lundi 9 septembre 2013

فعلها بعض المثقفين النهضاويين فوددت لو فعل مثلها بعض المثقفين اليساريين ؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

فعلها بعض المثقفين  النهضاويين فوددت لو فعل مثلها بعض المثقفين اليساريين ؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية الثلاث: حمام الشط في 18 مارس 2013.

منتدى مقابسات للفكر و التواصل، هو جمعية ثقافية قريبة من حزب حركة النهضة لكنها تعلن أنها مستقلة، يبدو لي أن استقلالها يشبه استقلال مستقلي الجبهة الشعبية. كمحمد كشكار و كيساري غير ماركسي، حضرت ملتقيات المنتدى الثلاثة و كملاحظ شاركت في مؤتمره التأسيسي و في الفقرات الموالية سأعرض عليكم ما لاحظته من مفارقات محمودة.

1.     حفل الافتتاح في  دار الثقافة المغاربية ابن خلدون، يوم 1 سبتمبر 2012 على الساعة الرابعة مساء
حضرت حفل الافتتاح و كانت في البهو مكتبة خاصة تعرض كتبا متعددة و متنوعة المشارب، يغلب عليها الطابع الإسلامي السياسي الأرتدوكسي الكلاسيكي رغم تواجد بعض الكتّاب المتنطعين عن هذا المنهج مثل: شهيد الرأي الحر السوداني، محمود محمد طه (الذي - على ما أذكر -  فصل أو فضّل أو فاضل بين القرآن المكّي و القرآن المدني) و الفيلسوف اللبناني اليساري علي حرب و المفكر الإيراني العظيم علي شريعتي و المفكر اللبناني الشيعي المنفتح محمد حسين فضل الله.

2.     الملتقى الأول في  دار الثقافة المغاربية ابن خلدون، يوم 20 أكتوبر 2012
حاضَر فيه منفردا الفيلسوف اليساري سليم دُولة و أذكر له الجملة الرائعة التالية: السلطة حُلوة الرضاعة، مُرّة الفِطام.

3.     الملتقى الثاني للاحتفاء بالمئوية الثالثة لميلاد جان جاك روسّو في قاعة الندوات بالمكتبة الوطنية أو دار  الكتب الوطنية يوم السبت 5 جانفي 2013 من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الخامسة و النصف مساءً، دون انقطاع تقريبا
حاضَر فيه ثلاثة أساتذة جامعيين: المحاضر الأساسي يساري و هو أستاذ الفلسفة عبد العزيز لبيب أخ عالم الاجتماع الطاهر لبيب و الثاني عادي و الثالث إسلامي.

4.     الملتقى الثالث في  دار الثقافة المغاربية ابن خلدون، يوم السبت 9 مارس 2013 بمناسبة عيد المرأة العالمي
حاضَر خلاله اثنان: أستاذة مساعدة في الفلسفة و يسارية، أم الزين بن شيخة المسكيني و الأستاذ سامي براهم، يبدو لي أن هذا الأخير ميال لفكر محمد الطالبي المسلم القرآني و نحن نعرف أن الطالبي يمثل خصما فكريا للغنوشي.

العبرة لمن يريد أن يعتبر
منتدى "مقابسات" هو منتدى فكري قريب من النهضة يستضيف في ثلاثة ملتقيات محاضرين يساريين، و يفسح لهم المجال للتفكير بكل حرية، فيستفيد الحضور من هذه التجربة الفريدة من نوعها، لذلك قلت في العنوان و أردد: فعلها اليمين الفكري فوددت لو فعل مثلها اليسار الفكري. و اليسار حسب رأيي أحوج إلى معرفة خصمه الفكري، لأن اليمين الديني يمسك اليوم بالسلطة، و يمثل دائما الأغلبية داخل المجتمع التونسي، و اليسار دائما يمثل أقلية، و يتواجد اليوم في صفوف المعارضة. يبدو لي أيضا أن اليساريين هم في أشد الحاجة لمعرفة تراثهم الديني المتراكم خلال خمسة عشر قرن، و هو تراث مؤثر ماديا و معنويا في المجتمع التونسي حتى اليوم. أتمنى أن أرى يوما منتدى فكريا يساريا يستدعي مفكرا يمينيا إسلاميا مثل أبو يعرب المرزوقي أو محمد الطالبي أو مفكرا سلفيا أو  ليبراليا معاد للاشتراكية، أو يساريا يشرح أن الماركسية في جوهرها تعارض الديمقراطية البورجوازية السائدة حاليا  و لا تكترث ببعض حقوق الإنسان الوهمية كحرية التعبير و لا تشجع على الملكية الفردية و تؤمن بحرية تصرف الفرد - امرأة كان أو رجلا - في جسده و معتقده، و تحتقر الوطنية و القومية الشوفينية، و تعظم من شأن الأممية العمّالية.

طرح إشكالية
لماذا ينفتح هؤلاء المثقفون النهضويون (الرئيس و الكاتب العام لهذا المنتدى هم أساتذة فلسفة) على الفكر اليساري و لماذا ينغلق المثقفون اليساريون على يساريتهم؟ إذا كان لغاية في نفس النهضاويين، فما هي هذه الغاية يا ترى؟ أنا لا أقرأ النوايا بل أحكم على الأفعال، و الأفعال طيبة على ما يبدو لي حتى الآن.
        
                   انطباع شخصي
عاملني جل الساهرين على ملتقيات هذا النادي معاملة إنسانية رقيقة و راقية جدا، رغم معرفتهم بانتمائي اليساري غير الماركسي و لا يفوت الكاتب العام، صديقي و زميلي الهادي بن خليفة، أن يدعوني في كل مرة بصفة شخصية.


الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا مقنّعا و غير مباشر.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire