mardi 11 septembre 2018

طَلَبُ الكمالِ في التديّنِ قد يُنفِّرُ الناسَ من الدينِ نفسِه! مواطن العالَم


 (Le mieux est l`ennemi du bien)
مقدمة: "الكاتبُ منعزلٌ إذا لم يكن له قارئٌ ناقدٌ". عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، أنا لستُ داعيةً، لا فكريٍّ ولا سياسيٍّ ولا دينيٍّ. أعرضُ عليكم وجهةَ نظري المتواضعةَ والمختلفةَ عن السائدِ، إذا تبنيتُموها، أكون سعيدًا جدًّا، إذا نقدتُموها، أكونُ أسعدَ لأنكم ستُثرُونها بإضافة ما عجزتُ أنا عن إدراكِه, وإذا عارضتُموها فيشرّفني أن يصبحَ لفكرتي معارضون. أما البديلُ فيُصنعُ بيني وبينكم، البديلُ ولا يُهدَى لا يُستورَد ولا يَنزِلُ من السماءِ (قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"). واهمٌ أو غيرُ ديمقراطيٍّ من يتصورُ أنه يملكُ البديلَ جاهزًا.

ملاحظة وقائية: النصُّ نصّي والمصلحةُ من كتابته مصلحةٌ شخصيةٌ، نصٌّ لا علاقة له بالهدايةِ ولا الوعظِ ولا الإرشادِ. هو بكل بساطة جوابي في دردشة مقاهي مع صديقي النهضاوي الجميل على ضيفالله (رغم اختلافنا الإيديولوجي المتواصل، هو يحترمني احترامًا كبيرا وأنا أكِنُّ له احترامًا أكبرَ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبَه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا...".
تفسير إبراهيم الأبياري: "لا يتعمّقُ أحدٌ في الأعمالِ الدينيةِ ويتركُ الرِّفقَ، إلا عَجَزَ وانقطعَ وغُلِبَ على أمرِه. وليس المرادُ منعُ طلبِ الأكملِ في العبادةِ، فإنه من الأمورِ المحمودةِ، بل المرادُ: منعُ الإفراطِ المؤدِّي إلى المللِ، والمبالغةُ في التطوّعِ المُفضِي إلى تركِ الأفضلِ".

إضافتي: إن الدينَ الإسلاميَّ دينٌ رحبٌ جدًّا، وطلبُ الكمالِ في تطبيقِه طلبٌ مستحيلُ التحقيقِ على البشرِ، فبشّروا ولا تُنفّروا، ويسّروا على الناسِ ولا تُعسّروا.
"القرآن واحدٌ لا يتجزّأ، نأخذه كله أو نتركه كله"؟ ومَن يقدَرُ على تطبيقِه كله؟ يبدو لي أن هذه المقولة التي سبقت تعارضُها المقولةُ التاليةُ: "القرآنُ كلامٌ جميلٌ يدخلُ القلوبَ قبل العقولِ"، أيّ موسيقاهُ وحدُها تُرغّبُ فيه.
أيها المسلمون غيرُ المتشدّدينَ، أحِبّوا تاركَ الصلاةِ على أملِ أن يُقيمَ يومًا صَلاتَه، والفاطرَ رمضان على أملِ أن يصومَ الشهرَ والملحدَ على أملِ أن يَهديه الله، دون كُرهِ أو إكراهٍ ودون احتقارٍ أو تحقيرٍ ودون إفرادٍ أو إقصاءٍ، حتى ولو كرهكم التاركُ واحتقركم الفاطرُ وأقصاكم الملحدُ.

إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 11 سبتمبر 2018.
Haut du formulaire
Bas du formulaire


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire