1. كنتُ أستاذًا مباشرًا أؤمن بحق المدرِّس
في الإضراب عن التدريس في المدرسة من أجل تحسين قدرته الشرائية، واليومُ أصبحتُ ضد
حرمان التلميذ من حق التعلم مهما كانت
الأسباب. ولو تضارَبَ حقي مع حق التلميذ، أفضِّل الانسحاب والتنازل لصالحه. وعلَى
الأستاذ استعمال وسائل نضالية أخرى مشروعة لكن خارج أوقات العمل كالشارة الحمراء أو المظاهرات أو التجمعات
أو الاعتصامات.
2. في سن الشباب كنتُ أؤمن باللائكية
المُقصِية للدين والمُعادية له، واليومُ وبعد الاطلاع على التجارب العلمانية لدى
غير الفرنسيين أصبحتُ أؤمن بالعلمانية غير المُقصِية وغير المُعادية للدين كـعلمانية
بريطانيا.
3. في سن الشباب كنتُ أحمِّل السلطة المركزية
نصيب الأسد في أسباب تخلف مجتمعاتنا العربية، واليومُ وبعد قراءة فلسفة فوكو عن
طريق زميل مختص أصبحتُ أؤمن أن المسؤولية مشتركة بين المواطن (Le micro-pouvoir) والحاكم (Le Pouvoir).
4. في سن الشباب كنت أؤمن بالمقاومة المسلحة لتحرير الأوطان في فيتنام
وفلسطين، واليومُ أصبحتُ أؤمن إيمانًا جازمًا بالمقاومة
السلمية على طريقة غاندي ومانديلا.
Gandhi : l’ennemi ne trouvera pas
chez moi une résistance physique contre laquelle il peut s’appuyer mais une
résistance de l’âme qui l’aveuglera
5.
في سن الشباب كنت أصفّق لـ"ليلى
خالد" (مناضلة فلسطينية ماركسية من الجبهة الشعبية) عندما تخطف طائرة وترهِب
وتروِّع ركابها المدنيين يهودا كانوا أو غير يهود. قبل الثورة كرّمها الاتحاد
الجهوي للشغل ببنعروس، وقف الحضور يحيّونها تصفيقا وبقيت أنا الوحيد جالسا اعتذارًا
واحترامًا لضحاياها المدنيين (غير عسكريين)، يهودا كانوا أو غير يهود.
6.
في سن الشباب كنت أؤمن بنظرية
المؤامرة الامبريالية الغربية، واليوم أصبحت أؤمن بتداخل العوامل الخارجية والداخلية وتفاعلها
مع بعضها، تفاعلٌ انبثق من رحمه تخلفنا.
7.
في سن الشباب كنت أقدِّس العلمَ
وأنزِّهه عن الذاتية وأصفه بالحياد والموضوعية، واليومُ وبعد دراسة الإبستمولوجيا
(معرفة المعرفة أو نقد المعرفة) أصبحت أعِي أن العلمَ منحازٌ لمموّليه.
8.
في سن الشباب كنت أعتقد أن
الجينات وحدها (L`ADN) مسؤولة
عن الذكاء وأن هذا الأخير وراثي مائة بالمائة، و اليومُ وبعد دراسة إبستمولوجيا
تعليم البيولوجيا (La Didactique de la biologie)
أصبحتُ أرى عبر نظارة "ما بعد الوراثي" (L`Épigenèse) ما لم أكن أراه عبر نظارة "كل شيء وراثي"
(Le Tout-Génétique)، أصبحتُ
أرى أن الذكاء صفة ذهنية وراثية مائة بالمائة وفي نفس الوقت مكتسبة مائة بالمائة.
9.
في سن الشباب كنت أعتقد أن الماركسية
تُجيب على كل التساؤلات، واليوم وبعد أن تخليت إراديا عنها، عرفتُ أنه لا يمكن
لنظرية أو ديانة واحدة أن تجيب على كل التساؤلات الوجودية للإنسان المفكر الحر.
10.
في سن الشباب كنت أعتقد أن كل تصورات
الآخرين خاطئة (Les Représentations ou les
Conceptions)، واليوم راجعتُ نفسي فاكتشفت أن
جل تصوراتي أنا هي الخاطئةُ.
إمضائي المحيّن:
قال الشاعر الشيوعي
التركي العظيم ناظم حكمت: "أنا الذي أحمل في رسغي الطوق الحديدي، وكأنه سوار
من ذهب، وأتطلع إلى حبل المشنقة، دون أن يهتز جفنه، هل يهتز لتهديدك نعلي؟".
قال علي حرب: "الحقيقة أن الفلسفة لا تعدو
كونها تجربة إنسانية فريدة، تحقيقا لحلم شخصي"
"الإنسان لا يقع خارج التاريخ بل داخله. ولا يتعالى عليه بل ينخرط فيه. من هنا قلما تصح النبوءات والتكهنات".
"الإنسان لا يقع خارج التاريخ بل داخله. ولا يتعالى عليه بل ينخرط فيه. من هنا قلما تصح النبوءات والتكهنات".
قال جان بول سارتر: "يجب أن لا نشعر بالخجل عندما نطلب
القمر".
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس
أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن لا
أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم د. محمد كشكار: "يطلب الداعية
السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -واقتداء بالمنهج
العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد
المفيد"، "لا أقصد
فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى مقاربةٍ أخرى"،
"على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من
فكرك. فإن كانت غير إيديولوجيته شجعك وشكرك. وإن كانت إيديولوجيته تجاهلك
واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج
السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن
يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ محصَّنٌ من
الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى"، "أنا
الذي أحمل في رأسي نقدٌ دائمٌ للسائد القائم، وكأنه مرضٌ مزمِنٌ، وأتطلع إلى
مواجهة الحجة بالحجة، دون أن يتهافت عقلي فهل تعتقد أن يهتز لعُنفك اللفظي
نَقدي؟".
أؤكد ما قلت صادقا مع
نفسي وليس عن تواضع مبطّن بالغرور، ولا عن مَسكنة يُراد بها استجداء العطف، إنما
لأنني أعي جيدا أن اختصاصي العلمي يبقى بطبيعته ناقصا محدودا واختزاليا.
.
معنى كلمة "كشكار": "كشكار دائم ولا علامة مقطوعة" (مَثل متداوَل في مصر منذ سبعة قرون). تفسيره: الكشكار هو الدقيق الخشن الذي يقدر على شرائه الفقراء، والعلامة هي الدقيق
المكرَّر الذي لا يقدر على شرائه الفقراء. يشرِّفني أن تكون مقالاتي الفيسبوكية
غذاءً فكريّا في متناول الفقراء.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 13 نوفمبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire