dimanche 25 août 2019

مبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي": هل يتعارض مع سلوكات الإسلاميين واليساريين التونسيين؟ مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى



قد يتعارض وقد لا يتعارض؟ كيف؟
المفروض أن الصلاة تَنْهَى المصلّين عن الفحشاء والمنكر، وأن الإيديولوجيا اليسارية الماركسية واليسارية غير الماركسية تَنْهَيان عن استغلال الإنسان للإنسان: أركّز في مقالي هذا على المعنى الاجتماعي لكلمتَيْ الفحشاء والمنكر مثل الكذب والغِش والاستغلال والرشوة وغيرها من الفواحش، ولا أهمل المعنى الأخلاقي مثل الخيانة الزوجية والإدمان على الكحول والمخدرات وغيرها من الفواحش. الظاهر أن مصلّينا لم ينتهوا عن الفحشاء والمنكر وإلا لَما كان حالُنا اليوم على ما نحن عليه اليوم وجوامعنا يرتادها يوميًّا الملايين من المصلين، والظاهر أيضًا أن يساريينا لم يَكُفُّوا عن استغلال الإنسان للإنسان وإلا لَما وجدنا يساريًّا واحدًا يمارس مهنة استغلالية في القطاع الخاص مثل تجارة الطب وتجارة المحاماة وتجارة الساعات الخصوصية (Étude) وغيرها.

أسوق مثالاً معبِّرًا حول ثلاثة مدرّسين (أساسي أو ثانوي أو عالٍ):
-         واحد إسلامي وواحد يساري، الأول لم يمنعه إسلامه والثاني لم تمنعه يساريته من استغلال حاجة الأولياء إلى ساعات التدارك بِـهدف إسنادِ أبنائهم الذين يتعرّضون إلى صعوبات تعلّميّة في المؤسسات التربوية العمومية (مدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية أو كلية). استغلالٌ فيه مبالغةٌ وجشعٌ أي الاثنان يخرقان قانون الساعات الخصوصية التالي: ترخيص من المندوبية الجهوية للتعليم + 12 تلميذ من غير تلامذتهما في العمومي مقسّمين إلى ثلاث مجموعات + فضاء تدريس لائق.
-         واحد ثالث، يؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" (La spiritualité individuelle)، لا يُعْطِي دروسًا تدارك خارج المؤسسة التربوية العمومية أو يُعْطِي مع احترام القانون. يكون إسلاميًّا أو يساريًّا أو قوميًّا أو دستوريًّا أو لا-سياسيًّا، لا يهمّ.

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 25 أوت 2019.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire