vendredi 19 février 2021

سلوكيات بيداغوجية بسيطة ساعدتني كثيرا في التدريس. مواطن العالم

 


ملاحظة: لقد سبق لي ونقدتُ أدائي كمدرس في مقالات تربوية سابقة واليوم أعرض على زملائي الجدد بعض السلوكيات البيداغوجية البسيطة التي ساعدتني كثيرا في التدريس (خاصة في السنوات 1992-2011 التي قضيتها بمعهد برج السدرية).

1.    كنتُ أدرّس في مخبر مجهز بعشرة حواسيب وسبورة خضراء بالطباشير وأخرى بيضاء بالقلم الجاف (Tableau magique). ردًّا على ادعاءات بعض الزملاء: لم أحتكر هذه القاعة لنفسي وهل أقدر حتى ولو أردتُ ؟ مخبر العلوم الأول والوحيد والأخير -على حد علمي- في الجمهورية التونسية، وفره لي وزير التربية السابق منصر رويسي سنة 2002 وحكايتي معه تجدونها مفصّلة على صفحات هذا الكتاب.

2.    هذه القاعة-المخبر كانت نوافذها البلورية مطلية باللون الأزرق لحجب الرؤية عن الساحة المجاورة مما قد يساعد التلاميذ على التركيز في الدرس.

3.    كنتُ أفتح هذه القاعة بالمفتاح وكنتُ أول مَن يدخلها وآخر مَن يغادرها ثم أغلقها بالمفتاح ولذلك كانت أنظف قاعة بالمعهد.

4.    كنت دومًا أحمل في محفظتي الطلاسة والطباشير والأقلام اللبدية (stylos-feutres) ومنديلا أمسح به الكرسي والمكتب ولم أبعث يومًا تلميذًا يفتش على أدوات عملي في الإدارة أو قاعة الأساتذة.

5.    بعد راحة العاشرة صباحًا أو راحة الرابعة مساءً، كنت دومًا ألتحق بقاعتي دون تأخير، أنا وبعض الزملاء.

6.    كنت أستاذا جديًّا، والطبع غلاّب، وهذا لا يُعتبرُ شكرًا عند لدى مَن يفقه البيداغوجيا الحديثة.

7.    كنت لا أطالب بمثول التلميذ المخطئ في حقي أمام مجلس التأديب. وقعتُ في المحظور مرة واحدة وهي التالية: تلميذ سب الجلالة في قاعة الدرس ثم غادر مقعده ورفع كرسيّا في وجهي وكاد أن يضربني به لولا تدخل زملائه الذين أخرجوه من القاعة. ذنبي أنني طلبتُ منه غلق النافذة لتجنب الضوضاء السائدة في الساحة أيام الثورة فلم يستجب. قلتُ له: "هذا سلوك متخلف". رُفِتَ نهائيا من المعهد والتحق بمعهد حمام الأنف القريب من معهدنا.

8.    كنت لا أسْنِدُ صفرا لأي تلميذ. كنت أعاقب مرتكب عملية الغش بإسناد عدد واحد على عشرين ولم أكتب يومًا تقريرًا في تلميذٍ غشّاشٍ اقتناعًا مني بأن للغش حلول علمية ليست تأديبية.

9.    كنت لا أدخّن ولا أستعمل جوّالي أثناء الدرس وأطالب تلاميذي بنفس السلوك. أمنحهم خمس دقائق راحة غير رسمية في التاسعة لكي يهاتفوا مَن يشاءوا أو يأكلو ما يشاؤوا أو يذهبوا إلى دورة المياه إن شاؤوا.

10.                       كل هذه السلوكيات البسيطة أتت أُكْلَهَا مع جل تلامذتي و ساعدتني كثيرا في التدريس.

المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حرة، 2017 ، 488 صفحة (ص.ص. 62-64).

 

إلى المنشغلين والمنشغلات بمضامين التعليم:

نسخة مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط التسلم في مقهى الشيحي.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire