jeudi 29 août 2019

لِـحِكمةٍ لا يعلمها إلا الله، المخ البشري لا يسجل ذكريات ما قبل عمر الثلاث سنوات! مواطن العالَم، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي



هنالك تفسير بيولوجي لهذه الظاهرة لكن العِبرةَ منها أكبرُ. ثلاث سنوات من الحب والعطف والرعاية والحرص، عطاءٌ متدفّق كسَيْلٍ من علٍ، عطاءٌ أحادي الاتجاه،  عطاءٌ لا ينتظر جزاءً ولا شكورا. عطاءُ الأب والأم لفِلذة كبدَيهما عطاءٌ مكثفٌ خاصة في السنوات الثلاث الأولى. الحكمة تكمن في النسيان، لأن الطفلَ لا يتذكر من سنينه هذه شيئًا. وما الحكمة في ذلك؟ لأنه لو تذكّر كل هذا العطاء لَكبّله بدَينٍ لن يقدر على خلاصه مهما فعل.
اليومَ فقط استوعبتُ تمامًا معنى هذه الآيات الكريمات وارتويتُ من معينها الصافي: قال تعالى: وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)".
أنا عَلماني يساري فرنكفوني، أعترفُ، أقرّ وأقول أن هذه الآيات هي أجمل ما قرأتُ في حياتي شكلاً ومضمونًا، وبكل  اللغات على الإطلاق، وهي أقرب الآيات إلى قلبي، وليغفر لي ربي هذا التمييز بين آياته.
آياتٌ، عندما أتذكرها ينتابني شعورٌ جارفٌ بالندم على كل أفٍّ أو نصف أفٍّ فلتت من لساني في وجه المرحومة أمي يامنة أيام فوران الشباب.

إمضائي: لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى وعلى كل مقالٍ سيءٍ نرد بِـمقالٍ جيدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
 "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 29 أوت 2019.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire