La spiritualité
à l’échelle individuelle
رِفقًا
بحالتي، ضربني صديقي بِـمطرقةِ الفلسفة في مقهى البلميرا هذا المساء، ويا لها من
ضربةٍ فلسفيةٍ قاسيةٍ لكنها فكريًّا نافعةٌ خلافًا للتصويتِ النافعِ، فجأةً زالَ وجَعُ
الرأس الذي خرجتُ به من الدار!
ماذا قال لي؟
قال: خُلِقَ البشرُ
ضعيفًا وسيبقى طوال حياته حياته ضعيفًا: C’est ce qu’on appelle en deux mots « La
condition humaine (إضافتي: قال تعالى: "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن
تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن
تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ". صدق الله العظيم).
بلغتْ كلماته فهمي، ولن أدَعَها إلى فجرٍ آخرَ، بل سأضيفُ لها وأثرِيها بشيئٍ
من اختصاصي البيولوجي والإبستمولوجي (نقد
المعرفة): يحاول الفردُ الوصولَ إلى مرتبة "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي"، يحاولُ بشتّى
الطرق المتاحة، لا يهمُّ كثيرًا إذا قامَ في محاولته بتوظيفِ الفن أو التربية والثقافة والعلم أو توظيفِ
التصوّف الديني (الجهاد الأكبر أي الجهاد ضد
النفس الأمّارة بالسوء) أو توظيفِ التصوّف
العَلماني
(Philosopher, c’est philosopher sur ses
désirs, exemple : L'épicurisme, est un courant de la philosophie occidentale ayant pour
objectif principal l'atteinte du bonheur par la satisfaction des seuls plaisirs
« naturels et nécessaires)،
أو بتوظيفهم جميعًا مثلما
فعلتُ أنا.
لماذا لا يستطيعُ الفردُ الإفلاتَ من حالته البشرية (La condition humaine)؟
للإجابةِ على هذا السؤالِ الفلسفي، سوف أعتمدُ
مقاربَتَين مختلفتَين لكنهما غير متناقضتَين، مقاربة دينية إسلامية ومقاربة علمية
بيولوجية جينية:
1. أبدأ بالمقاربة الأقرب
لقلوب أغلب التونسيين، أعني بها المقاربة الدينية الإسلامية: قال تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا *
قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا". صدق الله العظيم. ألْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا أي الفجور والتقوى هما صفتان
لصيقتان بالنفس البشرية مهما ارتقت (La condition humaine) ولا أمل لنا في التخلّصِ منهما أو من احديهما مدى الحياة. أَفْلَحَ مَن
زكَّاهَا بالفن أو بالتربية والثقافة والعلم أو بالتصوّف. خَابَ مَن دَسَّاهَا
بالرأسمالية أو بالشيوعية أو بالتعصّب القومي أو الديني.
2. أنهِي بالمقاربة الأقرب لعقول المثقفين غير الجهلة، أقصد المقاربة العلمية
البيولوجية الجينية: الفُجُورُ وَالتَقْوَى في النفس يقابلهما في
جيناتنا التي لا أمل
لنا في
التخلّصِ منها مدى الحياة، لا، بل نورّثها لأولادنا غصبًا
عنّا
(L’hostilité envers les
autres groupes et la solidarité à l’intérieur du groupe, la famille, la tribu,
l’ethnie, la nation, le syndicat, la classe, l’idéologie, la langue, etc. résultat de la sélection naturelle darwinienne)،
وذلك حسب الفيلسوف والعالِم الحاصل على جائزة نوبل للطب لعام 1974 في كتابه:
Christian
de Duve, « Génétique du péché originel. Le poids du passé sur
l`avenir », Ed. Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages
إمضائي: لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى وعلى كل مقالٍ سيءٍ نرد بِـمقالٍ جيدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
"وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر
آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 أوت 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire