مَن هم أصحابُ
المِنجلِ؟ هم عائلتي الموسّعة، لم أنكرها يومًا وهي أنكرتني واعتبرتني في أضعف
الإيمان ابنٌ عاقٌّ، تهمةٌ لا أنفيها وشرفٌ لا أدّعيه، والعقوقُ لعائلةٍ واحدةٍ
أقلُّ ضررًا من العقوقِ لشعبٍ بأكملِه! لفظوني لفظَ البحرِ
للسّمك، هم الستالينيون المنتمون للجبهة الشعبية، أقصوني لأنني - في رأيهم - يساريٌّ
مُرتدٌّ حديثًا عن الماركسية-اللينينية-الستالينية، دينُهم الأرضي.
وضعُ أصحابِ المِنجلِ في تونسَ واليوم بالذات
(مشروع بشرى) كـ"وحلة المِنجل في الڤلّة": إذا استرجعتَ المِنجلَ (المبادئ الماركسية-اللينينية-الستالينية التي تؤيد بشرى)، كسرتَ الڤلة (الهوية العربية-الإسلامية، أي الأغلبية الساحقة للمجتمع
التونسي، أي أغلبية الناخبين التي
تُعارِضُ بشرى)، وإذا حافظتَ على الڤلة خسرتَ المِنجلَ!
أنطلقُ من فرضيةٍ معقولةٍ للفيلسوف
اليساري المغربي عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه...".
مَن المُجبرِ على التماهي مع مجتمعه التونسي؟ المستقل أم المنتمي؟ طبعًا
المنتمي إلى حزب سياسي (منهجيًّا، لا يعنيني ولا يعني المجتمع ولا الناخب ولا القارئ الكريم ، لا يعنينا جميعًا رأي المستقل)، المتحزّب يريد أن يحكم المجتمع التونسي، أي اليساريون الجبهاويون
الذين يعلنون في خطابهم أنهم يعترفون بهوية الشعب التونسي العربية-الإسلامية. مَن
سيوصلهم للسلطة؟ الناخب التونسي المسلم عمومًا. ماذ يريدُ هذا الناخب المسلم التونسي؟
هو يقف بحماس ضد مشروع بشرى جملة وتفصيلا، اطّلعَ عليه أو لم يطّلع: هو ضد المساواة
في الإرث، مع تجريم المثلية الجنسية، مع الإبقاء على عقوبة الإعدام، إلخ. كيف
سيتصرف الجبهاوي حيالَ ناخبِه المحتملِ؟ إذا وقف معه ضد مشروع بشرى طمعًا في صوتِه،
خانَ مبادئَه اليساريةَ (كلها مع المساواة في الإرث، مع عدم تجريم المثلية
الجنسية، مع التخلي على عقوبة الإعدام، إلخ.)، وإذا وقف ضده، خانَ هويته العربية-الإسلامية
المعلنة جهارًا نهارًا وخسر الانتخابات القادمة والتي تليها إلى أن يأتي ما يخالفُ
ذلك.
ما العمل؟ سؤال كلاسيكي عند أصحابِ
المِنجلِ وليس سؤالي!
ألمْ أقل لكم إنها "وحلة المِنجل في الڤلّة"! لا ولن يرضى
أحدٌ أن يكون مكانهم!
الله وماركس
يكونان في عونهم وربي إخلِّصْ "وحَلْهُمْ"! آمين يارب العالَمينْ، رب المسلمينْ
والشيوعيينْ والناسَ أجمعينْ!
إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ"
جبران
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 3 سبتمبر
2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire