رأي شخصي: يبدو لي أن كرامة
الأستاذ عالية جدًّا فلا خوف عليها إذن من تجاوزات التلميذ مهما بلغت.
À mes yeux, un professeur ne peut être lésé par son élève.
أعي جيدا أن
زملائي المدرسين (ابتدائي وإعدادي وثانوي وعال) يتعرضون أيضا إلى ظاهرة العنف
اليومي من قِبل بعض التلامذة أو الطلبة أو بعض الأولياء، لكنني اقتصرتُ اليوم
منهجيا على تناوُلِ ظاهرة تعنيف التلامذة من قبل المدرسين:
أولا العنف لا يُعالج بالعنف والخطأ لا يُصلح
بخطأ أفظع منه.
ثانيا يبدو لي أن التجاء المدرس لتعنيف
التلميذ هو أكبر دليل على فشله البيداغوجي في تبليغ رسالته. وفاقدُ الشيء لا يعطيه
في هذه الحالة، أعني أن المدرّس لم يدرُس جامعيا البيداغوجيا (كيفية التدريس) ولا
التعلمية (كيفية تقبّل المعرفة من قبل التلميذ) ولا أعتبر الندوات البيداغوجية
التكوينية في مراكز التكوين الجهوية تحت إشراف المتفقدين كافية لأن المتفقد نفسه
لم يدرُس جامعيا البيداغوجيا ولا التعلمية ولا علم التقييم ولا علم نفس الطفل ولا
علم التواصل ويصح على المتفقد ما يصح على المدرس: "فاقد الشيء لا يعطيه" باستثناء المتفقدين خريجي معهد قرطاج. ماذا بقي إذن للمدرّس غير المجتهد ذاتيا ؟ بقي له -للأسف
الشديد- سلاح العنف، سلاح الضعفاء لكي "يسيطر" على قسمه.
ثالثا، هذا الموقف التي اتخذته من ظاهرة
تعنيف التلميذ من قِبل المدرس، لا يعني البتة أن المدرس لا يخطئ وأنا أقر بأنني
أخطأت عديد المرات لكن هذا لا يمنعني من تدارك نفسي ومحاولة إصلاح أخطائي ولا
يمنعني أيضا من إدانة ظاهرة تعنيف التلميذ من قِبل المدرس (أدين أيضاً تعنيف
المدرس من قِبل التلامذة أو الأولياء) إدانة شديدة لأنها تتنافى مع قداسة الحرمة
الجسدية للإنسان ( وخاصة الطفل لأنه يمثل الحلقة الأضعف بدنيا وذهنيا).
يرد بعض المدرسين مبرّرين العنف بقولهم:
وكيف نسيطر على قسم فيه ثلاثون عفريتا ؟ من طبيعة التلميذ أن يشوّش لكن من غير
الطبيعي أن نعاقبه بالضرب.
ما هي الحلول المطروحة للسيطرة التربوية على
القسم ؟
-
المدرس
ليس مُطالبا بالسيطرة على القسم كما يَفهم السيطرة بعض المربين.
-
قبل
البحث عن الحلول والبدائل، علينا تجريم العنف وتحريمه بكل وضوح وهذا ما كنت أقوله
لبعض زملائي الذين يبدءون بتعنيف التلميذ وعندما يردّ التلميذ عنفا بعنف، يقدمون
فيه تقريرا مطالبين بتأديبه: "يا زميلي العزيز، لو بدأت بالاعتداء على تلميذ،
يسقط حقك في تأديبه حتى لو رد عنفك بعنف مثله أو أشنع منه، بل يصبح من واجبك
الاعتذار للتلميذ والولي وللأسرة التربوية عموما، وعليك أن تخفض لهم جميعا جناح
الذل من الرحمة فلعلك تستفيد من خطئك ولا تعود إليه البتة".
المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك
وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حرة، 2017 ، 488 صفحة (ص.ص. 92-93).
إلى المنشغلين والمنشغلات
بمضامين التعليم:
نسخة
مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط
التسلم في مقهى الشيحي أو نسخة رقمية لمَن يرغب
فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire