lundi 26 novembre 2018

أعتذرُ! مواطن العالَم



طَلَبُ اعتذارْ لا يُلزِمُ أحدًا غيرَ كشكارْ!
ككائن بشري، أعتذرُ لكل الكائنات الحية من حيوان وشجر عمّا فعله فيهم أبناء فصيلتي من البشر: دمّروا مجالهم الحيوي، فانقرضت بعض سلالاتهم النادرة وانخرم التوازن البيئي. انخرامٌ وصل ضرره إلى جوف الأرض ووديانها وجبالها وجوّها وبحرها.
كجنس ذكر، أعتذر لكل نساء العالَم على فعلته بهن الذكوريةُ المنتفخةُ.
كأستاذ، أعتذر لكل تلامذة العالَم كل ما فعله فيهم زملائي الذين لا يفهمون أن تلامذتهم لا يفهمون.
كمسالم على طريقة غاندي، أعتذرُ لكل ضحايا عنف الاستعمار وفي نفس الوقت أعتذر أيضًا لكل ضحايا المقاومة المسلحة. كيف نفرّق إنسانيا بين الضحايا المدنيين الأبرياء الذين قضوا ظلما تحت إرهاب الأول أو إرهاب الثاني؟ لا وجودَ لعنفٍ ثوريٍّ! العنفُ رجعيٌّ أو لا يكون! وذلك لسبب بسيط فهو الذي أرجعَ الإنسانية إلى مستوى الحيوانية حيث يسيطر العنف الفطري الضروري لديمومة النوع.
كمواطن العالَم، أعتذرُ لكل المواطنين في العالَم غير الغربي على ما فعله فيهم، وما يزال يفعله فيهم حتى اليوم، إخوانُهم في الإنسانية المواطنون المتنفِّذون في العالَم الغربي.
كديمقراطي، أعتذرُ لكل الشعوب على ما فعلته فيهم الأنظمةُ الديكتاتوريةُ اليمينيةُ واليساريةُ.
كمسلم، أعتذرُ لكل المواطنين غير المسلمين على ما فعله فيهم قادتُنا الفاتحون.
كعربي، أعتذرُ لكل المواطنين غير العرب على ما فعله فيهم أجدادي العرب، وأخص بالذكر الضحايا المدنيين الأبرياء من السكان الأصليين في شمال إفريقيا الذين استضافونا على أرضهم مُكرهين أو عن طيب خاطر، ثم أصبحوا في وطنهم الأم وبعد إسلامهم أقلية مهضومة الحقوق عرقيًّا ولغويًّا.
كتونسي، أعتذرُ لكل المواطنين التونسيين على ما فعلاه فيهم نظامُ بورقيبة ونظامُ بن علي طيلة سنوات الجمر الخمسة وخمسين.
كأبيض، أعتذرُ لكل المواطنين السود في العالَم علىِ ما فعله أجدادي البيض بأجدادي السود.
كيساري غير ماركسي، أعتذرُ لكل مواطنيِّ العالَم علىِ ما فعله فيهم الحكامُ الديكتاتوريون الماركسيون اللينينيون الستالينيون الماويون.
كغير منتمٍ لأي حزب، أعتذرُ لكل مواطنيِّ العالَم على كل خطأ ارتكبته في حقهم الأحزابُ الحاكمةُ.
كمعجبٍ بالأنظمة الأسكندنافية الحالية التي استفادت أحسن استفادة من مكتسبات اللبرالية ومكتسبات الاشتراكية في آن، أعتذرُ لكل الشعوب التي حكمتها أو ما زالت تحكمها أنظمةٌ رأسماليةٌ متوحشةٌ أو أنظمةٌ شيوعيةٌ ديكتاتوريةٌ.
كمثقف غير محترف، أعتذرُ لكل إنسانٍ في العالَم فكّر المثقفُ المحترِفُ مكانَه، و أطمحُ إلى يومٍ ينقرض فيه المثقفون المحترِفون من العالَم، فيصبح كل إنسان حر في تفكيره دون وصاية من أحد إلا ضميرِه.
كصديقٍ غير جيِّدٍ، أعتذرُ لكل مَن صادَقَني ثم ندِمَ.

إمضائي
أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 10 نوفمبر 2012.
Haut du formulaire
Bas du formulaire


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire