vendredi 28 septembre 2018

فلسفة حول اختراع الحاسوب: ما يقدر على فِعله الحاسوب، يفعله منذ زمان االبشرْ والحيوانُ والنباتُ والحَجَرْ! الفيلسوف ميشيل سارّ، ترجمة مواطن العالَم



العلوم الصحيحة تشتغل على العلوم الإنسانية (Le dur s`occupe du doux)، والاثنان يشتغلان على أربعة وظائف، وهي تَلَقِّي المعلومات، خَزْنُها، مُعالَجَتُها وبَثِّها 
(Recevoir, émettre, stoker, et traiter les informations): 
الحاسوب يَتَلَقَّي المعلومات، يخزِنُها، يُعالِجها وبيُثها، كذلك تفعل كل الكائنات الحية (البريتينات، ARN، ADN، الخلية، العضو، الفصيلة)، وكل الكائنات غير الحية (الذرّة، الكريستال الصخري، الجبل، الكوكب، المَجَرّة)، وكل المجتمعات البشرية (الأمة، المدينة، القرية، القبيلة، العائلة).
هذا الشيء العجيب الذي اخترعناه يتميّز بصفات كونية ويقدر على تقليد سلوك أشياء العالَم، كل الأشياء الموجودة قبله والتي عدّدتُها أعلاه ووضعتُها ظاهرةً بين قوسين.

هذا الشيء العجيب أحدث ثورات متعددة، نذكر البعضَ منها:
-         ثورةٌ ملموسةٌ في المهن: قديمًا كنّا نتعرّف على المهنة من شكل صاحبها (النجار يحمل منشارًا والحدّاد مِطرقةً) أما اليوم فترى جل العاملين منكبّين على حواسبهم فلا تستطيعُ التمييزَ بين كهربائي وفيلسوف. جِلسةٌ كونيةٌ بامتيازٍ.
-         ثورةٌ ثقافيةٌ على مستوى اللغة: بين طَبعةٍ و طَبعةٍ، يغتني المنجد الفرنسي الصادر عن "الأكاديمية الفرنسية" بـعشرين ألف كلمة جديدة، جلها علمية وتقنية.
-         ثورةٌ في التعليم: سبعون في المائة من المعارف التي يدرّسها الأستاذ اليوم هي معارفٌ جديدةٌ لم يدرُسها بالجامعة.
-         ثورةٌ في المخ: تخلّص المخ من الأنشطة الرتيبة والمكرّرة كالحفظ والترتيب واسترجاع المعلومات ومراجعة الأخطاء والتصفيح (Pagination)، وتَفَرَّغَ للخلق والإبداع.

إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 28 سبتمبر 2018.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire