jeudi 29 octobre 2020

مقتطفاتٌ مُختارةٌ من كتابٍ مختارٍ. تأليف الفيلسوف رولان ﭬوري، ترجمة مواطن العالم

 

 

Source d’inspiration :René Char, 1978, in « La fabrique des imposteurs » éd. Babel essai, 2015, 308 p., Prix 8,7  ; Roland Gori  (psychanalyste et professeur émérite de psychologie et de psychopathologie clinique à l'université Aix-Marseille).

 

"مَن يأتي لهذا العالم لأجل أن لا يزعج أحداً ولا يغير شيئاً، هو شخصٌ غير جدير بالاحترام ولا بالأناة".

J’ai fini de lire le livre-référence le 28 octobre 2020 à 18h 50 au café Chihi

 

الديمقراطية لا تعني غياب الصراعات. بل تعني كيفية إدارة الصراعات ومعالجتها سياسيا، كيفية ليست طبيعية ولا عادية كيفية مبتكرة بالحوار.

 

ليس على المواطن أن يحفظ نفسه ضد الدين أو ضد القانون أو ضد الديكتاتور بل عليه أن يحفظها ضد المعايير التي تطالبه بالتأقلم مع مجتمعٍ مريضٍ.

 

الديمقراطية بتناقضاتها تدعونا لتجاوز الحواجز العنصرية والطبقية والدينية وإلا سجنا أنفسنا بأنفسنا في بوتقة الامتثال للقوالب الجاهزة.

 

الديمقراطية ليست نموذجاً  أو قالباً أو معياراً. الديمقراطية أمل، حركة، جناحان يطيران بنا نحو أفق أبعد من من العوائق التي تعترض طريق تاريخها.

 

الإنسانية المعاصرة غرقت في مستنقع الثقافة الواحدة (monoculture) وبدأت تنتج الحضارة بالجملة، كما ينتج الفلاح البطاطا ولا طبق غيرها. Claude Lévi-Strauss, 1955, p. 303

 

عندما يتبنى السياسيون لغة الدين ويحاولون تطبيقَها في المجال السياسي نقعُ في فخ الأنظمة الكليانية الدينية التي تنشد الخلاص.

 

عندما يتبنى السياسيون لغة العلوم الاقتصادية ويحاولون تطبيقَها في المجال السياسي نقعُ في فخ الهيمنة الثقافية التي تعيق الديمقراطية.

 

عندما يتبنى السياسيون فلسفة التاريخ ويحاولون تطبيقَها في المجال السياسي نقعُ في فخّ الأنظمة الكليانية الستالينية التي تنشد الخلاص.

 

عندما يتبنى السياسيون لغة العلم ويحاولون تطبيقها في المجال السياسي نقع في فخ الأنظمة الكليانية النازية التي تدعي تطبيق البيولوجيا.

 

السياسيون المعاصرون فقدوا استقلاليتهم وتخلوا عن لغتهم وقيمهم (العدل)، واستبدلوهما بلغة الأرقام وقيم رجال الأعمال (الربح والخسارة).

 

"ثلاث مهن يبدو مستحيلاً تحقيقُ نجاحٍ كاملٍ فيها!: طب النفس والتعليم والسياسىة".

Freud, 1937 in La fabrique des imposteurs de R. Gori

 

كيف نُدرّس الفلسفة لطلبة العلوم؟ يستخرجون هم بأنفسهم إشكاليات فلسفية واجتماعية ونفسية تهمّ اختصاصاتهم ومهنهم: Éviter les prothèses.

 

غير المجدي في الحياة قد يكون أهم ما الحياة. عالمنا المعاصر عالم اقتصاد وتقنيات، عالم خال من الإنسانيات: الفلسفة والفن والروحانيات. Philippe Borrel, 2012, p. 285

 

المدرسة الأفضل هي المدرسة التي لا تُعلم بل ترغّب التلميذ في التعلم وكل الطرق البيداغوجية ناجعة (البنائية - Le socioconstructivisme).

 

البيداغوجيا غالبا ما تقتل الإبداع لدى التلميذ: تلقنه بافلوفيا أجوبة بافلوفية في وضعيات بافلوفية (المدرسة السلوكية- Le béhaviorisme).

 

البيداغوجيا غالبا ما تنصب للأستاذ فخّاً: يفرض على التلميذ أن يبذل جهدا في المشي في طريق مرسومة مسبقا فيحرمه من ابتكار طريقه بنفسه.

 

البيداغوجيا تضع معاييرَ صارمةً للنجاح ثم تسعى في كل المجالات إلى إدخال التلميذ في القالب الجاهز. الديداكتيك تكسر القوالبَ الجاهزة.

 

البيداغوجيا والامتحانات تبني نظاماً، نظاماً اجتماعيّاً مبنى على التفاوت المعرفي. الديداكتيك تنقد وتفكك ما بنته البيداغوجيا.

 

الأستاذ Alain هو أستاذ فلسفة 1868-1951: كان لا يحضّر درسه مسبقا وأي إشكال يطرحه تلامذته يصبح هو موضوع الدرس (Objet philosophique).

 

الأستاذ الذي لا يحفظ درسه جيداً أفضل من الأستاذ الذي يحفظ درسه جيداً: يكتشف هو وتلامذته تعقيدات الموضوع على مهل مثل الأستاذ Alain.

 

أصل كلمة Poubelle: كانت اسمَ عَلَمْ وأصبحت اسمَ شيء. "Poubelle" هو اسم الوالي fr الذي أمر لأول مرة بوضع القمامة في صندوق سنة 1884.

 

بيداغوجيا الأم أفضل من بيداغوجيا المعلم في تعليم اللغة الأم لصغارها، فعلى المعلم أن يتعلم من الأم طريقتها: توليد الرغبة في التعلم.

 

ما تعريفُ المحتالِ في المجتمع العلمي؟ (La communauté scientifique). هو مرتكبُ الكبيرة "السرقة الأدبية" (Le plagiat). ما أكثرهم في fb.

 

ما تعريفُ المحتالِ في مجتمعات الحداثة؟ هو الشخصُ العادي المتأقلِمُ جدّاً مع "مجتمع المشهد" (La société du spectacle de Guy Debord).

 

"دِينُ السوق الرأسمالية"، "دِينُ الاستهلاك"، وليس "الدّينَ"، هو أفيونُ الشعوبِ الحقيقي والمجازي. رولان ﭬوري، مَصنع المحتالين،

 

 الطريقُ لا ترحمُ مَن يَخالُها مُمَهَّدَةَ ومستقيمةً، ولا ينتبه إلى مطبّاتِها ومنعطفاتِها. بخيل بُعدِ النظرِ لا نظرَ له. (Edmond Jabès, 2015).

 

 

أزمات المجتمعات تَبرز، تتكاثر وتنتشر عندما تطول سكرة الموت عند العالم القديم، ويطول مخاض الولادة عند العالم الجديد (Antonio Gramchi).

 

Des personnalités «comme si» ou«as if

هم خرّيجوا مدارسنا البافلوفية أين تدربوا على الطاعة دون اقتناع أي تدربوا على الكذب والنفاق.

 

Des personnalités «comme si» ou«as if

موظفون يتمتعون بقدرة جبارة على أداء وظائفهم بصدق وإخلاص بواعز منفعي مادي وليس بواعز أخلاقي.

 

Des personnalités «comme si» ou«as if

أشخاص متكالبون على الانضمام للاتحاد والأحزاب والجمعيات بحثاً عن معنى مفقود في حياتهم.

 

Des personnalités «comme si» ou«as if

شخصيات حداثية اسفنجية دون شخصية ودون ذاتية ودون عاطفة، متربين محترمين طيعين محفلطين مزفلطين.

 

Des personnalités «comme si» ou«as if

موظفون متأقلمون جدا مع محيطهم حتى تخالهم أسوياء. أشخاص مستلَبون جدا حتى تخالهم مرضى نفسانيا.

 

Des personnalités «comme si»ou«as if

كائنات حِربائية لا نجدها بكثافة إلا في الأدغالِ الاتحاد والبرلمان والحكومة والرئاسة والإدارة.

 

أريدُ أن أقابلَ وزير التربية من أجل الإصلاح التربوي. لا أريدُ أن أقابلَ وزير التربية! قابلتُ مثله وقبله des personnalités comme si.

 

"الإنسان لا يُبدِعُ إلا عندما يحب، عندما يسبح في ملكوت أوهام الحب، أي عندما يؤمن ودون تحفّظٍ بشيء عادلٍ ومثاليٍّ: لو منعناه بالقوة من الحب، فكأننا قطعنا جذورَ عطائه، ولن يستطيع مستقبلاً إلا أن يصبح منافقاً أو محتالاً" Des personnalités «comme si»ou«as if.

Nietzshe, Considération inactuelles in Roland Gori,  La fabrique des imposteurs éd. Babel essai, 2015.

 

نحن المعاصرونَ للقرن 21، نحن أكيد الأبناء المغدورونَ للحضارة الغربية الرأسمالية، نحن أكيد الأبناء المغدورونَ للديمقراطية الشكلية!

 

الحضارةُ الغربية الرأسمالية حضارةٌ تركّز على الشكل (publicité mensongère, marketing, etc)  وتهمل المضمون والمعنى والتاريخ والإنسان.

 

النظام التربوي التونسي يحاربُ الغش في الامتحانات بواسطة إجراءات تزيد من الغش مثل كثرة الامتحانات وكثافة البرامج وتأليه الباكلوريا.

 

البرلمانُ التونسيُّ يُحاربُ الفسادَ بواسطةِ قوانينَ يُشاركُ في سَنِّها الفاسدونَ أنفسُهم من داخلِ البرلمانِ وخارجِه وخارجِ خارجِه.

 

أطباء النفس لا يعدون أن يكونوا محامي قيم ثقافة المجتمع الاستهلاكي، ثقافة أنتجت جل الأمراض التي يعتقدون أنهم يعالجونها مثل  TDAH.

 

ما نسمّيه اليوم مرضاً نفسيا (TDAH) ليس في الواقع إلا مرآةً تعكس قِيم مجتمع يرفض أن يعترف أن ثقافتَه هي السبب الأساسي في ظهور مثل الأمراض.

 

«On ne naît pas TDAH, on le devient» G Levet paraphrasant S de Beauvoir

Le Trouble du Déficit de l'Attention avec ou sans Hyperact

 

دِينُ السوق العالمية، دين الرأسمالية، دين الاستهلاك، دين المشهد، أصبح تقريباً دين العالم، اعتنقه الملحدون والمؤمنون من شتى الأديان!

 

إنسانُ عصر الحداثة الرأسمالية إنسانٌ خائنٌ: يخونُ كلمتَه وأصدقاءَه وأقاربَه ولا يَصدق في أي شيء ولا يُخلص لأي شيء إلا لسوء حظه!

 

أحلم بعالم يختلط فيه اللعب بالشعر والسياسة بالأخلاق والدين بالجمال والفرح بالثورة وأن لا يُستبعد كل هذا باسم موضوعية في غير موضعها.

 

أحلم بعالَمٍ تُبعث فيه من جديد: الثقافات التقليدية في المجتمعات الحديثة، صرامة الشعر وجمال الرياضيات، العمل واللعب، الجد والهزل، إلخ.

 

التلميذ تعلم كيف يعيش وكيف يفكر كما نتعلم لغة أجنبية، تأقلمَ ميكانيكيّاً (béhaviorisme)

دون أن يبني معرفته بنفسه (constructivisme).

 

التلميذ يستطيع أن يتعلم، ينضبط، يتفوق، ينجح، لكنه لا يشعر أنه هو المعنِي بكل هذا أو على الأقل لا يشعر أنه (subjectivement concerné).

 

ليس صدفة أن جل الاكتشافات الكبرى تولَد في فضاءٍ ليس موضوعيا  100%وليس ذاتيا 100%، فضاء المفارقة والمحتمل  والشعر الحلم! Donald W. Winnicott (1963), p. 198

 

أن تختبئ من عيون الناس: متعة. لكن أن لا يفتش عنك الناس: كارثة. Donald W. Winnicott (1963), p. 198

 

الواقعية الموضوعية، عكس ما يعتقد الكثيرون، تحمل تقريباً دائماً العنف المدمّر للذات أو على الأقل تحمله بالقوة (en puissance).

 

العنف المدمّر للذات هو عنف يسلطه الفرد على نفسه حتى يرغمها على التأقلم مع محيطه الاجتماعي المريض. التأقلم دون عنف هو الخضوع والخنوع.

 

الثقافات الحية، عكس ما يعتقد الكثيرون، هي الثقافات التي تبحث فيما وراء المرئي والمحسوس والنفعي المباشر، تبحث في الفن والحب والحلم.

 

المهم ليس فقط ما يفعله الإنسان بل المهم أساساً هو موقعه في ما يفعله، موقفه الذاتي واستثمار رأسماله النفسي وتوظيفه لصالح ما يفعله.

 

في اللحظة التي نفقد فيها عزيزاً علينا، نحن نعرف، كما قال فرويد، مَن فقدنا، لكننا لا نعرف ماذا فقدنا. الأحلام تساعدنا على استرجاعه.

 

« Au moment où nous perdons un être cher, nous savons -qui- nous avons perdu mais nous ne savons pas -ce que- nous avons perdu »

 

ما الفرق بين الوطن والعائلة؟ في الوطن تسود المساواة. العائلة هي فضاء عدم المساواة الصارمة!

 

عندما يعتقد كل فرد بأنه مركز الكون (ثقافة الليبرالية الفردانية) يصبح المجتمع متكون من غرباء يحتاطون من بعضهم البعض ويغيب التضامن.

 

منذ قيام الثورة وخبراؤنا الميامين يبشروننا بقرب إفلاس الدولة، مرّت عشر سنوات، لم تفلس الدولة،

كدّروا حياتي خوفا على جراية التقاعد!

 

نظام بن علي الفاسد كان له محتالوه (الطرابلسية)، والثورة أصبح لها هي أيضا محتالوها (الطرابلسية الجدد وهم أفسد وأكثر). تحيا الثورة!

 

مجتمعنا، مجتمع مجترّ-Ruminant يقضي أوقات فراغه في اجترار أمجاد السلف الصالح

عوض أن يقضيها في التفكير في فهم حاضره واستشراف مستقبله

 

مجتمعنا، مجتمعُ مشهد (La société du spectacle) يحصر اللغة العربية في وظيفتها الدنيا (التواصل) ويهمل وظيفتها العليا (الوحي والنقد).

 

كثرة الامتحانات في الثانوي أفقدت التقييم نجاعته فأصبح أداة، لا لتقييم تعلمِ التلميذ، بل لتقييم مدى تأقلم التلميذ مع الامتحانات (la connaissance du devoir).

 

كثرة الامتحانات في الثانوي أجبرت التلميذ على الغِش والتحيّل والكذب والنفاق. نقص عدد الامتحانات ينقص الغِش والتحيّل والكذب والنفاق.

 

كثرة الامتحانات في الثانوي أجبرت الأستاذ والتلميذ على اعتبار الامتحان غاية وهو في البيداغوجيا مجرد وسيلة لتحسين عمليتي التعليم والتعلم.

 

المفكرون الأحرار: لقد خنّا الأمانة التي تركها لنا الأوائل وسلمناها للخبراء الذين لم يتورعوا عن سلعنة العلم والفن والفكر والثقافة.

 

يبدو أن مجتمعنا أصبح مصابا بمتلازمة فقدان المناعة الفكرية الذاتية بسبب ظاهرة "الخبراء" المرتزقة، فيروسات تفشت في كل الفضاءات الثقافية.

 

السياسيون والإعلاميون والصحفيون والخبراء والمحللون، جلهم أصبحوا سفسطائيين انتهازيين (Des techniciens de l’opinion au service de ceux qui payent plus).

 

في هذا العالم الرأسمالي المادي المُشيأ-Chosifié لن يقتلع الإنسان إنسانيته إلا بفضل المرح والحب والشعر والفن والسياسة (وجهاد النفس).

 

"رأسمالية المعرفة"  (capitalisme cognitif) حولت رجال العلم إلى موظفين دون مشروع ذاتي ولارسالة إنسانية نبيلة (باحث، أستاذ، طبيب، إلخ.

 

 

"اقتصاد المعرفة" (économie de la connaissance) لم يعد العلم ملكاً مشاعاً في خدمة الإنسانية بل أصبح وسيلة محتكرة لخدمة الرأسمالية.

 

"رأسمالية المعرفة" (capitalisme cognitif) أصبحنا لم نعد ننتظر من العلم تحسين ظروفنا المعيشية بل أصبحنا ننتظر منها حيفاً طبقيّاً أكبر.

 

"في عالمٍ يقاسُ فيه النجاحُ بربح الوقتِ لربح المالِ، لم يبق لفعل -فكّر- إلا عيبٌ واحدٌ، لكنه عيبٌ غير قابلٍ للإصلاح: تضييعُ الوقت".

 

"العولمة الليبرالية أصابت القدرةَ على التفكير بالإحباط المبرمَج، مع ما تحمله كل فكرة من بذرة ثورية وما يحمله كل إحباط من مرض نفسي".

 

يُعتبر العامل بروليتاريا عندما تصادِر كفاءتَه الماكينة (ماركس) ويُعتبر الطبيب بروليتاريا أيضا عندما تصادر علمَه التحاليل والتصاور.

 

"العقلُ منظمٌ كـالكونتابلي، الحياةُ فوضويةٌ كـالفنان." Georges Canguilhem, philosophe 

 

يُعتبر دجالا كل من يمارس مهنة دون ديبلوم، ويعتبر دجالا أيضا كل مَن يمارس مهنة دون كفاءة حتى ولو كان حاصلا على ديبلوم. R. Gori, psy

 

العقلانية (Rationalité) في بلادي أصيبت بمرض المناعة الذاتي (auto-immune) المتمثل في العقلنة (Rationalisation) الموظفة ضد الإبداع!

 

العقلانية (La rationalité) في بلادي مريضة بعقلنة الخطاب السياسي (La rationalisation): تسمع سيف تقول معه حق تسمع عبير تقول معها حق!

 

احذروا المحللين الذين يضعون على وجوههم قناعا جذابا مطليا بمفردات تقنية لا يفهمها إلا هم، احذروهم إنهم أبواق السيستام دون وعي منهم!

 

لا تتركوا أطفالكم كثيراً جنب الحاسوب إذا استطعتم إلى ذلك سبيلا، فإن لم يعلمهم "الفساد" علمهم التعصب لفكرة واحدة (يا أبيض/يا أسود).

 

فقدنا الدفءَ البشري في الحوار المباشر وانتقلنا إلى صقيع الحوار الافتراضي عبر رسائل الجوّال القصيرة وتعاليق الفيسبوك المختزلة.

 

"الأطفال يشبهون عصرَهم أكثر مما يشبهون آباءَهم" (Un philo cité par R. Gori

فلا تنزعجوا أيها الآباء!

 

من فرط ذكاء الإنسان الحديث: ظن أنه استعبد الماكينة لمكننة وسائل عيشه فمكننته الماكينة واستعبدته هو نفسه! Roland Gori, psychanalyste

 

"يقولون أن التاريخ لا يعيد نفسه" لكننا نراه يعيد نفسه في تَكرّر أزمات الليبرالية المبنية على الفردانية.

Roland Gori, psychanalyste

 

إعلامية=Informatique (ترجمة غير معترف بها في الشرق) وتعني: جزء أو نظام (Système) قابل للنقل بمجرد إشارة (Signal) أو مجموعة إشارات.

 

في الواقع، المسلمون المعاصرون يطبقون كل سلبيات الحداثة الغربية. في الخطاب، يتمسكون بقيم الإسلام. لقد خذلوا إسلامهم وهم لا يشعرون!

 

المدرّسون المجددون في بيداغوجيا الميدان لا يلقون أي تشجيع معنوي ولا دعم لوجستي من قِبل الوزارة ولا يصلهم من زملائهم إلا السخرية واللامبالاة (Les enseignants sont des mammouths).

 

ما الفرق بين مجتمع الإقطاع ومجتمع الحداثة؟ نفس السيطرة، الأول بالكنيسة والعصا (solide)

والثاني بالثقافة السائدة وأنترنات (liquide).

 

نمط العيش المعولم الذي أنتجته الحداثة فرض علينا دين السوق، دينٌ له طقوسه وتخدمه عدة كنائس سائلة

مدرسة-ثكنة-مصنع-TV-يوتوب-Fb-موبايل.

 

نمطُ العيش المعولَم الذي أنتجته الحداثة يأخذنا رويداً رويداً إلى نظام شمولي (Régime totalitaire) بتوظيف المراقبة السائلة عبر النت.

Mon commentaire : NB: au lieu de me poser des questions, je vous invite gentiment à lire ce Livre et celui de Zygmunt Bauman (sociologue-philosophe), La vie liquide, Ed. Fayard/Pluriel, 2016.

 

Max Weber "بيّن أن البروتستانتية مهّدت للرأسمالية"

حطمت سلطة صلبة (البابا، الإقطاع) وخلقت سلطة سائلة (Ecole, experts, TV, Net, Fb).

Mon commentaire : NB: au lieu de me poser des questions, je vous invite gentiment à lire ce Livre et celui de Zygmunt Bauman (sociologue-philosophe), La vie liquide, Ed. Fayard/Pluriel, 2016.

 

الحداثة نقلت المواطن من عبودية قهرية إلى عبودية إرادية: حررت المواطن من إكراهات الدين والإقطاع وأخضعته لسلطة المحتالين خبراء ومثق!

Mon commentaire : NB: au lieu de me poser des questions, je vous invite gentiment à lire ce Livre

 

ما معنى إنسانٌ حداثيٌّ؟ إنسانٌ محتالٌ جبانٌ فاقدٌ للمروءةِ والرجولةِ، غيرٌ حرٍّ في تفكيره غيرُ مستقلْ، مسلوبُ الإرادة عبدٌ للنمطْ!

Mon commentaire : NB: au lieu de me poser des questions, je vous invite gentiment à lire ce Livre

 

الحضارة الغربية الليبرالية ارتكبت خطأ جسيماً: اختزلت الإنسان في مجموع سلوكاته السابقة واعتبرت مستقبله مجرد انعكاس لماضيه. قلدناها!

 

قد يحدث أن "تحبّ" الضحيةُ (الغنوشي) "جلادَها" (السبسي)، ترتاح نفسيا عندما تضعُ لعذاباتها عنواناً!

هذا لا يعني أنها نسيتْ عذاباتها.

 

إذا كان صانعو الليبرالية محتالين بشهادة Roland Gori في كتابه La fabrique des imposteurs

فطبيعي أن يكون مقلدوها عندنا أيضا محتالين!

 

مسؤول اليوم "désire que ça marche" ولا يهمه "Comment ça marche". Lacan in La fabrique des imposteurs

 

أستاذ اليوم أو طبيب اليوم لا يرغبُ في شيء سوى قبض ثمن ما فعل ولا يُسأل عما فعل. بعد التخرج، الليبرالية قتلت فيه الرغبة في المعرفة.

 

الليبرالية مسختنا أستاذ يقوم بدرسه ولا يعنيه إذا فهم التلميذ أم لم يفهم. طبيب يصف الدواء ولا يعنيه إذا شفي المريض أم لم يشف. يقبض!

 

باسم الحرية والديمقراطية ومقاومة الفساد يفرض علينا الحاكم الليبرالي الجديد عادات سلوكية واستهلاكية من أجل خدمة مصالحه-فخفاخ نموذجا.

 

محللونا السياسيون، كهنة المعبد المعصومون، كل يوم بتصريحاتهم يدلون وتصرفاتنا علينا يملون ونوعاً من الرقابة الاجتماعية علينا يفرضون.

 

الليبرالية، هذا الفن الجديد في الحكم ينبئ بضياع عالم مقسم بعدل عالم مشترك عالم على مقاس الإنسان، عالم لا يقيس الحب بل يحب بلا قياس.

 

نحن نرى ثرواتَنا الوطنية تتجمع شيئا فشيئا في أيادي حفنة من البشرْ، والأدهى وأمرْ، أننا لسنا متأكدين أن هؤلاء البشرْ لا زالوا بشرْ!

 

عمال وموظفو الشركات الرأسمالية الكبرى يُزَجُّ بهم دون علمهم في مضاربات البورصة، لو نجحت فلن يجنوا شيئاً ولو فشلت يخسرون مورد رزقهم.

 

الدول الأوروبية تذرف دموع التماسيح على انتهاك حقوق الإنسان في الدول العربية، حقوق هم أول مَن اغتصبها في وضح النهار أيام الاستعمار.

 

هدف الرأسمالية الأول والأخير هو خلق مواطن نكرة بلا تاريخ ولا ثقافة ولا جذور ولاهوية ولا دين: روبوت غير مبرمَج تبرمجه هي بما تشاءُ!

 

"مصانع الرأسمالية لا تعمل من أجل تحسين حياة العمال بل تكتفي بسد رمقهم لكي يعملوا من أجل تحسين المصانع" Simone Weil

 

دولتنا التونسية المدفوعة تدفعُنا دفعاً إلى فقدِ الثقةِ في مؤسسات القطاع العام (تعليم، صحة، نقل) والهرولةِ نحو مؤسسات القطاع الخاص.

 

نهضتُنا لن تتحقق إلا إذا أقمناها على أرضية صلبة: غربلة كل ما وصل إليه العرب قديماً وعدم تقليد الغرب بل نقد كل ما توصل إليه حديثاً.

 

يبدو أن الليبرلية المتوحشة نجحت فيما فشلت فيه الشيوعية: أسست "الأممية" (l’Internationale)، نعم ولكنها أممية الفقر التي عولمت البؤس.

 

جل الدول في العالم غيّرت عقيدتَها للأسوأ! استبدلت قِيماً تضامنيةً بِـقِيم السوق الأنانية،

تخلت عن القطاع العام وشجعت القطاع الخاص.

 

إعلاءُ سلطة النقابات والقطاعية (Corporatisme) واللوبيات في تونس على سلطة القانون بِـتعلة الرضوخ للواقع هو أكبر خطرٍ يتهدد المواطن!

 

ماذا أضافت العولمة للديمقراطية في العالم؟ الرُّخْصْ! حرية العمال في بيع قوة عملهم بأفضل سعر، لكن لن تجد شغلا إلا إذا رخّصت نفسك

 

إعلاميونا يقدّمون لنا كل يوم أطباقاً شهية من السلع السياسية (بوز على فضائح على كاراكوز)،

يخاطبون الغرائز فينا وقصدا يغيّبون العقل.

 

المدرسة تصنعُ أجيالاً محافظة علفاً للأنظمة الرأسمالية، أما الثقافة النقدية المكتسبة خارج المدرسة فقد تصنع مفكرين أحراراً مناهضينَ.

 

قراءة-Roland Gori- أفهمتني لماذا انقرض الضمير المهني، لم ينقرض لأسباب أخلاقية كما يعتقد الكثيرون بل لافتقاد العامل لمشروعه-رسالته!

 

" البَرلتة" الرأسمالية (prolétarisation/instrumentalisation) جرّدتْ الطبيبَ من رسالته وجعلته موظفاً تافهاً كباقي الموظفينَ المحترمينَ!

 

يبدو أن "البَرلتة" الرأسمالية (prolétarisation/instrumentalisation) شملت كل المهن الفكرية فلم يعد المدرس صاحب رسالة بل قطعة في مكينة.

 

يبدو أن الرأسمالية لم تكتفِ بـ"بَرلتة" (prolétariser) العمال بالساعد فقط بل "برلتت" أيضا العمال بالفكر أي أفقدتهم نُبْلَ رسالاتهم!

 

تَهاوُنُ السلطة وشبه إفلاس مؤسسات القطاع العام الاقتصادية والخدماتية (تعليم، صحة، نقل، سكن..) شرّعا للتبعية وكأنها قدرٌ من السماء!

 

ما دمنا نحن ثمرة أعوان بن علي، نحن أيضا ثمرة انحرافاتهم وانفعالاتهم وأخطائهم وحتى جرائمهم فلا يمكن لنا إذن أن نقطع بسرعة مع ماضينا مهما حاولنا أن نثور على أعوان بن علي وندين انحرافاتهم، ومهما اعتقدنا أننا من سجونهم تحررنا، فالواقعُ يَشهدُ أننا ورثاؤهم الفاسدون!

 

وزراء بن علي؟ أعوان بن علي، هم شهداء نمط فاسد سائد، انتهزوه، قلدوه، سلكوه، استبطنوه وبين العظم والجِلد لعشريتين أسكنوه فكيف لهم أن لا يُـ"عبير"وه

 

أعوان بن علي، أكثر التونسيين احتراماً للقانون والإجراءات والشكل. هم مثالٌ للتأقلم مع المجتمع المريض، مرضهم لا يكشفه إلا طبيبُ نفس!

 

كيف يُصنعُ المحتالُ عونُ بن علي؟ شخصٌ معتدَى عليه من قِبل مَن انتدبه لمثل هذه المهمة القذرة. عبدٌ لا ينتظر الاعترافَ إلا من سيده.

 

كيف يُصنعُ المحتالُ عونُ بن علي؟ الأرضية الأخلاقية التي مهدت لظهوره مازالت بعد الثورة ولاّدةً، لذالك مازال مصنع المحتالين يشتغلُ!

 

إذا كان مجتمعنا-قبل الثورة وبعدها-لا يرى في المواطن إلا جيبه ومظهره، فكيف نستغرب من تكاثر المحتالين؟ بئس الثورة إن لم تحدّ مِن...!

 

إمضائي:

مواطن العالم يساري غير ماركسي اشتراكي-ديمقراطي حر مستقل، غاندي الهوى، عَلماني متصالح مع هويتي الأمازيغية-العربية-الإسلامية، الغاية النبيلة لا تبرر عندي الوسيلة الرذيلة، ولا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوَى الفردِيِّ ولْتكُنْ أيها الإنسانُ ما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 29 أكتوبر 2020 (تاريخ المولد النبوي الشريف).

 

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire