mardi 13 août 2019

ماذا أصابَ طلبتنا في تونس (ربع مليون) حتى لا يشاركوا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية؟ مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى



لا أعرف الأسباب ولا أعرف العلاج، لكنني أرصد الظاهرة البرادوكسال جدًّا.
ليس لهم أي عذر، نخبة المجتمع المدللة (La fine fleur de notre société, logée, nourrie et blanchie) لكنها نخبة كسولة وغير مسئولة، دون تعميم. لا أتحدث عن المعارف (Les connaissances) بل أتحدث عن الأخلاق والقِيم (Les valeurs).
لم يشاركوا في الثورة ككيان مستقل، ربما شاركوا كأفراد معزولين. تصوروا معي لو كان طلبتنا في ﭬابس وصفاقس واعين بخطورة كوارث الصناعات الكيميائية على المحيط، ومن المفروض أن يكونوا أول الواعين، ولو كانوا ناكرين لذواتهم، خدمًا للمصلحة العامة،  لَرفعوا الجبال إلى السماء، واقتلعوا المعامل الكيميائية الملوِّثة من جذورها & SIAPE ICM). كنا في جامعة الستينيات والسبعينيات أقل منهم عددًا وأكبر همة وأكثر استعدادًا للتضحية من أجل قضايا وطنية (معارضة ديكتاتورية المجاهد الأكبر) وقضايا قومية (قضية فلسطين، ثورة ظفار الشيوعية وحرب لبنان الأهلية) وقضايا عالمية (مشاركة انتفاضة الطلبة الفرنسيين في ماي 68 ومساندة حركات التحرر في فيتنام وجنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية).

علم الديداكتيك (فلسفة التعليم)، اختصاصي، كشف لي بعض الأسباب:
-         المعارف لا تغير أوتوماتيكيًّا القِيم (Les connaissances ne changent pas les valeurs, un des résultats de ma thèse, Université Claude Bernard, Lyon 1, 2007).
-         القِيم لا تُلقَّن بل نتعلمها بالممارسة على الميدان، وللأسف الشديد طلبتنا خاملون لا يمارسون أي نشاط، لا سياسي ولا اجتماعي ولا ثقافي، دون تعميم.
-         محاضراتي العلمية والقِيمية ومحاضرات غيري في مقر بلدية حمام الشط لم يحضرها ولو طالب واحد يطيّر العين، وفي حيّنا كلية ومبيت جامعي.

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 13 أوت 2019.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire