شهادة الكفاءة للأستاذية في التعليم
الإعدادي (CAPES
1er C،
عامين جامعة دون الحصول على شهادة الباكلوريا، مدرسة الترشيح العليا للتعليم التقني بتونس ENSET، سنة 1974، بملاحظة متوسط)، باكلوريا علوم جزائرية (سنة 1980، بملاحظة متوسط)، سنة أولى فلسفة بالمراسلة (جامعة رينس بفرنسا، سنة 1982)،الأستاذية في علوم الحياة والأرض (جامعة تونس، سنة 1993 بملاحظة حسن)، ديبلوم الدراسات المعمقة في تعلمية البيولوجيا (جامعة تونس وجامعة كلود برنار بفرنسا، سنة 2000، بملاحظة حسن جدا)، دكتورا في تعلمية البيولوجيا تحت إشراف الجامعين السابقتين (سنة 2007، بملاحظة مشرّف جدا، UCBL1).
عامين جامعة دون الحصول على شهادة الباكلوريا، مدرسة الترشيح العليا للتعليم التقني بتونس ENSET، سنة 1974، بملاحظة متوسط)، باكلوريا علوم جزائرية (سنة 1980، بملاحظة متوسط)، سنة أولى فلسفة بالمراسلة (جامعة رينس بفرنسا، سنة 1982)،الأستاذية في علوم الحياة والأرض (جامعة تونس، سنة 1993 بملاحظة حسن)، ديبلوم الدراسات المعمقة في تعلمية البيولوجيا (جامعة تونس وجامعة كلود برنار بفرنسا، سنة 2000، بملاحظة حسن جدا)، دكتورا في تعلمية البيولوجيا تحت إشراف الجامعين السابقتين (سنة 2007، بملاحظة مشرّف جدا، UCBL1).
مواطن عالمي، من أصل تونسي، يساري من
نوع خاص ونادر، عَلماني غير ملحد، كالش غير نباتي، متخصص في تعلمية البيولوجيا،
معارض سلمي ومستقل للنظام العالمي الجديد. أنتمي إلى العديد من المجموعات
المختلفة، بطريقة أو بأخرى، كل من هذه المجموعات يمكن أن تمنحني هُوية يُحتمل أنها
مهمة بالفعل، وعند الذهاب إلى منتدى لإلقاء محاضرة فإن هويتي العلمية ربما تكون
أكثر أهمية إلى حد ما من هويتي السياسية.
معارضتي للنظام العالمي الجديد هي
تعبير عن استياء يتخطى الحدود، تعبيرٌ يندرج داخل ظاهرة عالمية تسمى "مناهضة
العولمة الامبريالية"، تعبيرٌ ينطوي على أخلاقيات إنسانية.
إحساسي بهوية عالمية تتجاوز كثيرا
حدود القومية والثقافة المحلية والجماعة العرقية والدين والجنسية والانتماء
الجغرافي.
أتحدى ما أراه أنه ظلم يفرّق بين سكان
العالم.
أمضي مقالاتي دائما بصفة مواطن العالم لأنني بالفعل
أحمل بطاقة تعريف مواطن العالم عدد 185608 الصادرة في 30/11/2007 بباريس من التسجيل الدولي لمواطني العالم لكنني لم
أجدد اشتراكي بالعملة الصعبة.
أمميّتي، احتلت مني الشرايين
والخلايا. هذه البطاقة هي بمثابة
اعتراف علني بواجب مدني عالمي نحو الإنسانية دون تمييز جنسي أو عرقي أو قومي أو
ديني أو حضاري، وهي صرخة أممية
أخلاقية في وجه النظام العالمي الجديد الظالم الذي أصبح عبثيا ولامعقولا، صرخة ضد الأنظمة
الرأسمالية الدموية المتوحشة ومأجوريهم
حكّام الأنظمة الدكتاتورية الوسيطة مهما تنوعت إيديولوجياتهم أو جنسياتهم أو دياناتهم
أو جمهورياتهم أو مملكاتهم أو جملوكاتهم.
أرى
أن عالميتي تكمّل وتجمّل
ولا تتعارض مع انتمائي لبلدي الحبيب تونس ولا تتناقض مع انتسابي الموروث والمكتسب لهويتي
الأمازيغية-العربية-الإسلامية.
أحتل موقعا فكريا وسطا بين التيار
العلماني الراديكالي وبين تيار الإسلام الراديكالي. أعارض الغلو العلماني بقدر ما
أعارض السلفية المتزمتة. أرى أن العلمانيين المنبتّين يقومون بمحاولة يائسة لإلغاء
دور الهوية الدينية والثقافية في حياة مجتمعاتنا الأمازيغية-العربية-الإسلامية وفي
تحديد خصوصية مساراتها نحو الحداثة. كما أرى أن الإسلاميين السلفيين يقومون بدورٍ رجعيٍّ يتمثل في محاولة
يائسة لسلخ مجتمعاتنا من حاضرها والعودة بها إلى فكر ونماذج عصر السلف الصالح.
أشارك عددا
لا يستهان به من المثقفين المسلمين الذين يتبنون "الاتجاه العَلماني"
ويؤمنون بأن على الإنسان في العالم الحديث أن يهتدي في كثير من مجالات العمل
والحياة بالأطر الدنيوية أي العَلمانية.
أقرّ أن لا
وجود لتناقض بين الدعوة لهذا الاتجاه العَلماني الجديد وبين إيماني الشخصي
بالإسلام، فأنا أفصل مجال الدين عن مجال العلم وفي نفس الوقت أختلف مع عدد كبير من العَلمانيين الذين لا يعنيهم
الدين في شيء، أو الذين يرفضونه وينكرونه تماما.
أعترف أن مقالاتي لا تعبر إلا عن أحلام في هذا الزمن الردئ، لكنني أومن إيمانا عميقا أنها قد تتحقق في زمن أفضل. أنا لم أقل ولم أدّع يومًا أنني قادر على تنفيذ
ما ورد فيها من أفكار، ولا أريد تنفيذها بمفردي بل هي مجرد اجتهاد فردي، هي فكرة
ذاتية نظرية وأؤكد أنها نظرية
للمرة الألف، اجتهادٌ لا يُلزم أحدًا غير قائلها، عبدُكم الفقير البسيط النكرة.
التطبيق يا سادتي يا كرام، يا قرائي الأعزاء، التطبيق يلزمه سلطة مادية ومعنوية
واستشارة المجموعة المعنية وموافقة كل الأطراف المتشابكة، موافقةٌ لن تكون يوما في
حوزتي. أنا حر أكتب لنفسي ما أشاء وفي أي موضوع أشاء والفضل يرجع
للـ"فيسبوك"، هذه المساحة الحرة التي متعتنا بها التكنولوجيا الحديثة،
أحلم بما أريد وحسب ما أريد، لا رقابة لأحد على أفكاري وأظن أنني لم أجبر أحدا على
قراءة ما أكتب.
مواقفي
الفكرية التي تبدو لكم الجريئة والتي لا أراها كذلك، وحتى لو كانت كذلك فهي لا تلزم أحدا غيري. أيها القراء الأحباء
المشاكسون، وقبل مهاجمتي بعنف لفظي لا مبرر له و قبل أن تنزّلوني المنزلة التي لا
أستحق، أرجوكم اقرؤوا ما كتبت بتأنّ وتمعّن، ضعوه في إطاره الفكري الجدلي البشري
الافتراضي القابل للتفنيد ولا تلبسوني جبة أوسع من قياسي، فأنا مواطن بسيط حر
ومستقل، لا أنتمي إلى أي حزب ولا جمعية ولا أمثل أو أقود تيارا فكريا ولست كاتبا
أو مفكرا كبيرا أو حتى متوسطًا، أنا لست داعية
سياسي ولا فكري ولا إيديولوجي ولا يهمّني إذا اقتنع بآرائي مائة أو ألف، أنا شخصية فكرية
محدودة المساحة والإمكانيات المادية، لا حول ولا قوة لي إلا بالله سبحانه وتعالى،
لا منبر لي ولا هدفَ محدّدًا سلفا سوى المشاركة في النهوض بحال هذه الأمة، أمتي
العربية الإسلامية التي لا أنكر ولا أتنصل من انتمائي إليها، أنا مفكر أعيش على
هامش المجتمع كجل المثقفين المستقلين الأحرار،
فرجاء وجّهوا أسلحتكم الإيديولوجية أو الدينية إلى أعدائكم الحقيقيين
المتأدلجين ولا تخطئوا الهدف فتذهب
مجهوداتكم في غير موضعها هباء منثورا.
أنا عندي قلق الكاتب حول
أهمية ما يكتب لكن لا يضيرني إن قرأني واحد أو ألف لأنني لست
داعية ولا أرغب ولا أستطيع أن أقود قطيعا مواليا أو معارضا. أعمل للمساهمة في
انقراض المثقف الذي يفكر لغيره ليصبح كل الناس مفكرين لأنفسهم. أنا "رئيس
جمهورية نفسي"، لا أحتاج لتكتيك أو إستراتيجية، أكتب لنفسي أوّلا وأخيرا، أكتب
بهدف تقصير زمن انتظار الموت بالمتعة الفكرية كما قصّر أبو نواس انتظاره بالسكر
والمجون.
يُخَيَّلُ لي أنني أتحلى بالشجاعة الفكرية
وقد أورِدُ أحيانا بعض الاجتهادات الدينية الشخصية البسيطة والمحدودة التي اكتسبتُها
من التخمة الثقافية الإسلامية السمعية البصرية ومن الكتب الإسلامية الكلاسيكية رغم
وعيي الكامل بحدود إمكانياتي في الاجتهاد لعدم إلمامي بشروطه من تفقه في الدين
واللغة والتاريخ. قرأت القرآن وتفسير الجلالين
وصحيحي مسلم و البخاري وظلال القرآن لسيد قطب وشهادة الحق لأبي الأعلى
المودودي ونظرات في القرآن للإمام الشهيد حسن البنا وكل أدبيات الإخوان المسلمين
وقرأت لعبد المجيد الشرفي وهشام جعيط وآمال ڤرامي وأبو يعرب المرزوقي و محمد
أركون وهاشم صالح و فرج فودة و الشريف فرجاني وفرانسوا بورڤا وأوليفيه روا وآلان
ڤريش ومالك شبيل واستمعت على اليوتوب إلى محاضرات ميشيل أونفري وميشيل سارّ وجان دِيدْيي فانسان وهنري أتلان وطارق رمضان وفي تلفزة جزائر الثمانينيات استمعت للإمام الغزالي ومداولات المؤتمرات
الإسلامية و تابعت دروس القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة وأنام
كل ليلة على تلاوة القرآن الكريم في إذاعة الزيتونة التونسية. نشأت و تربيت في
بيئة إسلامية سليمة ومتسامحة في قرية جمنة بالجنوب الغربي التونسي، هذا عدى
قراءاتي العلمانية المتعددة للماركسية والقومية والوجودية وغيرها من الإيديولوجيات
والأدب العربي والفرنسي والعالمي، بالتوازي مع ثقافة علمية أعتبرها ناقصة حتى وإن
نلتُ فيها أعلى درجات العلم و التحصيل الإشهادي من أحسن الجامعات الفرنسية
والتونسية. زادي الوحيد هو الصدق في النية والأمانة في الكتابة والنقل والترجمة
والنشر. لا أتوجّس خيفة من أحد لأنني لم أهدَّد أبدا في حياتي من السلطة التونسية
بعهدها القديم والجديد و لا من الاتجاه الإسلامي (الذي لي فيه سابقا وحاضرا أصدقاء
كثر شيبًا وشبابًا، لم يفسد الاختلاف الفكري العميق بيني وبينهم للود قضية)، ولا
من جلسائي في المقهى، ولا من أصدقائي المسلمين الممارسين لدينهم فعلا وقولا. آرائي
و اجتهاداتي لم تُقابَل بالاستهجان بل قوبِلت بالاستحسان مع تشبث كل واحد منا
بفكره ما دام حرا مستقلا ليس مرتزقا أو متملقا للسلطة التنفيذية ولا للسلطة
الدينية.
"من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم
يُصِبْ
فله أجر واحد" (حديث شريف)، أنا أكتفي بأجر واحد وأعتمد على حِلمكم وسِعة
صدوركم وقبولكم للآخر وأخذِكم بيد مجتهدٍ صادقٍ لكن غير مختصٍّ، فإن فاتتني أشياء
أو فتنتني أخرى وأخطأت دون إضمار الإساءة والتشويه لأمتي وشعبي وعائلتي الضيقة
والموسّعة وأصدقائي المسلمين وغير المسلمين ومسقط رأسي جمنة وبلدي تونس وحضارتي
العربية الإسلامية وعالميتي غير الإيديولوجية. إذا أخطأتُ فقوّموني وأصلحوني بالتي
هي أحسن يا أولي الألباب وأصحاب الاختصاص ولا تناصبوني العداء ولا تجعلوني من خصومكم
فأنا منكم وإليكم، شئتم أم أبيتم.
الرسالة المحمدية ليست ملكا لأحد فهي موجهة
للعالمين مسلمين وغير مسلمين، والعلاقة الروحانية في الإسلام، علاقةٌ سرية وخاصة
وعمودية مباشرة بين المخلوق وخالقه ولا أحدَ يستطيع أن يهديَ أحدًا أو يُضِلَّ
أحدًا، فحتى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لم يبلغ هذه المرتبة الربانية العليا التي خصّ الله بها
نفسَه فقط. لا يملك أي إنسان، مهما بلغ من العلم والتقوى، حقَّ تكفيرَ غيره أو
الحكم على نواياه، وعليه الاكتفاء بما ظهر منها من صدق في القول وإخلاص في العمل.
لا أعادي ولا أخادع ولا أنافق ولا أجامل أحدا
من العالمين لأنني أحمل كل الحب لكل العالمين فما بالك بأهلي وعشيرتي وقوميتي
وانتمائي المتجذر في وطني المتفرع والمنفتح على كل ثقافات العالم غير المعزولة عن
بعضها البعض ولو كره الجاهلون.
حديث: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، أترجمها بلغة العصر: "كن علمانيا مائة
بالمائة وروحانيا مائة بالمائة" (كلمة روحانيا، أعني بها عالمي الخاص جدا
الذي لا يحق لأحد التجسّس عليه)، علمانيا بفتح العين، يعني انشغِل بمشاكل هذا
العالم المادي المحسوس الذي لا نكاد نلمسه أو نراه في كل الخطب الرنانة لجمهرة
الدعاة الإسلاميين وما أكثرهم على الفضائيات العربية. لم أسمع ولو واحدا منهم فقط يتكلم عن النقابة وحقوق العمال أو عن البطالة
والفقر والجهل وتخلف التعليم العربي والإسلامي وغياب الضمان الصحي وغياب التداول
على السلطة وتهميش حرية التعبير واحتكار حرية الصحافة من قِبل أصحاب المال، وشطحات
التمديد والتوريث، وممارسة التعذيب الفردي أو الممنهج، ومواصلة القمع البوليسي، واستعمال
قانون الطوارئ، والتبعيات الغذائية
والثقافية والصحية والعسكرية في عالمنا العربي، وإطالة حصار غزة عربيًّا
وإسرائيليًّا، وتأبيد الرقابة على ما يُنشر في النت، وغيرها من المشاكل اليومية
التي يعاني منها المواطن العربي المسلم.
أنا مجرد مدرس تونسي من بين 120 ألف
مدرس.
أنا لست داعية، لا فكريا ولا سياسيا، لست معلما ولا واعظا، لكن لا أقبل أي رقيبٍ على
أفكاري مهما بدت للقراء طوباوية، اتركوها وشأنها إن لم تعجبكم، أو ردوا عليها بمقال
جيد وأعطونا وجهة نظر معاكسة لوجهة نظري التي لا تروق لبعضكم وهذا من حقكم، لكن
ليس من حقكم التحقير والاستخفاف بما يكتبه غيركم وكأنكم أنتم الوحيدون على صواب
وكل الآخرين على خطأ.
أنا مواطن فقير بسيط عادي منعزل
ومعزول قصدا من قِبل اليسار واليمين بسبب نقدي للاثنين معا. لا أنتمي لأي حزب ولا
أومن بأي إيديولوجية يسارية كانت أو يمينية لكن أومن بالمُثل العليا، سماوية
المصدر كانت أو إنسانية الإبداع، لا حول لي و لا قوة إلا بالله والشعب والفكر والثقافة
الإنسانية والعلم والتكنولوجيا وليس لي أي وزنٍ أو تأثيرٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ
على الأحداث اليومية المعاصرة. أمارس النقد الفكري والسياسي والاجتماعي والعلمي
والثقافي، أمارسه كهواية أدبية دون اختصاص في هذا المجال الواسع ولا أملك بدائل
جاهزة لِما أنقد لأن النقد مؤسسة قائمة بذاتها وغنية بما تقدّمه للمبدعين، كل في
مجاله. أرى أن البديلَ ينبثق انبثاقا من صنع وتفاعل أصحاب المشكلة فيما بينهم وأهل
مكة أدرى بشعابها .
خاتمة: أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي
بعضُه!
و"إذا كانت
كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من
قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا، واقتداء بالمنهج العلمي، أرجو من قرائي
الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة
والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى
كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire