dimanche 8 septembre 2013

هذه بعض أسباب هزيمة اليسار في انتخابات 23 أكتوبر 2011. مواطن العالم د. محمد كشكار

هذه بعض أسباب هزيمة اليسار في انتخابات 23 أكتوبر 2011. مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 25 أكتوبر 2011.

1.     عاشت بعض الأحزاب اليسارية صراعا مباشرا و مريرا مع الحاكم و في الوقت نفسه ناضلت في كنف السرية التامة عن الشعب. فاجأتها الثورة فخرجت من سريتها مترنحة و بدأت تتلمس طريقها و تتأقلم مع العلنية فالنتيجة الانتخابية، إذن، متوقعة و منتظرة.

2.     بعض الأحزاب اليسارية سيطرت على بعض النقابات و على بعض الاتحادات المحلية و الجهوية للشغل لمدة عقدين أو ثلاثة، لكنها غرقت في الصراعات الجانبية الأيديولوجية المذهبية، و لم تقم بالدعاية لفكرها اليساري من أعلى هذا المنبر العظيم، و لم تصرح علنا بانتمائها، و لم نعرف اسم حزبها إلا بعد ثورة 14 جانفي 2011. في المقابل يتباهى "النهضاويون" (المقصي من الاتحاد العام التونسي للشغل) عن جدارة بنضالهم ضد بورقيبة و بن علي و يدعون صراحة و علنا الجماهير للانضمام إلى حزبيهم منذ تأسيسه.
 
3.     بعض الأحزاب الأخرى تتآلف مع الجماهير الشعبية و بعض الأحزاب اليسارية تتظاهر مع الطبقة البورجوازية.

4.     بعض الأحزاب الأخرى تناقش أمهات مشاكل المواطن التونسي، و بعض الأحزاب اليسارية تثير الإشكاليات الهامشية: كالوقوف ضد إمكانية تقنين تعدد الزوجات، و كأن التونسي قادر على الزواج بأكثر من واحدة، و المطالبة بالتساوي في الإرث بين الرجل و المرأة، و كأن التونسي يرث الملايين، و الدعاية لللائكية، و كأن الشعب متعدد العقيدة، و مناقشة مفهوم الإلحاد و حرية المعتقد، و كأن هذه المناقشة ستغير من مقدرتنا الشرائية. مع التذكير بأن اليسار سُمّي يسارا لأنه معارض و لأنه منحاز للقضايا الأساسية الاقتصادية و الصحية و التربوية للفلاحين و العمال بالفكر و الساعد و يحرص جيدا على تصنيف هذه القضايا دائما من ضمن أولوياته.

5.     بعض الأحزاب الأخرى تقوم بالدعاية لبرامجها و بعض الأحزاب اليسارية تختص في مناهضة حزب النهضة.

6.     بعض الأحزاب اليسارية تُنكر على حزب النهضة مرجعيته الدينية و لا يرون تناقضا بين الديمقراطية و الستالينية.

7.     بعض الأحزاب اليسارية اختارت عن حكمة و منذ 14 جانفي أن لا تعترف بالحكومة اللاشرعية و أن لا تدخل  في لعبة الانتخابات و بقيت تنقد من فوق الربوة و هذه نتيجة أفضل - حسب اعتقادي - مما حققه  الأشقاء في الانتخابات.

8.     بعض الأحزاب اليسارية فهمت منذ 14 جانفي أن الثورة مغدورة و طالبت و لا تزال تطالب على حق بالثورة الدائمة.

9.     يبدو لي أن اليسار ليس مُجبرا على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه أو يخلق مجتمعا آخر على مقاسه يناضل من أجله.

10.                        يبدو لي أن الأحزاب اليسارية لن تقوم من كبوتها ما لم تقم بنقدها الذاتي علنا، و ما لم تستفد من أخطاء اليسار الحزبية المتعددة في العالم، و ما لم تتجاوز مشاكلها الهامشية، و تتبنى مشاكل المجتمع الأساسية.

11.                        أهنئ الفائزين (النهضة و المرزوقي (يسار اليمين) و التكتل (يمين اليسار)، أما الهاشمي الحامدي فلا) بفوزهم و أتمنى لليسار دورا مهما في المعارضة و حظا سعيدا في الانتخابات القادمة.

إمضاء م. ع. د. م. ك
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire