lundi 19 octobre 2020

ظاهرةُ تعدّدِ أربابِ الحداثة! مواطن العالَم

 

 

1.     ربُّ الديكارتيين هو العقل: هو لم يدّعِ يومًا ذلك، فدعوا باسمه وألّهوه. خذل مريديه وعزل نفسه وهو خذلته العواطف!

 

2.     ربُّ الماركسيين هو البروليتاريا: هي لم تدّعِ يومًا ذلك، فدعت لها الأحزاب الشيوعية، ألّهوها، وحكموا باسمها. بعد سبعين سنة من هيمنة النومنكلتورا اللينينية-الستالينية باسم البروليتاريا، خذلت الشيوعية مريديها وخانتهم مع الليبراليين والمحافظين. الشيوعية وهمٌ اغتالته الحرية!

 

3.     ربُّ الكسالى فكريّاً هو المثقف: "ظهر في القرن التاسع عشر وسوف ينقرضُ في أواخر القرن العشرين أو الواحد وعشرين على أكثر تقديرٍ، فلا معنى لإنسانٍ يفكّر للآخرين. خليقٍ بأي إنسانٍ حرٍّ أن لا يكون محكومًا بفكرِ الآخرين، وجب على كل فردٍ إذن أن يفكّرَ بنفسه" (سارتر تنبأ بقرب ساعته).

 

4.     ربُّ المتعصبين لفكرة هو الإيديولوجيا: "الإيديولوجيات حرية عند بداية تشكّلِها، جَوْرٌ وطُغيانٌ عند نهاية تشكّلِها" (تنبأ سارتر أيضاً بقرب ساعتها منذ 1948).

 

5.     ربُّ البيولوجيين سجناء براديـم "كل الصفات البشرية وراثية" هو L’ADN: كانوا يعتقدون أن ADN بجيناته 25 ألف، قادرٌ على تحديد صفاتنا وسلوكاتنا مسبقًا. براديـم قديم تجاوزه براديـم جديد اسمه "ما فوق الوراثي" 

(L`épigenèse: Interaction entre l`inné et l`acquis).

 

6.     ربُّ الحداثيين المستلَبين المبهورين هو الدولة-الأمة (État-nation): فككها الفلاسفة منتقدو الحداثة من أمثال نيتشه وفوكو وإدڤار موران وميشيل أونفري. الدولة-الأمة في طريقها إلى الفناء والأولى في القائمة دولة إسرائيل اليهودية العنصرية.

 

7.     ربُّ السياسيين الانتهازيين هو الحزب: سوف تتجاوزها الحركات الشعبية العفوية المنظمة ذاتيًّا.

 

8.      رب الرأسماليين الجشعين الإمبرياليين هو صندوق النقد الدولي وإخوته (FMI, BM, BCE, etc): ربٌّ قويٌّ وفتِيٌّ قضى نهائيًّا على مفهوم السيادة للشعب وأصبح يتحكم في مصائرنا دون وسيط.

 

9.     ربُّ الغربيين الاستعماريين، الهيمنة عن طريق المراقبة السائلة (زيجمونت باومان): ربٌّ يراقب من السماء عن طريق الأقمار الصناعية، يرانا ولا نراه، يتهم، يدين، يقرر، يحكم، لا يهمل ولا يمهل، ودون انتظارِ استئنافٍ أو تعقيبٍ يبعث طيارة دون طيار وحكمه يُنفِّذ.

 

10.                          ربُّ المستثمرين هو الربحُ: قدّموا من أجله قوتَ العاملِ وعرقَه قُرْبانًا، أشعلوا من أجله حروبًا وأبادوا وضحّوا بملايين الفقراء (منذ تأسيسها، أي منذ 500 عامًا، أمريكا الشمالية الرأسمالية شنّت لوحدها على الدول الضعيفة 200 حرب استباقية، آخرها ضد العراق وأفغانستان). المستثمرون لوّثوا الأرضَ، لوّثوا جوفَها وجوَّها وبحرَها.

 

11.                         ربٌّ الحداثة نفسها هو التعليب أو التدجين (La normalisation ou la standardisation): الحداثة الليبرالية الرأسمالية حوّلت كل أصحاب المهن إلى بروليتاريا أي سلبتهم مشروعَهم الذاتي وجرّدتهم من رسالتِهم الإنسانية النبيلة مثل الباحث والأستاذ والطبيب، إلخ. (La fabrique des imposteurs » Roland Gori, éd. Babel essai, 2015)

 

إمضائي

"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو

و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 3 ديسمبر 2018.

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire