المثقف
عند سارتر هو شخصٌ يعيش على هامش المجتمع ويدّعي أنه يفكر للآخرين وقد تنبّأ
بانقراضه في القرن 21. جاء الفيسبوك فأكّد نبوءَته.
المثقف
عندي هو شخصٌ (désintéressé) أو لا يكون، أي
لا يخدم أجندة على حساب أخرى، ولا يدّعي أنه جاء ليثقف الآخرين بل يتعلم من تجاربهم.
المثقف-désintéressé-عندي، مَثَلُه كمثل مَن يعشق امرأة
مستحيلة المنال، يضحّي من أجل إرضائها بجد وإخلاص دون طمع منها في جزاء أو شكور.
المثقف-désintéressé-عندي، هو الذي يعتبر غير المثقفين
مشاريع مثقفين (en puissance) ويحسن الظن
بهم ويخاطبهم كمثقفين ولا ييأس منهم.
المثقف-désintéressé-عندي، هو الذي لا يرد على الشتيمة
بشتيمة بل يرد في الفيسبوك بالبلوكاج تجنبا للعنف اللفظي إلا في حالات استثنائية.
المثقف-désintéressé-عندي هو الذي يحرص على عدم المساس
بشعور محاوره دون التخلي عن جوهر الخلاف العلمي. المثقف يجامل والعلم لا يجاملُ.
المثقف هو الذي يعرف أن لا وجود لفكرة صائبة 100% وأخرى خاطئة 100% فلا يطلب من مخالفه التخلي عن
فكرته بل يدعوه إلى اكتشاف أن لفكرته معارضين.
لا
وجود لمثقف عابر للمكان والزمان، هو ابن بيئته أو لا يكون، والمُنبتّ لا يمكن أن
يكون مثقفًا. هو كالطبيب العام يفهم في كل الأمراض.
المثقفون صنفان، الكبار (معلوف، النقاش، أونفري، إلخ)
والصغار، منتجون ومستهلكون، مَن يرَونَ بـ"جومال" ومَن يرَونَ بعيونِ
مَن يَرونَ !
إمضائي: "إذا فهمتَ
كل شيء، فهذا يعني أنهم
لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 ديسمبر 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire