vendredi 12 octobre 2018

الأضاحي الثلاثةُ في الميثولوجيا اليهوديةِ-المسيحيةِ؟ محاضرة للفيلسوف الفرنسي ميشيل سارّ، ترجمة مواطن العالَم



الأضْحِيَةُ الأولَى: عَزَمَ إبراهيمَ على التضحيةِ بابنِه طاعةً وتقرُّبًا لربِّهِ، فأنزلَ عليهِ الربُّ كبشًا من السماءْ لابنِه إسحاقَ فداءْ. العبرةُ: ومنذ حدوثِ تلكَ المعجزِةِ، أمسَى الحيوانُ قربانْ وحُرّمَ قتلُ الإنسانْ.

الأضْحِيَةُ الثانيةُ: هبّتْ على السفينةِ عاصفةٌ بحريةٌ هوجاءَ، سفينةٍ يركبُها يونسَ، فالتفت هذا الأخيرُ لمرافقيه وقال: "أنا السبَبُ، أنا المذنِبُ، ارمونِي في البحرِ ولَسَوفَ تَهدَأ العاصفةُ ومِن الموتِ غَرَقًا سوفَ تَنجَوْنَ جميعًا". وفورًا في اليمِّ رَمَوْهُ، فهدأتِ العاصفةُ وفعلاً جميعًا نَجَوْا، لكنهم ندِموا على فعلتِهم الشنيعةِ الناتجةِ عن فرطِ أنانيتِهم وقالوا: "يا لِخيبتِنا، رَمَيْنا في اللُّجِّ أفضلَنا. كيفَ نَرمِي فيه مَن يعلمُ الغيبَ ومن تستجيبُ له السماءْ؟" أما سيدُنا يونسَ فله ربٌّ يرعاهُ، سَخَّرَ له حوتٌ عظيمٌ، في العمقِ بَلَعَهُ وعلى الشاطئ سليمًا تقيّأهُ. العبرةُ: نَجَا الإنسانْ ونَجَا الحيوانْ.

الأضْحِيَةُ الثالثةُ والأخيرةُ: صُلِبَ المسيحُ فداءً للبشريةِ جمعاءَ، وأصبحنا نتقرّبُ إلى الربّ بالتضحيةِ بروحه الخالِدةِ وأصبحَ لحمُه خبزًا ودمُه شرابًا.

الموعظة:  لا أضاحِيَ ولا قَرابينَ بعدَ اليومَ، وبِحولِ الربِّ، ربِّ العالَمينَ، أصبحنا في أعيادِنا نباتيّينَ بعد ما كنّا لَحْمِيّينَ!

إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
Aimer, c`est agir. Victor Hugo

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 12 أكتوبر 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire