هُمُ
يقولون.. أنا لم أقل.. وماذا أعلم أنا حتى أقول في سياسة البلاد؟ أنا أقول في مقهى
الشيحي "التعيسة التي لم تعد تعيسة": مواطن العالَم يقول ما يُقال حول
العالَم في جريدته المفضلة "لوموند ديبلوماتيك" وفي روايات كاتبَيه
المفضلَين أمين معلوم ويسمينة خضراء وفي محاضرات فلاسفته المفضلِين ميشيل أونفري
وميشيل سارّ وإدﭬار موران وألبير جاكار وهنري أتلان.
وهؤلاء "الهم"
ماذا يقولون عن تونس؟ يقولون:
-
أن 55% من الاقتصاد التونسي
يقع خارج سيطرة الدولة ويخضع لسيطرة مافيا التهريب المحمية من قِبل مسئولي الدولة
الانتهازيين وما أكثرهم بلادنا العزيزة.
-
أن 100 عائلة بورجوازية تونسية متنفذة عريقة
هي التي تُسيّر بلادنا قبل وبعد الثورة.
-
أن الدوائر المالية العالمية الغربية
(FMI, BM, BCE, et compagnies)
قهرت اليونان مهد حضارتها وأذلّت حكومته اليسارية المنتخبة
ديمقراطيًّا، أجبرت الحكومة الإيطالية الأخيرة على تغيير وزير ماليتها، أجبرت الإخواني أردوﭬان على مخالفة الشريعة والتعامل بالربا في البنوك
التركية، والقائمة تطول... فعن أي انتخابات تتحدثون أيها التونسيون؟
خاتمة: هذه ليست دعوة للاستسلام بل ليست دعوة لشيء، هي قناعة
شخصية بفساد الرأسمالية، أعرفها وأمقتُها مهما غيرت ثوبها، أحمر، أخضر، أزرق، أصفر،
والحل الذي أعرضه لمقاومتها هو حل شخصي لا ألزِم به أحدًا غيري: يتمثل هذا الحل في
اعتماد الروحانية الفردية سلوكًا ومنهجًا في الحياة الخاصة والعامة (La spiritualité à l’échelle individuelle) التي يدعو لها الدين الإسلامي وليس الإسلام السياسي
بشقيه السلمي والعنيف (الجهاد الأكبر: الجهاد ضد النفس الطمّاعة والأمّارة بالسوء)
وتدعو لها أيضًا الفلسفة الغربية القديمة والحديثة (Réhumaniser l’humanité. La philosophie, c’est
philosopher sur ses désirs).
إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر
آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 9 أوت 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire