-
قطعًا لدابر المزايدة: أنا لستُ نهضاويًّا ولن أكون ولستُ متعاطفًا مع
سياسة النهضة في الحكم، لا في عهد الترويكا ولا في عهد الشاهد، لكنني لستُ معاديًا
للنهضة ولا للنهضاويين.
-
مَن هم الذين يدّعون أنهم يمثلون العائلة
الديمقراطية ويقصون منها النهضاويين؟ هم الماركسيون والقوميون والتجمعيون القدماء
والجدد. سؤال: على مَن مِن زعمائهم "العِظامْ" تعلموها؟ على لينين وماو وستالين بالنسبة للماركسيين؟ على عبد الناصر والأسد
وصدام والقذافي بالنسبة للقوميين؟ على بورقيبة وبن علي بالنسبة للتجمعيين؟
-
أنا يساري غير ماركسي ولكنني لستُ معاديًا للماركسية بل ورثت عنها ما تنصّل منه،
تقية وانتهازية، الماركسيون التونسيون المتحزبون أنفسهم، ورثت عنها كرهي
للديمقراطية البورجوازية البرّاقة التي لا تخدم مصلحة الأجراء الفقراء أمثالي بل
على العكس فهي تخدم مصالح الأغنياء بِـعلومها (السياسية والاقتصادية التي حِيكَت على
مقاسها ولفائدتها) وحقوقها (حقوق الفرد الغربي على حساب حقوق الفرد غير الغربي، أو
حقوق الفرد الرأسمالي عمومًا على حساب حقوق الفرد الفقير الأجير بالساعد والفكر عمومًا)
وحرياتها (حرية التعبير والنشر لمالكي دور النشر والدعاية ووسائل الإعلام المكتوبة
والمرئية: أنا نفسي ضحية تحايل دارَيْ نشر، واحدة رقمية أوروبية EUE، والأخرى تونسية Arabesques،
وشكوى الفقير دائمًا للعالي لأنني غير قادر ماديًّا على مقاضاتهما). لكنني لست
معاديًا للديمقراطية البورجوازية، وذلك لسببَين اثنَين: 1. بالمقارنة هي أفضل نظام
حكم معاصر لكنها ليست نهاية التاريخ كما
يدّعي منظّرها فوكوياما (Mais la comparaison
ne donne pas toujours raison).
2. Je suis convaincu que le mieux est l’ennemi du bien
-
أقبلها
مكرهًا بحشيشها وريشها، بغثها وسمينها، أقبل بأفضل نموذج متاح لها، ألا وهو النموذج
الاشتراكي-الديمقراطي على المنوال الأسكندنافي وخاصة في فنلندا والنورفاج. أما
رفاقي الستالينيون التونسيون المتحزبون فقد قبلوا بأسوأ نماذجها (الفرنسي)
انتهازية وتقية من أجل نيل مناصب ديكورية في الإدارة والحكومة والبرلمان. إذا كنتم حقًّا ديمقراطيين كما تدّعون وإذا كان النهضاويون حقًّا أعداءًا للديمقراطية
كما تزعمون فلماذا تجالسونهم في البرلمان ولماذا تنافسونهم في الانتخابات ولماذا
أمضيتم معهم وثيقة 18 أكتوبر 2005؟ لاحظوا جيدًا أنني لم أمنح ميدالية الديمقراطية
لأحد، لا لرفاقي اليساريين ولا لأصدقائي النهضاويين (هم أيضًا قبلوا بأسوأ نماذجها
- البريطاني - انتهازية وتقية من أجل نيل مناصب ديكورية في الإدارة والحكومة والبرلمان،
وهم أيضًا لهم نقدهم الإسلامي الجذري للديمقراطية الغربية، نقدٌ مختلفٌ تمامًا عن
نقد الماركسية لها، مختلفٌ في الفلسفة والوسائل والغايات)، ديمقراطيًّا لم أزكِّ أحدًا
من المتخاصمَين وذلك لأنني أنا نفسي لستُ ديمقراطيًّا بالمعنى البورجوازي والسائد
للكلمة بل مكره على قبولها لأنها أخف ضررًا من
ديكتاتوريات القوميين والشيوعيين والدواعش لا أكثر ولا أقل.
إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر
آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 16 أوت 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire