شخصٌ لم أكن
أعرفه جيّدًا ولم يسبق لي مجالسته بالمرة أو حتى تبادل الحديث معه. ألتقي به كل
يوم الساعة السادسة صباحًا في مقهى الشيحي بحمام الشط الغربية ونتبادل صباح الخير.
مسِنٌّ تقريبًا من سِنّي، سي محمد علي، عرفت اسمه اليوم عندما سألته، كل يوم يجمع
القوارير البلاستيكية الفارغة المهملة في سلال الفضلات المرابطة أمام المقهى. فاجأني
أمس بِـلفتة كريمة، بِـصدقِ لم أكن أنتظرها منه: قدّم لي هدية معتبرة تتمثل في كيس
بلاستيك يكاد ينفجر بما يحمل من كتب، جمّعها خصّيصًا لي. شكرته وأثنيت على صنيعه.
كيسٌ يحوي ما يقارب العشرين كتابًا. حملت الكيسَ بعناء في اتجاه البيت. فرزت الكتب
واحتفظت منها بِـخمسة مهمة في رفوف مكتبتي الصغيرة على أمل توفر متسع من الوقت لمطالعتها.
ملاحظة: ما أتاه
سي محمد علِي لم يأته جلسائي المتعلمين في مقهى الشيحي، ألا وهو الاعتراف بالكتاب والتشجيع
على المطالعة واحترام المولعين بها من أمثالي. شكرًا سي محمد علي على هذه اللفتة الكريمة.
مواطن العالَم
إمضائي المحيّنُ: وإذا كانت كلماتي لا تقنعك الآن فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ. دعوةٌ وديةٌ للتَّرَيُّثِ.
تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 8 أوت 2023.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire