإسلامي (مع الإشارة الهامة أن الدولة الفرنسية اللائكية العَلمانية المدنية الشعبية تموّل أيضا التعليم المسيحي لكن جزئيا)  و ترعى و تحمي الدين الإسلامي (الرئيس في تونس هو حامي حمى الدين الإسلامي قانونيا و أخلاقيا) و تخصص له ميزانية و وزارة باسمه و هي وزارة الشؤون الدينية. الدولة تعيّن و تدفع أجور المفتي و الأئمة و الدعاة و المؤذنين و مُرافقي الحجاج.

6.     عَلمنة التعليم و القضاء
في تونس: التعليم و القضاء مؤسستان مدنيتان مائة بالمائة و يخضعان لوزارة التربية و وزارة العدل و ليس لوزارة الشؤون الدينية.

7.     تونس دولة مدنية و ليست دولة دينية
يبدو لي أن الدستور التونسي خالِ من كلمتي الشريعة و الدولة الدينية و في المقابل تتضمن دعوى صريحة إلى إقامة دولة مدنية تستمد شرعيتها من الانتخابات المدنية الشعبية الديمقراطية و التداول على السلطة.

8.     طرح إشكالية
ببراءة الباحث المسلم العربي التونسي غير المنتمي حزبيا و لا إيديولوجيا و غير المتعصب دينيا و غير المختص في العلوم الاجتماعية و السياسية و الدينية و المثقف المتطفل - و من حقي أن أتطفل كما يحلو لي و لن يسلبني هذا الحق أي شخص مهما علا شأنه - على كل الاختصاصات العلمية، أتساءل دون خلفيات: هل يوجد تناقض بين اللائكية و العَلمانية و المدنية و الشعبية؟ و هل يوجد تناقض بين الدولة المدنية و الشعب المسلم؟

Notes de bas de page
Le glissement du terme de « laïc » (non clerc) à « laïque » (lié à la laïcité). Les laïcités dans le monde. Jean Baubérot, 2010
تعليق م. ع. د. م. ك: يبدو لي أنه لا يوجد في الإسلام رجال دين، إذن كل المسلمين لائكيين بالضرورة بالمعنى الحرفي للكلمة (laïc = non clerc) و ليس بالمعنى المتعارَف عليه لمفهوم اللائكية، هذا المفهوم الذي شوّهه تاريخه و زادته الترجمة العربية تشويها على تشويه عندما قرنت بينه و بين الكفر و الإلحاد و الانحلال الأخلاقي و المثلية الجنسية و هو بريء من كل  هذه الزوائد و الشوائب و الدليل القاطع على صحة مقاربتي هذه هو الوصف الواقعي الحالي التالي: انظروا إلى الغربيين و الآسياويين في الدول المتطورة، هل كلهم ملحدون؟ هل كلهم منحلّون أخلاقيا؟ هل كلهم شاذون جنسيا؟ على العكس جلهم متخلقون أكثر منا نحن العرب المسلمون؟ جلهم منضبطون في أعمالهم أفضل منا نحن العرب المسلمون! جلهم يتقنون أعمالهم و لا يتغيبون إلا نادرا أحسن منا نحن العرب المسلمون! جلهم متدينون بالمعنى الروحي للتدين و أتقى منا ألف مرة نحن العرب المسلمون. و مَن أدراك أيها العربي المسلم أنك ستدخل الجنة قبلهم؟ أتعرف الغيب؟

Laïque ou laïc : adj. et n. (gr. Laikos, du peuple). 1. Se dit d’un chrétien baptisé qui ne fait pas partie du clergé. (pluridictionnaire Larousse, 1977
تعليق م. ع. د. م. ك:  كل عربي مسلم مَخْتُون لا ينتمي بالضرورة إلى رجال الدين لأن لا وجود لرجال دين في الإسلام إذن كل عربي مسلم هو بالضرورة لائكي حسب التعريف 1 في منجد لاروس.

خلاصة القول:
يبدو لي - و الله و المختصّون أعلم -  أننا نستطيع ترجمة كلمة لائكية في اللغة الفرنسية إلى خمس كلمات تقريبا مترادفة في المعنى في اللغة العربية العربية: لائكية، عَلمانية، دنيوية (حسب أركون)، شعبية نسبة إلى الشعب (لايكوس بالإغريقية) أو مدنية نسبة إلى المجتمع المدني. و أنا سأختار - و أنا حر في اختياري - الترجمة الأخيرة و هي "مدنية" تجنبا للتاريخ المشوه لمفهومي اللائكية و العَلمانية عند العرب و المسلمين عموما و مَن مِنّا نحن العرب المسلمون لا يؤمن بالدولة المدنية و لنا أسوة في رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم أول مؤسس في التاريخ الميلادي لدولة مدنية في المدينة المنورة و لنا سند سياسي واضح - على مستوى الخطاب و الأدبيات على الأقل و الله أعلم بالنوايا - في موقف حزب حركة النهضة، حزب الأغلبية المؤقتة، الحزب الذي ينادي علنا بتأسيس دولة مدنية و يتبرأ علنا أيضا من الدولة الدينية.

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 22 ديسمبر 2012.

mercredi 24 décembre 2014

هل يمثل الدين الإسلامي عامل تقدم أو عامل تخلف؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

هل يمثل الدين الإسلامي عامل تقدم أو عامل تخلف؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

يبدو لي أن الدين الإسلامي - مثله مثل المسيحية و اليهودية - لا يمثل عامل تخلف و لا عامل تقدم و الدليل القاطع - حسب رأيي - أن أربعين بالمائة من مسلمي العالم يعيشون في دول علمانية متقدمة أو في طريق التقدم مثل أمريكا و أوروبا و الصين و الهند، و بغض النظر عن تدينهم الباطن أو الظاهر، لم يمنعهم دينهم من المشاركة في صنع المعرفة و الحضارة الغربيتين. أما الستون بالمائة من الأمة الإسلامية المتبقية فهم يعيشون في دول إسلامية متخلفة أو في طريق مزيد من التخلف، و بغض النظر عن تدينهم الخالص أو المزيف، لم يجنّبهم دينهم الانزلاق نحو الأسوأ، أعني به الجهل و الفقر و المرض و الفساد و الرشوة و المحسوبية و السفاهة (السفيه هو من يبذر ماله فيما لا يفيد، و لنا باع و ذراع في هذا المجال و البركة في أغنيائنا و خاصة أغنياء الخليج).

ما العمل إذن؟

للتقدم و الازدهار سببان لا ثالث لهما، و هما العلم و العمل. فلو علمنا و عملنا لتقدمنا كسائر الأمم. و من حسن حظ البشرية أن العلم و العمل، هما الاثنان محل إجماع من قبل جميع الشرائع السماوية منها و الأرضية.
لكن من المستحسن أن نوظف القيم النبيلة في الإسلام للتشجيع على العلم و العمل و نبذ الجهل و الكسل و لنا في ديننا دُرَرٌ، قرآن و حديث و سِيَر.

نأخذ على سبيل الذكر لا الحصر صاحب جائزة نوبل للكيمياء لسنة 1999، العالم المسلم "المصري-الأمريكي" أحمد زويل، تخرّج في مصر ثم سافر إلى أمريكا لطلب المزيد من العلم في بلاد العلم. استغل ذكاءه في البحث العلمي مع ثلة من العلماء مختلفة العرق و الدين، ففرض علمه على العالم أجمع لكنه احتفظ بدينه لنفسه و لم يفرضه على أحد. و مثله - دون مبالغة - مئات الآلاف من العلماء المسلمين الذين شاركوا في صنع العلم الغربي، الركيزة الأساسية للثقافة الغربية، و لا ننسى مئات الملايين من العمال المسلمين الذين شاركوا في بناء المصانع الغربية و صنع السيارات و الطائرات. فما بالنا كمسلمين لا نعترف بمشاركتنا في أبوّة هذه الثقافة الغربية و نصر دائما على اعتبارها أجنبية وافدة و هي في الجزء الجيد منها من صنع أدمغتنا و عرق جبيننا؟ و ما بالنا ننسى أيضا أن حضارتنا العربية الإسلامية المزدهرة سابقا هي أيضا وليدة تفاعل عدة حضارات مثل اليونانية و الفارسية و البيزنطية و الهندية؟

لا يوجد فكر إسلامي مستقل، أو فكر مسيحي مستقل، أو فكر يهودي مستقل، أو فكر بوذي مستقل، و لا يمكن أن يكون، فالفكر عالمي و إنساني أو لا يكون.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 6 مارس 2014.

lundi 22 décembre 2014

حذار، الدولة المدنية لم تكن دائما ديمقراطية عبر التاريخ الحديث ؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

حذار، الدولة المدنية لم تكن دائما ديمقراطية عبر التاريخ الحديث ؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط،  29مارس 2011.

بعد تعريف لغوي بسيط للمفاهيم الثلاثة العَلمانية (بفتح العين)  و اللائكية و العِلمانية (بكسر العين)، سأحاول في هذا المقال القصير أن أتجاوز  هذه المفاهيم  و لا أستعملها في خطابي تجنّبا لما قد يجرّه علينا سوء فهمها و أدلجة تأويلها عند أعدائها من أسباب فرقة نحن في غنى عنها دون الوقوع في الدمغجة و التبسيط غير العلمي و اللغة الخشبية الوفاقية النفاقية بين نهجين فكريين مختلفين.

1.     أخذت التعريفات الثلاثة التالية من كتاب فتحي القاسمي "العَلمانية و انتشارها غربا و شرقا" الطبعة الأولى 1994 , الدار التونسية للنشر, تونس, 303 صفحة
تعريف العَلمانية بفتح العين

بالرغم من الاختلاف فثمة اتفاق حول اعتبار العَلمانية (بفتح العين) مرادفة لمصطلح (Sécularisation) بالفرنسية و لهذه اللفظة أصلها اللاتيني (Soeculum) و تدلّ في أصل وضعها على ما يتصل بشؤون هذا العالم.
لقد تواتر استعمال الكلمات المرادفة للعَلمانية كالناسوتية و البشرية و الدنيوية و غيرها من التسميات أما أعداؤها فقد اصطلحوا على تسميتها باللادينية مقتصرين على اعتبارها ألد أعداء الدين.

تعريف اللائكية
و قد ذكر الأستاذ محمد أركون في مقال له حول العَلمانية أن لفظة (Laikos) تعني في اليونانية كل الشعب ما عدا رجال الدين.
إضافة كشكار: و ما دام لا يوجد رجال دين في المجتمع الإسلامي فهي إذن تعني عندنا المجتمع كله دون استثناء.
ثم صارت لفظة (Laikos) "تعني الحياة المدنية أو النظامية" و قد عمق الأستاذ محمد أركون هذا التوجه المدني و الوضعي لمفهوم العَلمنة في تحاليله اللاحقة عن ظاهرة العَلمانية و أكد عندما بيّن أن العَلمانية تُفسَّر بلفظتي  Sécularisation / Laïcisation اللتان تنحدران من مفهوم لاتيني و قد أكد أيضا أن العَلمانية تجسّم المظهر الوضعي البشري للإنسان فهي "تتركز في مجابهة السلطات الدينية التي تخنق حرية التفكير في الإنسان".

تعريف العِلمانية بكسر العين
شَنّ مُروّجو نظرية داروين حملة ضد التفسير الكنسي للتاريخ الطبيعي و هم  الذين اختاروا كلمة عِلماني بكسر العين، من العلم، اقتباسا من كلمة (scientist) إذن التعارض كان بين العلم و الدين.
إضافة كشكار: من المفروض أنه لا يوجد تعارض بين العلم و الدين في الإسلام و بعض المفكرين الإسلاميين كمصطفى محمود يعترفون بنظرية داروين و يجدون لها جذورا في القرآن.
فتحي القاسمي: إن العِلمانية إذن احتكام لمنطق العلم دون سواه في تأويل الأشياء المتصلة بمختلف أوجه النشاط البشري لأن العلم شمل باختراعاته كل المجالات التي يتفاعل معها الإنسان و لعل العِلمانية من هذا المنطلق تتقاطع مع العَلمانية إذ تتفقان في التأويل الوضعي لكل ما يتصل بحياة الإنسان في يقظته و منامه في حله و ترحاله و تتفاعل الكلمتان تفاعلا تكامليا.

2.     أما المقال التالي فهو من إنتاجي الخاص
مقال و قول من إنسان هاو غير محترف سياسة، هاوِ يحاول احتراف الصدق في القول و الإخلاص في العمل، صرخة من القلب لا يدعي قائلها و لا يبتغي التحليل العلمي الجاف، مواطن مختص في نقد المعرفة المُدَرّسة، مواطن صادق و الصادق يقع دائما في الخطأ لقلة تجربته في السياسة، مواطن يعترف أنه يملك جزءًا من الحقيقة و لا يمكن له امتلاك الأجزاء المتبقية حتى تتفاعل تجربته مع تجربتك و تنبثق منهما الحقيقة النسبية المؤقتة الأقرب إلى الكمال.

قالوا إن الإنسان كائن بيولوجي و مدني بطبعه. مدنية لا تنفيها و لا تناقضها الأديان بل تؤكدها و تهذبها. وَجد الإنسان قبل أن توجد الأديان. يحق للعَلماني أن يستغرب من الفكر الرجعي و من حامله، لكن يبدو لي أنه لا يحق للمسلم أن يستغرب من وجود الملحد و إلا كفر المسلم بنعمة ربه في التنوع الديني الذي أراده الله.

أورد الاستشهاد التالي الذي قد يرضي قرائي الإسلاميين و المسلمين و قد لا يزعج قرائي اليساريين العلمانيين. يوم الاثنين 28 مارس 2011، برنامج العاشرة مساء، قناة دريم 2 المصرية، قال الشيخ الدكتور أسامة القصي ما يلي: "أسس الرسول دولة مدنية في المدينة المنورة، يُعتبر اليهودي الساكن فيها مواطنا مساويا للمسلم في الواجبات و الحقوق. كان الرسول يسلّم للمشركين المسلمَ الهارب من مكة لأن صلح الحديبية المدني ينص على ذلك. فلو كانت دولة الرسول دولة دينية، لقدمت الواجب الديني على الواجب المدني و احتفظت بالمسلم الهارب و لم تُرجعه إلى كفار قريش و تُعرّض حياته للخطر".

حسب التاريخ الإسلامي، يبدو لي أن مفهوم الدولة المدنية مفهوم عربي إسلامي قبل أن يكون مفهوما مستوردا كما يدّعي بعض المتعصبين للدولة الدينية المعاصرين عن جهل بالدين و التاريخ.

في بلد مسلم، أنا أتساءل: كيف أطالب بفصل الدين عن الدولة؟ خاصة و أن الإسلام يقول (حتى و لو كان الحديث موضوعا أو  ضعيفا فهو يبقى حديثا معبرا كالأسطورة، أما أنا فأرى هذا الحديث عظيما سوى أتى من الرسول (ص) أو من واضع الحديث صاحب النية الطيبة): "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". فالإسلام حسب هذه المقولة هو 100 في 100 دنيوي و هو في الوقت نفسه 100 في 100 آخِرِي و لا يمكن الفصل بين الدنيا و الآخرة في حياة المسلم المؤمن الصادق. تتكون الدولة في مجتمعنا المسلم من مجموعة من المسؤولين المنتخبين، أكثرهم مسلمين. فكيف نطالب إذن وزيرا مسلما أن يعمل لدولته فقط و يهمل آخرته أثناء أداء مهمته السياسية؟ كيف أطالب هؤلاء المسؤولين المسلمين بالانفصام في الشخصية و أدعوهم إلى فصل دينهم عن عملهم اليومي في الدولة اللائكية؟ خاصة و أن الإسلام في جوهره و مقاصده لا يفصل بين العبادة و العمل. كيف أطالبهم  و أنا اليساري العَلماني العِلماني لم أقدر على هذا الفصل الميكانيكي السخيف بين تراثي الحضاري العربى الإسلامي و بين فكري العَلماني الموروث و المكتسب؟

أنا أطالب فقط بدولة مدنية يُنتخب فيها المسؤولون حسب الكفاءة المهنية و ليس حسب درجة التقوى الروحية لأن الكفاءة قيمة تُقاس و تُقيّم و تُنتقد و تُعدّل أما التقوى فلا نملك آلة لقياسها و لو توفرت في المسؤول الكفاءة و التقوى و خدمة وجه الله و ليس المصلحة الخاصة فهذا أفضل ما نصبو إليه مع العلم أن نكران الذات و التضحية من أجل الآخرين هي صفات إنسانية قد يصل إليها الإنسان المتدين عن طريق الدين و قد يصل إليها الإنسان الشيوعي عن طريق الأهداف السامية و الكبرى للشيوعية.

و على عكس الرأي السائد في العالم و القائل بإبعاد الأخلاق عن السياسة، أنا أطالب بإدخال و إثراء السياسة و الحرب و العلم بالأخلاق الإنسانية السامية و القيم النبيلة. قد لا تنفعني تقوى مسؤول لو كان غير كفء لكن قد يفيدني أكثر مسؤول كفء و ذو خلق عظيم مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا أو شيوعيا أو قوميا أو ليبراليا.
أرحب برئيس دولة إسلامي منتخب ديمقراطيا يحكمنا بكفاءته المهنية  مزودا و لو بحديث نبوي واحد: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
أرحب برئيس دولة يساري منتخب ديمقراطيا يحكمنا بكفاءته المهنية  مزودا بقولة ماركسية وحيدة: "مِن كل حسب جهده و لكل حسب حاجته"، و قد صادف و أن سمعت أخيرا أن للإسلاميين قولة في نفس المعنى سمعتها في حوار تلفزي مع عبد الفتاح مورو، الشخصية الإسلامية التقليدية المتسامحة الطريفة الخفيفة - و هذا وصف فيه شيء من الإعجاب المبطّن  و ليس ثلبا - شخصية يُلمّعها و ينمّقها الإعلام العالمي قبل التونسي، الـب.ب.س و العربية و نسمة و الوطنية و حنبعل و ليس مستغربا أن نراه غدا في الـسي. أن. أن و لا أعرف لأي منصب يعدّونه؟ هم أناس لا يصطادون لوجه الله و إنما لغاية في نفس يعقوب و يعقوب هذا لا أعرفه لكن أعرف أنه ليس تونسيا و لم يشارك في الثورة.

أنا أعتبر نفسي من اليساريين القلائل الداعين إلى عدم الفصل بين السياسة و الأخلاق و لا أصدق حياد الجيش في الثورتين التونسية و المصرية كما لم أصدق حياد العلم. أقصد بالأخلاق، القيم السماوية منها و البشرية، الشيوعية و الليبرالية، القومية و الإسلامية، المسيحية و اليهودية، العَلمانية و الدينية، الوطنية و العالمية. للعلم أخلاق مثل قيم التنمية المستدامة و الفلاحة البيولوجية و تحريم الصناعة النووية السلمية و العسكرية. للشيوعية أيضا أخلاقا عالية  مثل العدالة و نكران الذات. للديانات السماوية أخلاق منها تأسيس التوحيد في اليهودية و التسامح في المسيحية و العدل في الإسلام. للمواطنة العالمية أخلاق مثل نصرة الشعب الفلسطيني. للمدنية أخلاق مثل حرية التعبير و حرية النشر و التداول على السلطة و رئاسة مشتركة و متداولة مثل سويسرا و ضمان مجانية التعليم و العلاج و الحق في توزيع عادل للثروات الطبيعية للبلاد من نفط و فوسفاط و آثار.

لا أريد دولة دينية يحكمها رجال دين يدّعون العصمة و يستأثرون بالنطق باسم الله و يكفّرون كل من يُعارضهم الرأي. دولة دينية لا يوجَد لها سند فقهي في الإسلام و ليس لها أيضا سند تاريخي في حضارتنا العربية الإسلامية. و هل هنالك رجال دين في الإسلام (بالمعنى الكنائسي للكلمة)؟
لا أريد دولة دينية تمنع السينما و المسرح و الرقص و الغناء و النحت على شاكلة دولة طالبان أو المحاكم الإسلامية في الصومال أو فترة حكم الترابي الماضية (التي نقدها الترابي نفسه و اعتذر عنها) أو صراع الإخوان مع الجيش الجزائري في الحرب الأهلية أو سلطة حماس الحالية في قطاع غزة القامعة للحريات باسم الدين.

و لأنني مُخضرم في انتمائي إلى التراث الإسلامي و التراث اليساري و رويتُ من الساقيتين النقيتين المنحدرتين من وديانهم المتعددة و لأنني نشأت و ترعرعت في جو السبعينات، جو كانت فيه المعارضة اليسارية المعارضة هي المعارضة الوحيدة للنظام البورقيبي في الساحة حينذاك، و لأنني شاهد على عصر قمع الإسلاميين في التسعينات و ما بعدها و لأنني مفكر حر مستقل أحاول ممارسة النقد الموضوعي لكل التيارات السياسية، الإسلامية منها و اليسارية و القومية و الليبرالية.
لكل هذا، لا تُفزعني كثيرا النماذج القليلة الإسلامية الحديثة السيئة في ممارسة الحكم، لا لأني لا أدينها بل لأنها، بالمقارنة مع الأسوأ، لم تدم كثيرا و لم تقتل كثيرا لكنهم نفخوا فيها إعلاميا كثيرا حتى تبرز وحدها على الساحة حسب تخطيط الأمريكان التكتيكي لغاية في نفس العم سام و أخفوا عنا في الوقت نفسه الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها الدول المدنية في حق الإنسانية. تستروا على الخطر الحقيقي الذي أذاقنا الأمرين و المتمثل في هذه الدول المدنية الديكتاتورية الاستعمارية لشعوبها و شعوب العالم و لوّحوا لنا بـ"فزّاعة" و وهم الدولة الدينية و حمّلوها ما لا تتحمل مع العلم أنني لست من دعاتها و لا من المدافعين عنها لكن في الوقت نفسه لا أحمّلها مسؤولية الجرائم الكبرى في التاريخ الحديث منذ احتلال الجزائر و الحربين العالميتين. جرائم الدولة الدينية، مسيحية كانت أو إسلامية، ذهبت مع التاريخ و لم يعد متدين واحد عاقل يدافع عنها أو يطالب باسترجاع أمجادها العنصرية. في المقابل، جرائم الدولة المدنية الحديثة ما زالت حية، ضحايا هتلر و ستالين و عبد الناصر و الأسد و صدام و القذافي و شاو سيسكو و ديقول و بوش و قولدا ماير و بومدين و الحسن الثاني و بورقيبة و بن علي و مبارك و بلير (لا أستثني أحدا إلا أنظمة الدول الأسكندنافية الحالية)، ضحايا الديكتاتوريات المدنية الحديثة ما زالوا أحياء يتذكرون و يروون التاريخ و الغريب أن الداعين إلى هذه الرموز المدنية الديكتاتورية ما زالوا يتشدقون و لا يستحون و يعرضون هذه النماذج كبدائل للدولة الدينية لا بل يريدون إبعاد الدين عن السياسة بنص الدستور، أنا أوافقهم في إبعاد النماذج الدينية السيئة و التنصيص على تجنبها في الدستور لكن في الوقت نفسه أطالبهم أيضا بإبعاد النماذج المدنية السيئة المذكورة أعلاه و التنصيص على نبذها في الدستور و أطالب باستحضار النماذج المدنية الحسنة، نماذج الدول الأسكندنافية و التنصيص في الدستور على اتباعها و عدم الحياد عن منهجها الديمقراطي و تنميتها المستدامة و تداولها على السلطة و رئاستها المشتركة في سويسرا.
نسوا أو تناسوا قصدا أكبر دولة إرهابية تدّعي المدنية و الديمقراطية و هي دولة إسرائيل التي، باسم المدنية و الديمقراطية، اغتصبت أرضا و أبادت شعبا بكامله.

مَن استعمرنا طيلة قرنين و نهب ثرواتنا و قتل أبناءنا، نحن عرب شمال إفريقيا؟ أليست دولة مدنية سليلة الثورة الفرنسية.
مَن أباد حديثا الهنود الحمر في أمريكا الشمالية؟ أليسوا مواطني أعظم الدول المدنية الأوروبية.
مَن استعمر العالم و أباد الكثير من كل الأجناس؟ أليس هتلر، رئيس وزراء دولة مدنية وصل إلى الحكم بواسطة صندوق الاقتراع الديمقراطي المباشر.
مَن احتل العراق و أفغانستان و قتل بالحصار الاقتصادي مليون طفل عراقي؟ أليست أكبر دولة تدّعي المدنية و الحرية و الديمقراطية، اسمها الولايات المتحدة الأمريكية إن كنتم لا تعرفونها.

لا أريد دولة مدنية تقتل الملايين من مواطنيها باسم ديكتاتورية البروليتاريا مثل دولة الخمير الحمر في كمبوديا و دولة شاوسيسكو في رومانيا و دولة كوريا الشمالية الحالية و دولة الثورة الثقافية الماوية و دولة القولاق الستالينية.
لا أريد دولة مدنية قومية عنصرية تقمع مواطنيها باسم قضية العروبة و قضية فلسطين مثل دولة عبد الناصر بمصر و دولة الأسد بسوريا و دولة صدام بالعراق و دولة القذافي بليبيا و دولة على عبد الله صالح باليمن.
لا أريد دولة دينية عنصرية متعصبة لدين على حساب الأديان الأخرى سماوية و أرضية، دولة تمنع حرية الضمير باسم دين  منغلق متعال مثل دولة السودان التي تقتل المرتد عن الإسلام و دولة طالبان بأفغانستان التي حرمت تعليم البنات و "دولة" بوكو حرام بنيجيريا التي تحرم التعليم الغربي الحديث على الأولاد و البنات .


في النهاية أنا مواطن فقير بسيط عادي منعزل و معزول قصدا من اليسار و اليمين بسبب نقدي للاثنين معا. لا أنتمي لأي حزب و لا أومن بأي إيديولوجية يسارية كانت أو يمينية لكن أومن بالمُثل العليا سماوية المصدر أو إنسانية الإبداع.
لا حول لي و لا قوة إلا بالله و الشعب و الفكر و الثقافة الإنسانية و العلم و التكنولوجيا و ليس لي أي وزن أو تأثير مباشر على الأحداث و أمارس النقد الفكري و السياسي و الاجتماعي و العلمي و الثقافي كهواية أدبية دون اختصاص في هذا المجال الواسع و لا أملك بدائل جاهزة لِما أنقد لأن النقد مؤسسة قائمة بذاتها و غنية بما تقدّمه للمبدعين، كل في مجاله، و أرى أن البديل ينبثق انبثاقا من صنع و تفاعل أصحاب المشكلة فيما بينهم و أهل مكة أدرى بشعابها.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.

Ma signature

Je n’appartiens et je n’ai jamais appartenu à aucun parti politique reconnu ou non reconnu par le pouvoir non institutionnel tunisien depuis 1955
Je ne crois en aucune idéologie car les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites comme il les a dénoncées Sartre depuis 1948
Comme l’a bien dit Gandhi : « L’ennemi ne trouvera pas chez moi une résistance physique contre laquelle il peut s’appuyer mais une résistance de l’âme qui l’aveuglera » et sa prophétie s’est réalisée en Tunisie et en Egypte
Je n’attends aucune récompense matérielle ou morale
Je ne postulerai jamais  un poste de responsabilité politique
Je suis totalement indépendant et je le resterai inchaa-allah
Je ne fais pas du prosélytisme politique ou religieux
Je ne suis pas un flagorneur  et ça ne m’ajoute rien qu’ils me lisent un ou mille mais je tiens compte et je me fie beaucoup aux dires des critiques
Moi, je ne pense que pour moi-même et non pour les autres et je ne donne pas des recettes car je n'en ai pas tout simplement
Je suis pour le développement durable et l’agriculture biologique.
Je suis contre le nucléaire militaire et civil
Je suis pour les énergies renouvelables non polluantes
Je suis contre la peine de mort quel que soit le crime commis
Je suis pour la liberté d’expression dans tous les domaines
Je suis pour que les artistes, tous les artistes travaillent sans contraintes ni peur
Le critique critique et ne donne pas des  solutions stéréotypées. Son  rôle s'arrête là. Moi, je milite pour que les intellectuels qui pensent pour les autres disparaissent de la planète terre et que chacun devienne intellectuel
À ce moment-là, on pensera ensemble et nous trouverons la solution convenable, ensemble aussi. À mon avis, penser pour les autres est un délit passible de peines correctionnelles comme l`a bien dit Sartre
Ça m’enchante beaucoup et ça me réconforte énormément quand je vois que mes publications dans ma page facebook sont affichées pendant le mois précédent par 39 mille 976 internautes, citoyens du monde entier (le nombre de fois que des internautes, fans ou non fans, ont vu un fil d’actualités posté sur mon mur. Ces données correspondent à la période 26/02/2011 – 27/03/2011
Ma page a réussi à attirer l’attention de 1461 fans – page le Mardi   29/03/11, 12:45







vendredi 19 décembre 2014

رسالة "منطقية" ودية من مفكر تونسي مؤمن بوجود الله المتجلي في وجود المؤمنين إلى زميلي المثقف التونسي الملحد المسالم. مواطن العالم د. محمد كشكار

رسالة "منطقية" ودية من مفكر تونسي مؤمن بوجود الله المتجلي في وجود المؤمنين إلى زميلي المثقف التونسي الملحد المسالم. مواطن  العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 13 سبتمبر 2014.

زميليي المثقف التونسي الملحد المسالم: القرآن و الدستور التونسي الجديد يضمنان لك حرية العقيدة و الضمير و التعبير و الرسول محمد صلى عليه و سلم جادل ملحدين عصره بالتي هي أحسن كما أمره ربه سبحانه و تعالى. ثق أنني أحبك و أحترمك و أُجِلّك و أعترف بك أخا في المواطنة و الإنسانية، مواطنا كامل الحقوق، و أنا طامع في حِلمك، أفلا يتسع صدرك و تسمعني دقيقة من فضلك؟

أنت مادي و لذلك لا تؤمن بوجود إله مجرّد غير محسوس. ربما يكون معك جزء من الحقيقة و لك كامل الحرية في عدم الإيمان بالله و لا تجزع فأنت متناسق مع منطقك الداخلي المتماسك نظريا، لكن ألا تدري أنك من حيث لا تدري قد نصبت لنفسك فخا مصنوعا من المنطق نفسه و سجنت نفسك فيه؟ فهل تؤمن لو عُرِض عليك دليل مادي محسوس ينبِئك على  وجود الله؟

إن أجبت بنعم وقعتَ، و إن بلا فقد جنيت على نفسك و خالفت منطقك المادي بنفسك!

الدليل ليس من صنع أحد و ليس معقدا فهو إذن دليل بديهي و واضح، واضح في النور و الظلمة، و هو أمامك و خلفك و تصادفه في حياتك في القدوم و الرواح كل دقيقة و كل ساعة و كل يوم، تعرفه كما تعرف نفسك بل  هو نسخة منك مطابقة للأصل. أنت تفتش عن الدليل في السماء، و الدليل موجود قربك في الأرض، ألا تدري أن رَبّ السماء قد استخلف الإنسانَ في الأرض، استخلفك أنتَ الملحد و استخلف أخاك الإنسان المؤمن بالله، الإنسان يعني قريبك و حبيبك و صديقك و جارك و ربما يكون أباك أو أمك أو أخاك أو ولدك. أفلا تصدّق أخاك المؤمن (أنا قَبلك صدّقته) و تكفي نفسك و تريحها من عناء الجدل العقيم و محاولة استنباط أدلة مادية  على وجود إله مجرد،  قمة العبثية لأنك لن تقدر - حسب رأيي - بكل ما أوتيت من علم و فلسفة و عقلانية أن تنفي  وجود إله مجرد أو تؤكد على العكس وجوده. بكل ود و احترام أرجوك: حاول أن تجنب نفسَك قلقا وجوديا عقيما لا طائل من ورائه إلا "الستريس" المَرَضي، و وظف جهدك و ذكاءك - الذي تتميز بهما عن الآخرين - فيما ينفعك و ينفع  الناس الذين تحبهم رغم اختلافك معهم، و اشتغل على صورة الله المتجلية في الإنسانية المادية الرائعة و هذا ما أمر به الله عباده المؤمنين، و احتفظ بإلحادك الشخصي لنفسك إن شئت!

أما أنا و كمؤمن بوجود الله المتجلي في وجود المؤمنين، أقول لك: الفن و الأدب و الإبداع عموما و العلم و الفلسفة و المنطق و العقلانية، أمرونا أن نحب البشر جميعا دون تمييز عرقي أو لوني أو جنسي أو  ديني أو مذهبي أو طائفي أو طبقي أو ذهني أو إيديولوجي، و لا نستطيع أن نحبهم و في نفس الوقت ننكر عليهم معتقداتهم و أفكارهم و طقوسهم الدينية، إسلامية كانت أو مسيحية أو يهودية أو بهائية أو بوذية أو  هندوسية أو غيرها.

و بكل أريحية و ثقة في الآخر، أستطيع أن أقول لبعض إخواني المسلمين الذين أختلف معهم: أنا دائما أحبكم، لكن بعض تأويلاتكم (مثل التكفير و الإكراه في الدين بالعنف المسلح) و بعض تطبيقاتكم (مثل الكسل و التبذير و الاحتكار و الشطط في الأسعار في شهر رمضان الكريم) لا تتماشى مع القرن 21، "لكني أعتقد أن الحب الوجداني لا يتعارض مع النقد الفكري العَلماني. إن الحب يروّض و يهذّب النقد، و النقد بدوره يجعل الحب عادلا، واعيا، و انتقائيا. الله نفسه، كما صُوِّرَ في الخطابين الإنجيلي و القرآني، لا يعرف الحيادية، بل إنه يشجُب الظالمين و ينصر المظلومين" (كتاب "المسيحية، الإسلام و النقد العَلماني"، وليم الشريف، دار الطليعة، الطبعة الأولى، بيروت، 2000، صفحة 24).

إمضاء م. ع. د. م. ك.
"أنا متشائم بالذكاء و متفائل بالإرادة" أنتونيو قرامشي
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم في أغلبيته أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية فهي ملح الديمقراطية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي  العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة  الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).



jeudi 18 décembre 2014

وجهة نظر: تعريف العلمانيين. مواطن العالم د. محمد كشكار

وجهة نظر: تعريف العلمانيين. مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت : حمام الشط في 16 جانفي 2012.

يُفرض على الطالب في البحوث العلمية الأكاديمية أن يبدأ بتحديد المفاهيم التي سيشتغل عليها. أنا لا أدعي أن هذا المقال يندرج في إطار البحث العلمي الأكاديمي, إنما هي مجرد خواطر دون سند نظري قوي فهي إذن قابلة بسهولة للدحض و التفنيد و ترحّب بالتصويب و التعديل مهما كان مأتاه.
العلمانيون بفتح العين لا بكسرها كما ينطقها الكثيرون: لا ينتسب هذا المفهوم إلى الإيمان بالعلم فقط كما يعتقد أكثر الناس بما فيهم العلمانيون أنفسهم و لا ينتسب بالضرورة إلى نكران الدين أو تجاهله أو مواجهته بأي شكل من الأشكال كما يرى أكثر المتدينين. يدعو هذا المفهوم - غير المفهوم من المتدينين و من غير المتدينين أيضا - إلى التفكير في مشاكل هذا العالم و من هنا أتت تسميتهم بالعلمانيين بفتح العين أو العالميين نسبة لهذا العالم الذي يسع المؤمنين و هم كثر و غير المؤمنين و هم أكثر. يحاول العلمانيون المؤمنون, حسب تعبير أركون, و غير المؤمنين إيجاد حلول لإشكاليات هذا العالم البسيطة أو المعقدة بمشاركة كل الناس, المتدينون الموحدون و المتدينون غير الموحدين و البشر غير المعترفين بالدين أصلا. يهدف العلمانيون بكل توجهاتهم إلى إقامة جنة فوق الأرض بغض النظر عن الإيمان بوجودها في الآخرة أو الإيمان بعدم وجودها

قد يبدو للبعض, و للوهلة الأولى, أن هذا الهدف طوباوي و أن صاحبه أو طارحه يسبح في ملكوت الأحلام. يكفي أن ننظر إلى ثروات العالم من نفط و غاز و ذهب و هي كلها لنا نحن العلمانيون العالميون المسالمون أصحاب هذا العالم لكن افتكتها منا بقوة السلاح الأنظمة الرأسمالية الاستعمارية الخارجية و الداخلية. لا يوجد نفط سعودي بطبيعته و لم من عمل أجدادهم و لم يخصهم به الله وحدهم و كذلك لا يوجد أيضا غاز روسي أو ذهب أمريكي, كلها موارد أحفورية طبيعية ترسبت على مر العصور منذ آلاف أو ملايين السنين و لا استحقاق عليها لأمريكي أو سعودي أو روسي.

لقد شنّت الإدارة الأمريكية منذ تأسيسها منذ 500 سنة 200 حرب على دول العالم المستقلة. تخيل و احلم معي و لو للحظة صديقي العلماني المؤمن بالله و العلماني غير المؤمن بالحتمية و لا بالغيبيات: لو صُرِفت عائدات ثروات العالم على بناء جنة فوق الأرض عوض تبذيرها في الحروب الأمريكية على الأعداء الوهميين مثل العالم الشيوعي سابقا و العالم الإسلامي اليوم. تكفي ميزانية وزارة الهجوم الأمريكية "البنتاغون" وحدها لصنع جنة مستديمة لكل العالم المؤمن و غير المؤمن. هل تعرف أن ثمن طائرة حربية واحدة من نوع ف16 يكفي لبناء و تجهيز 100 مدرسة ابتدائية؟ 

لماذا يتخاصم العلماني المؤمن و العلماني غير المؤمن؟ يبدو لي أن العوامل المجمِّعة بينهما أكثر بكثير من العوامل المفرقة. لماذا ينكر العلماني المؤمن على العلماني غير المؤمن عدم إيمانه و هو المؤمن بأن "لا إكراه في الدين"؟ لماذا يُقصي العلماني غير المؤمن العلماني المؤمن و هو المؤمن بأحقية البشر كل البشر في صنع مصيرهم بأنفسهم دون تمييز على أساس عرقي أو ديني أو جنسي أو لوني أو بدني ؟
لماذا العتاب و الخصام بين العلماني العربي و المسلم العربي و هم يعانون من نفس المشاكل البدائية؟ تتجسم مطالبهم المشتركة في أكل نظيف و لباس خفيف و دواء رخيص و طريق معبد و لسان غير خشبي و صحافة حرة و تداول على السلطة و انتخابات نزيهة و تعليم ناجع و أجور محترمة و نقابة حرة

لماذا تصالح العلماني الغربي مع أخيه المسيحي و صنعا دولا متقدمة حتى و لو كانت ظالمة في بعض الأحيان؟ لماذا تصالح العلماني الآسيوي مع أخيه البوذي أو المسلم و صنعا كوريا الجنوبية و هونق كونق و سنغافورة و تايوان و الصين و الهند و ماليزيا و أندونيسيا؟ لماذا يرأس الهند البوذية مسلم و يرأس مجلس وزرائها سيخي و الاثنان من الأقليات؟ هل التدين المسيحي المتشدد منعَ "بوش" من احتلال العراق و أفغانستان؟ هل علمانية "ستالين" و إلحاده منعاه  من إقامة المعتقلات للشعب السوفياتي و إبادته بالملايين؟ هل إسلام أحمد زويل منعه من الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء؟ هل عدم إيمانه بالله منع عمدة لندن السابق من استقبال القرضاوي و رفض استقبال بوش؟ هل علمانية تركيا منعت حزب العدالة و التنمية الإسلامي من الوصول إلى السلطة؟ و هل بدوره منع هذا الحزب العلمانية عندما وصل إلى السلطة؟ هل منع إسلام المأمون، الخليفة العباسي، ترجمة الفلسفة اليونانية؟

خلاصة القول
أنا أرى, من وجهة نظر حقا متواضعة تستند إلى اجتهاد نظري شخصي, أن الصراع بين العلمانيين و المتدينين هو هدر لطاقاتنا المتواضعة و مضيعة للوقت. لو صَدَقَ العلمانيون و آمنوا بعلمانيتهم لتركوا المؤمنين يؤمنون كما يشاؤون و لو صدق المؤمنون في بلادنا و عملوا بالقيم النبيلة في دينهم لصلح أمرنا منذ زمان. يبدو لي, انطلاقا من مقاربة فلسفية و ليست فقهية, أن أقرب الأديان للعلمانية هو الدين الإسلامي لأن هذا الأخير يرقى بالعلاقة بين الإنسان و ربه إلى التجريد الكامل, علاقة عمودية لا وساطة فيها لأي بشر مهما بلغ تدينه و تقواه. و يبدو لي أيضا, انطلاقا من مقاربة فلسفية و ليست فقهية, أن أول علماني مؤمن في التاريخ هو الرسول محمد صلى الله عليه و سلم لأن القرآن الكريم يقول: "و أمرهم شورى بينهم". يبدو لي أن معنى هذه الآية ينطبق تماما على التعريف الحديث للعلمانية المذكور أعلاه (إيجاد حلول لإشكاليات هذا العالم البسيطة أو المعقدة بمشاركة كل الناس, المتدينون الموحدون و المتدينون غير الموحدين و البشر غير المعترفين بالدين أصلا). أذكر هنا واقعة من التاريخ الإسلامي قد تؤيد وجهة نظري: في حفل تنصيبه كخليفة أول للمسلمين، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في ما معناه و ليس حرفيا: "محمد كان له ملاك يهديه أما أنا فلي شيطان يغويني, فإن أصبت فأعينوني و إن أخطأت فأصلحوني". إن كان لأبي بكر, رغم تقواه, شيطان واحد يغويه و طلب المشورة و النصيحة فما بالك بسائر البشر و ما أكثر شياطينهم

أعتذر مسبقا عن كل خطا أو سهو وقعت فيه عن حسن نية فأنا لا أهدف إلى فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال, مهما بدا لكم سيئا, نرد بمقال جيد لا بالعنف, لا اللفظي و لا المادي

إمضاء م. ع. د. م. ك.
"أنا متشائم بالذكاء و متفائل بالإرادة" أنتونيو قرامشي
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم في أغلبيته أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية فهي ملح الديمقراطية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال الشاعر العراقي سعدي يوسف: "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي". هذه وضعيتي أنا و قلة من اليساريين التونسيين داخل العائلة اليسارية الموسّعة التي تجمع أربع عائلات ضيقة وهي  العائلة الفوضوية و العائلة الماركسية و العائلة القومية الاشتراكية و عائلتي أنا، أعني العائلة  الاشتراكية الديمقراطية على النمط الأسكندنافي و ليس على شكل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين التونسي (M. D. S).