jeudi 15 octobre 2020

منذ القرن التاسع عشر، قالوا لنا سننهض. لقد مرّ قرنان ولم ننهض! لماذا؟ مواطن العالَم

 

 

قالوا لو تحرّرنا من رِبقة الاستعمار، سننهض. تحررنا وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو أسسنا جمهورية قومية (Etat-Nation) مكان الملوكية، سننهض. أسسناها وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو حرّرنا المرأة، سننهض. حرّرناها وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو تعلّمنا علوم الغرب، سننهض. تعلّمناها وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو اعتمدنا الاشتراكية، سننهض. اعتمدناها وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو انفتحنا على اقتصاد السوق، سننهض. انفتحنا وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو طبّعنا مع إسرائيل، سننهض. طبّعنا وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو قمنا بثورة، سننهض. ثرنا وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو تبنّينا الديمقراطية، سننهض. تبنّيناها وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو أجرينا انتخابات نزيهة وشفّافة، سننهض. أجريناها وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو رجعنا إلى ديننا، سننهض. رجعنا وللأسف لم ننهض!

قالوا لنا لو انتخبنا رئيساً شريفاً صادقاً نظيفاً، سننهض. انتخبنا وللأسف لم ننهض!

لم ننهض.. لم ننهض.. لم ننهض..  فمتى سننهض يا رب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

قلتُ لن تنهضوا ما لم تتصالحوا مع الفلسفة كما تصالح معها أسلافكم ونهضوا في القرون الهجرية الأولى، لن تنهضوا إلا إذا تصالحتم أيضاً مع الأنتروبولوجيا والإبستمولوجيا، لن تنهضوا إلا إذا حكّمتم الثلاثة في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من شؤونكم الخاصة والعامة، الدنيوية منها وحتى الدينية، وخاصة الفلسفة لأنها ليست علمًا جافًّا ولها ما تقول الكثير في الميتافيزيقا والأساطير. هذه الفلسفة التي طلّقتموها منذ ثمانية قرون أي منذ أن أحرقتم بأيديكم كتبَ ابن رشد في أواخر القرن الثاني عشر ميلادي (كان فيلسوفًا عربيًّا مسلمًا وعالِمًا بالدين). لن تنهضوا ما لم تتكوّن منكم وفيكم طبقة عقلانية مستنيرة تولَد من رحمكم، وكل الأرحام -على حد علمي- حُبلى بالأمل وولاّدة للمفاجآت السارّة، طبقةٌ تقودكم نحو مستقبلٍ -إن شاء الله وشئتم أنتم- أفضل، أفضل بالإيمانِ والفلسفة والعلمِ والعملِ!

 

إمضائي

"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 21 ماي 2018 (تحيين 2020).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire