mercredi 7 octobre 2020

الفلسفة صالحتني مع نفسي وعلّمتني كيف أحب قَدَرِي وأرْضَى به نصيبَا. مواطن العالَم

 

 

فيلسوفٌ دخل بيتي والباب مقفلٌ والشبابيك منيعةٌ بالحديد، هَمَسَ في أذنيّ وقال: "أحِبَّ قدرك وارْضَ بحلوه ومرّه فليس لك في هذا اختيارٌ" (نيتشه).

دخل الثاني، لقد أصبح بيتي لهم مزاراً، شَرَحَ ما قاله الأول: "لو أردتَ أن تكون سعيدًا، تعلّمْ أن تكونَ راضيًا بما عندك، ولا تبتئس بما ليس عندك".

ودون استئذان تكلّم فيلسوف السعادة: " السعادة يا بُنَيْ أن تعوّد نفسَك على تجديد الرغبة في ما لديك، فهذه زُبْدَةُ الحكمة".

صاح في وجهي أفصحُهم وقال: "أعرفُ أنك سجينُ نفسك وأنا جئتُ لأحرّرك من عبودية انفعالاتك الحزينة، غضبك على مَن ظلموك، خوفك من غدك، جبنك أمام الانتقام، حسَدك لمن سلكوا معك نفس الطريق ثم فاتوك ولقدرك تركوك، استياؤك من وضعك المادي، إحساسك بالذنب لعدم قدرتك على تحقيق ما رسمتَ وخطّطتَ".

وكيف عرفتَ؟

"سيماهم في وجوههم، الانفعالات الحزينة تجعل أصحابها أشقياء".

اتركني وحالي، مالك ومالي.

"بؤسك مُعدِي".

كيف الخلاص؟

"حياتك ملآنة أفراح دائمة مرتبطة بأفكار ملائمة، مطالعة، كتابة، نشر، قُرّاءٌ بالمئات منتشرون في شتّى بِقاع الأرض وأنت لم تتحرّك من مكانك، قهوة الشيحي كل يوم صباحًا، قهوة الأمازونيا كل يوم مساءً، فلاسفة تقرأهم، فلاسفة تسمعهم، فيلسوفاً ومثقفين تجالسهم يوميًّا، روتين جميلُ، والله لو كان لدينا ما لديك لحمدنا الله عن وعيٍ وشكرناه بكرة وأصيلا، أنت الفيلسوف لأنك تقول أنك لستَ فيلسوفًا، ونحن جئنا مبهورين بذهولك الدائم وتعجّبك الدائم وسؤالك الدائم وحجاجك الدائم، أنتَ طفلٌ-فيلسوفٌ في الخامسة والستين من عُمُرِهِ"

 

إمضائي

"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 13 جوان 2018.

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire