vendredi 5 octobre 2018

عائلتان جارتان، قمّةٌ في نكرانِ الذاتِ من أجلِ ضمانِ مستقبلِ ابنَيهِما العلميِّ! مواطن العالَم د. محمد كشكار



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 18 ماي 2013.

1.            الجار الأول: قصة واقعية حدثت في عائلة جارٍ زميلٍ، أستاذِ تعليمٍ ثانوي وصديقٍ حميمٍ، وهو الأقربُ إلىّ قلبي وطبقتي الاجتماعية: 
  أعرفه عن قربٍ، زميلٌ وصديقٌ وأبٌ لبنتٍ جميلة وولدين وسيمَين، مناضلٌ اجتماعي متميِّزٌ بحصوله على وسام الشغل، مناضلٌ متوسطُ الحالِ، مناضلٌ صامتٌ محترمٌ، زوجته لا تشتغل إلا في شؤون المنزل. أخذ قرضًا من البنك، وعِوَضَ أن يبني به مسكنا يُكمل فيه سنين عمره المتبقية وهو "امْكَهَّبْ" (مُشرِف) على الستين، خصّص الأب كامل القرض لحاجيات ابنه المرسّم على نفقته بالجامعات الفرنسية وبسبب نفقات الربا البنكي، بقِيَ يسدّد القرضَ بالتقسيط المتعب والمضني على مدى سنوات، متحملا ضنك العيش من أجل أن يتعلم ابنه البكر في أرقى الجامعات الغربية. أليست هذه قمةٌ في نكرانِ الذاتِ و مثالا يُحتذي به في التضحية من أجل مستقبل الأبناء؟ الحمد لله، نجح الابن، أنهى دراسته الجامعية، تخرّج مهندسا في الاتصالات، اشتغل بفرنسا وفي العطلة المدرسية الماضية، أراد تكريم والدَيه فاستضافهما على نفقته في جولة سياحية بفرنسا وأدخل السرور والبهجة والرضا إلى قلبَيْ والدَيه وعوّضهما على تعبِ السنين أحسن وأفضل تعويضٍ وجازاهما على صبرهما أجمل جزاءٍ.

2.     الجار الثاني: قصة واقعية حدثت في عائلة جارٍ زميلٍ، صديقٍ ومدير بوزارة التربية، وهو الأقرب إلىّ فكريا:
أعرفه عن قربٍ، عائلة متوسطة اجتماعيا، عائلة مناضلة ومحترمة، يسودها الود والحب والاحترام والوئام، عائلة متكونة من أربعة أفراد، أبٌ مديرٌ بوزارة التربية، أمٌّ أستاذة تعليم ثانوي، بنتٌ جامعية تحتاج إلى مصاريف كبيرة وشابٌّ طالبٌ بألمانيا. خصص الأب كامل مرتبه لحاجيات ابنه المرسّم على نفقته بالجامعات الألمانية واكتفي هو وباقي العائلة بمرتب زوجته. أليست هذه قمةٌ في نكرانِ الذاتِ لثلاثة أفراد في عائلة متماسكة ومثالا يُحتذي به في التضحية من أجل مستقبل ابنهم؟

خاتمة: أطلب من دولة ما بعد الثورة أن تكون حنونةً وتضحّي من أجل  أبنائها الفقراء اقتداءً بحنانِ العائلتَينِ المثاليتَينِ وحرصِهما على ضمانِ مستقبلِ ابنَيهِما العلميِّ؟

إمضائي
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر ولا أقل، هوايةٌ أمارسها وأستمتع بها، متعةٌ ذهنيةٌ لا تضاهيها أي متعةٍ أخرى في الوجودِ.
تحية دائمة ومتجددة لزملائي المربين: في ألمانيا، المعلمون يتقاضون أعلى مرتّبٍ في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة معهم، ردّت عليهم ميركل: كيف أساويكُم بمن علّموكُم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  والمتعصبة فاقدة للحواس الخمس.
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئٌ ناقدٌ".
"الرجل الذي يقلّم نفسه ليُرضي الآخرينَ، سوف يتلاشى في القريبِ العاجلِ".
Nietzsche: Il faut frapper avec un marteau sur les mythes, non pour les détruire, mais pour les faire résonner car ils sont creux
ما أقصر العمرَ حتى نضيّعه في الهجرِ والجفاءِ بين الأحبةِ والأصدقاءِ!
"أليست ممارسةُ الفكر ضربًا من الانشغالِ بالذاتِ والاشتغالِ عليها وممارستِها؟" علي حرب.
J’essaie en permanence de ne pas me fermer, de lire ce qu’écrivent ceux qui ne sont pas de mon avis. Après cela, je cherche à présenter ce que je considère comme vrai. Si cela ne l’est pas, au moins je l’aurai cru tel. Dr Mohamed Talbi

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire