vendredi 16 octobre 2020

كَيْفَ لِجِسْمِنا العَرَبِي أن يَتَعافَى وبعضُ خَلاياه سَرَطَانِيةٍ، إمّا بالفِعْلِ وإمّا بالقُوَّةِ؟ مواطن العالَم

 

 

(L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas)

 

تعريف مقتضب جدا للخلية السرطانية: هي خلية مختصة (Une cellule différenciée comme le neurone) تتحول دون سابق إنذار إلى خلية غير مختصة أي جنينية (Une cellule embryonnaire omnipotente comme la cellule-oeuf) وذلك لأسباب شبه-غامضة، ثم تشرع في التكاثر الفوضوي دون الخضوع إلى التناسق والانسجام والتنظيم الجسماني العام (L`organisation générale et l`harmonie du corps humain en cellules et organes différenciés comme les cellules musculaires dans les muscles).

 

المجتمع العادي، مجتمعٌ متكوِّنٌ من أفراد، كل فرد فيه هو بمثابة خلية مختصة، فرد يقوم بِدورٍ تَعلمَه وتدرّبَ عليه طوال حياته المدرسية والمهنية فالمهندسُ مهندسٌ والطبيبُ طبيبٌ والإمامُ إمامٌ.

أما مجتمعُنا العربي فهو للأسف الشديد مجتمع غير عادي وهو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، هو أيضًا يتكوّن من أفراد مختصّين مثل كل المجتمعات لكن ولأسبابٍ شبه-غامضةٍ أيضًا كأسباب السرطان، بعض أفراده يتحولون إلى دواعش  بالفعل (en acte- يتدعوشون بالآلاف في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال) والبعض يتحول إلى دواعش بالقوة (en puissance- في جميع الدول العربية أي لديهم قابلية كبيرة للتدعوش)، وهؤلاء الأخيرين الصامتين يعيشون بيننا ولا نراهم بأعيننا. كيف نطمئنّ إذن لأفرادِ مجتمعٍ كمجتمعِنا التونسي، نُعلِّمهم، نُدرِّبهم، نُكوِّنهم ونُثقِّفهم فينقلبون علينا في لمح البصر ونُفاجَأ بهم في سوريا بالآلافِ، دواعش تونسية ومن أشرس أنواعِ الدواعش؟

 

خاتمة: يبدو لي أن العلاجَ أضحَى مستحيلا ولم يبقَ لنا أملٌ إلا في الوقاية! والسؤال كيف؟ أنا لا أرى حلا لأمراض الجسم العربي إلا في العلاج الجيني (La thérapie génique) وذلك بزرعِ خلايا جذعية سليمة (Des cellules souches saines) مع تغيير الدم، كامل الدم (Une rupture épistémologique bachelardienne)!

واقعٌ معقّدٌ؟ والحل من جنس الواقع أو لا يكون! الخللُ يكمُنُ حتمًا في "جيناتِنا المكتسبة ثقافيًّا" لا في جيناتِنا البيولوجية الوراثية فهذه الأخيرة عادية والحمد لله مثلها مثل جينات الأوروبيين والروس واليابانيين. لا أنفي نظرية المؤامرة لكنها أكيد لن تحل المشكل وهي نتيجةٌ وليست سببًا رئيسيًّا في تخلّفِنا الذي دام ثمانية قرون وبالتدقيق منذ حرقِ كتب ابن رشد (Fin de la XIIe siècle ap. J.-C.)، آخر فيلسوف مسلم عربي عقلاني، وأتمنى أن لا يكون الأخير وإلا انقرضت حضارتُنا العربية-الإسلامية ولو بعد حين، كما انقرضت قبلها الحضاراتُ البابليةُ والفرعونيةُ والإغريقية وغيرُها كثير و"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" صَدَقَ الله العظيم وكَذَبَ كل المفسّرين المؤوّلين الجَبْرِيين القُدامَى والمعاصرين.

 

إمضائي

"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" (مواطن العالَم)

وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 4 أوت 2017.

Haut du formulaire

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire