mercredi 14 août 2019

مرافعة مجانية دفاعًا عن المثقفين التونسيين المنتجين الجالسين على الربوة. مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى



مَن هم؟
هم المثقفون المنتجون للمعرفة، مقالات، كُتُبًا، ومحاضرات مباشرة أو مبثوثة على اليوتوب.
بعض أسماء الذين قرأت لهم: هشام جعيط، يوسف الصديق، جيلبير النقاش، محمد الشريف الفرجاني، ألفة يوسف، أبو يعرب المرزوقي، عبد المجيد الشرفي، مصطفى العلوي، عبد اللطيف الحناشي، نور الدين العلوي، الأمين بوعزيزي، محمد ضيف الله، ليلى حاج عمر، وغيرهم كثير من اليسار أو من الاتجاهات الأخرى التي لم يسعفني الحظ أن أقرأ إبداعاتهم. للآخرين رموزهم التي أحترمها حتى ولو اختلفت جذريًّا معهم، مثل بعض المفكرين الإسلاميين أو القوميين أو الليبراليين.

مَن يُحقّر من شأنهم ويرى في "الجلوس على الربوة" عيبًا كبيرًا؟: تونسيون حاقدون، أمّيون أو أشباه مثقفين، ولا يحقِّر من شأن المثقف المنتِج إلا المتعلم غير المثقف أو الجاهل بالثقافة أصلا: يحطّون من عزائمهم، يحاولون تهميشهم، يستنقصون من قيمتهم الاعتبارية، يشوّهون صورتهم لدى العامّة،  يمسّون من سمعتهم، وغالبًا ما يصلون إلى اقتحام حياتهم الخاصة. هم عادة المتحزبون الناشطون على الميدان سياسيًّا المتأدلجون يسارًا ويمينًا، "المالكون للحقيقة المطلقة"، أعداء الاختلاف، العدوانيون من اليساريين والقوميين والتجمعيين والإسلاميين وسدنة النظام القائم والسائد، الذين لا يطالعون ولا يُنصِتون إلى المطّلعين.

مَن يرفعُ من شأنهم ويرى في "الجلوس على الربوة" شرفًا معرفيًّا وأدبيًّا كبيرًا؟: أنا ومَن لفّ لفّي، نحن نعتبر أن "الجلوس على الربوة"، مرتبةٌ لا يبلغها إلا الراسخون في المعرفة وخاصة في نقد المعرفة (Épistémologie)، وناقد علم البيولوجيا مثلاً، لا يقاسِم بالضرورة عالِم البيولوجيا مخبره، لكن العالِم الغارق في تجاربه يستفيد من نقد الناقد "الجالس على الربوة" مجازيًّا، و"الجلوس على الربوة"، عادة ما يمنح صاحبه رؤية بانورامية ومقاربة شاملة (Une vision panoramique et une approche systémique)، رؤيةٌ لا تتوفر عادة لدى المتحزبين الناشطين على الميدان سياسيًّا المتأدلجين يسارًا ويمينًا، ربما لضيق الوقت لديهم أو لتنوّع مشاغلهم واهتماماتهم. المفروض أن الدورَين يتكاملان، دور الناشط (L’activiste) ودور الناقد "الجالس على الربوة"، ولا يبخس أحدهما دور الآخر بل على العكس يثمّنه وإذا لم يثمّنه، على الأقل يحترمه.
"الجلوس على الربوة" بالمعنى الإيجابي والمعرفي للكلمة ليس أمرًا هيّنا وليس سهل المنال لمن هبّ ودبّ، ولكي "تجلس على الربوة"، يجب أولا أن تصعد إلى الربوة، وللربوة، كما تعلم، من كل زاوية ألف درج (escalier)، وفوق كل درج كتابٌ، ولن تصل قمة الربوة وتتربع فوقها إلا إذا قرأتَ ألف كتاب وكتاب. كيف تتعرّفون عليهم؟: صحتهم عليلة، نظرهم ضعيف، ظهرهم مقوّس، هندامهم مغاير للموضة، وعيونهم مثقلة من كثرة القراءة والكتابة.

خاتمة: أنا يشرّفني أن أكون من مريدي "المثقفين التونسيين المنتجين الجالسين على الربوة" ومن عشاقهم، أثمّن إنتاجهم المعرفي حتى ولو اختلفتُ معهم، أبارك تغريداتهم خارج السرب أو ضد التيار، حتى ولو كان المستهدفُ سربي وتياري. تعلمتُ منهم الكثير الكثير، أحترمُهم، أجِلُّهم، وأطمحُ في الوصول إلى مرتبتِهم العاليةِ.
أيها "المتحزبون الناشطون على الميدان سياسيًّا المتأدلجون يسارًا ويمينًا"، الكارهون لـ"المثقفين التونسيين المنتجين الجالسين على الربوة" ، مالَكم ومالَهم، لا ينافسونكم أحزابكم ولا جمعياتكم، اقرأوا كتبهم أو مقالاتهم أو اتركوهم وشأنهم، ينالكم ثوابٌ دنيا وآخرة!  

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
à un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 14 أوت 2019.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire