المصدر: كتابي "جمنة وفخ العولمة"، طبعة حرة، 2016،
224 صفحة (ص. 11).
ملاحظة: كتابٌ ألّفته تطوعًا لفائدة "جمعية حماية
واحات جمنة" وهي التي دفعت مصارف الطباعة (3400 د). صدر في ألف نسخة: 900
نسخة أخذتْها الجمعية دون مقابل وَوَزّعتْها مجاناً على مساندي قضية جمنة في كامل
أنحاء الجمهورية، و100 نسخة أخذتُها أنا وَوَزّعتُها بمعرفتي.
النص:
لماذا أكتب ؟
إيمانًا
منّي بحرية المعتقد والضمير فإن كل ما كتبته وما سأكتبه إن شاء الله هو تعبيرٌ
نابعٌ من نفسٍ حائرةٍ تطمح إلى الجديدِ المفيدِ وغير المفيدِ أو تحاول أن تتجنب كل
تقليدٍ بليدٍ، فأنا لا أكتب إلا لأنسيها مرارة انتظار الساعة، ولا أكتب إلا ما
أعتقده صدقا خطأ كان أو صوابَا، ولذلك تأتي كتاباتي مرآة نقية تعكس شخصية مضطربة
اضطراب عصرها، شخصية تأبى أن تتقيد بقيود الماضي أو الحاضر أو أن تلبس حُلّةً غير
حُلّتِها.
"الكاتب ليشتنبارغ وصف كتابات
يعقوب بوهام بأنها نوع من رميٍ للكلمات وترك القاريء يضع لها المعاني" (في
كتاب محمد المزوغي "نيتشه والفلسفة"، 2010).
أما
أنا فأرمي الإشكاليات وأترك القاريء يبحث لها عن أجوبة. أحدد الخورَ وأترك القاريء
يجد له بديلاً. أطرح وجهة نظري ولا أهدف من ورائها إلى إقناع القاريء بالحججِ
والبراهينَ وليست لي الرغبة بتاتاً في السطو على وجهة نظره. أكتب لنفسي وأترك
القاريء يقرأ لنفسه والأفضل ما سأقوله على لسان نجيب محفوظ (1994): "أكتب لجمهور مَّا من خلال إرضاء ذاتي أولا، لا
سعيًا للجمهور بأي ثمن وأقدم خير ما عندي بخير ما أملك من قُدرة وإتقان...
فالجمهور هو الذي يعطي شهادة وجود للكاتب، وهو الذي يحدد قيمته"، وفي هذا
الكتاب بالذات أكتب عن طفولتي في مسقط رأسي جمنة (وتحديدا أحكي على شخوص عاشت معي
في الخمسينيات في زنڤة حادة في حي الحمادة، ينتمون إلى عائلات ثمانية بالضبط)
وأترك القاريء يتخيل طفولته في مسقط رأسه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire