mardi 1 août 2023

أسطورةُ الرجلِ الذي يمشي وهو حاملٌ رأسَه المقطوعَ بين يديه: أسطورةٌ تتحققُ اليوم؟ فكرة الفيلسوف ميشال سارّ. تَوْنَسَة وصياغة مواطن العالَم

 


الأسطورةُ:

قبل تحوّلها إلى "دين الدولة الرومانية" عن طريق الامبراطور الروماني قسطنطين الأول في بداية القرن الرابع ميلادي، كانت المسيحية تُعتبَرُ طائفةً سريةً مهمشةً وكان أتباعُها ملاحَقِينَ من قِبل أصحاب السلطة. عَقَدَ بعضُ المسيحيين في مدينة Lutèce (اسم باريس القديم) اجتماعًا سريًّا كعادتهم برئاسة أسْقُفٍ منتَخَبٍ. فاجأتهم الشرطة، وحتى ترهبهم قطعت رأسَ الأسقفِ أمام مريديه، لم يسقط الرجل بل انحنى قليلا وبلطفٍ أخذ رأسَه المقطوعَ بين راحتيه وصعد به مشيًا إلى جبل مونمارتر وفي أعلى نقطةٍ في القمة دفنه وصلى عليه صلاة الجنازة بكل سكونٍ وثباتْ.

 

التعليق:

كانت أسطورة لا تُصدق أن يحملَ رجلٌ رأسَه المقطوعَ بيديه حتى ظهر الحاسوبُ المحمولُ (Ordinateur Portable). أليس الحاسوبُ المحمولُ هو رأسُنا المفصولُ عنّا اليوم ؟ أليس هو ذاكرتنا التي تحفظ ذكرياتنا المسموعة والمرئية، الثابتة والمتحرّكة ؟ أليس هو مصدر معلوماتنا قبل اتخاذ قراراتنا ؟ أليس هو امتدادٌ وتقويةٍ لحواسِّنا البيولوجيةِ الناقصةِ فِطرِيًّا ؟ عينٌ وأذنٌ مصنّعتان متطورتان لم نكن يومًا نحلم بأٍّفضلِ منهما !  عينٌ نرى بها العالَمَ أجمعَ وأذنٌ نسمعُ بها محاضرةً في باريس أو نيويرك في ساعتها ولحظتها.

الحاسوبُ هو رأسُنا الافتراضي إذن، رأسُنا الاصطناعي التي طوّرت وضخّمت قُدُراتَ رأسِنا البيولوجي ! نحمله في الدارِ، في قاعة الدرسِ، في الطائرة والقطارْ. يَبِيتُ معنا ونرفعه بلطفٍ، ثم نضعه على الطاولة أو على ركبتينا في الليلِ والنهارْ ونموتُ معه افتراضيًّا لو انقطع الاتصال أو التيّار.

 

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)

 وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 5 جوان 2017.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire