vendredi 19 octobre 2018

محاكم التفتيش عن نوايا المدرسين: التاريخ يعيدُ نفسه من مصر مبارك إلى مصر مرسي! نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار




تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 16 ماي 2013.

1.     الحكاية الأولى في عهد مبارك:
-         المصدر: برنامج "العاشرة مساء" للمذيعة المتزنة الجميلة الجذابة والإعلامية المحترفة المشهورة منى الشاذلي في القناة الفضائية المصرية "دريم2"  يوم 3 فيفري 2010.
-         القصة: حدثَ في ثانويةٍ بالإسكندرية-مصر: في سنة 2008 وخلال الامتحان طلبَ أستاذُ العربية من تلامذته قراءة النص والإجابة على السؤال:
النص (الكلام منسوب لعمر بن العاص وهو يمدح مصر أمام عمر بن الخطاب): "مصر تربتها غبراء ونيلها مبارك...".
السؤال: مِن بين الكلمات "سيئ, مدنّس, ممحوق"، ماذا تختارُ كمضادٍّ لكلمة مبارك؟
في سنة 2009 وبعد سنة من اجتياز الامتحان وبعد نجاح التلاميذ, قام أحد المتزلفين للنظام وهو زميل من زملاء الأستاذ المذكور أعلاه، وفي نفس الوقت أبُ تلميذةٍ من تلامذة هذا الأخير، قام وادّعى أن ابنته أصيبت بعد هذا الامتحان  بانهيار عصبي لأنها فهمت أن المقصود بكلمة "ممحوق" هو الرئيس حسني مبارك، وكتب في هذا الشأن تقريرا رفعه إلى مدير التربية والتعليم. يا للوطنية والغيرة على رمز الوطن لدى هذه التلميذة ولدى أبيها أيضا،  المفارقة أن الحس الوطني استيقظ فيهما بعد سنة من السبات العميق. اتخذت الإدارة الجهوية للتربية والتعليم المصرية الموقرة الإجراءات التالية في حق هذا المدرس الذي تجاوز مهنته وأساء إلى الرئيس حسني مبارك بالتلميح المغرض: خمسة أيام خصم من المرتب وتنزيل رتبته من مدرس أول في الثانوي إلى مدرس في الإعدادي. نشرتْ الصحافة قضية المدرس المظلوم ووصل الأمر إلى وزير التربية والتعليم المصري فأنصفه ورفع عنه كل العقوبات بعد سنة ونصف تقريبا من وقوعها.
لو كنتُ أنا مكان التلاميذ لأجبتُ بأن مضادات مبارك هي: حرية الصحافة، التداول على السلطة، الديمقراطية، الشفافية، النزاهة في الانتخابات، العدالة الاجتماعية، الصحة والتعليم للجميع، التشغيل، الزيادة في الأجور، عدم التوريث وفترتين رئاسيتين لا ثالثة لهما، الاستثمار في البحث العلمي، معرفة العدو الحقيقي للمصريين أي الجهل والفقر والمرض.

2.     الحكاية الثانية في عهد مرسي:
-         المصدر: برنامج "جملة مفيدة" للمذيعة منى الشاذلي في القناة الفضائية المصرية "آم. بي. سي. مصر"  يوم 16 ماي 2013.
-                     القصة: أحِيلَ موجِّه (متفقد) لغة إنجليزية بالإسكندرية للتحقيق، بسبب سؤال ترجمة فى امتحان الصف الأول الثانوى، كان نصه "فى مملكة الحيوان، لا يستطيع  الخروف أن يكون ملكا". اشتكاه فرع نقابة المعلمين بالجهة (فرعٌ موالٍ للإخوان) متهما إيّاه بالإساءة إلى الخروف، عفوا وربما تكون تهكّما على الرئيس محمد مرسي، فحوّلته الإدارة إلى التحقيق. ومِن حسن حظ الموجِّه المتهم أنه ظَهَرَ في برنامج معز دمرداش المذيع المشهور وروى قصته. وبعد البرنامج مباشرة، هاتفه وزير التربية المصري وطيّبَ خاطره بكلمتين ووعده بإيقاف التحقيق في شأنه فورا.

ملاحظة: لم أكن أعرفُ ما رمزية العلاقة بين مرسي والخروف؟
استنجدتُ بالمحرك العظيم "ڤوڤل" ودون عناءٍ وبواسطة بعض النقراتِ على الفأرة الرقمية السحرية، وجدتُ ضالتي في الأمثال الشعبية المعبّرة الآتية فأغنتني عن مواصلة البحث:
-         مرسي مِينْ يا جاهل ... ده مافيش اخوانجى خروف يستأهل.
-         الخروف المَنسِى محمد مرسِي.
-         أنا مِشْ مرسى يا وليّه ... أنا خروف بِلِيّه.
-         عشان ترسم محمد مرسي ... لازم ترسم خروف.

توضيحٌ: أنا ناقلٌ للخبرْ ولستُ صاحبَ الخبرْ. أنا لا أحترمُ مبارك والسيسي لأن الأول رئيسٌ غير منتخَبْ والثاني رئيسٌ منقلبْ، لكنني أحترمُ مرسي لأنه رئيسٌ منتخَبْ. أختلف مع الثلاثة وأعارضُهم فكريًّا وسلميًّا.

إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
Aimer, c`est agir. Victor Hugo


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire