حكومة النهضة و معضلة القمامة
المنزلية! مواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 31 أوت 2012.
خذ كشافا مضيئا و اجلس على
الربوة مثلي دون عُقدة نقص الناقد و انظر من فوق إلى مدينة تونس الكبرى فسترى
قمامة متراكمة في كل الأنهج و الساحات. ماذا ستقول؟ ستقول: حكومة عاجزة عن حل
مشكلة جمع قمامتها المنزلية! هل ستحترم هذه الحكومة؟ طبعا لا! لكن هل ستحمّل حكومة
النهضة وحدها مسؤولية ما حصل؟ أنا لست نهضاويا و لن أنتمي ما حييت لأي حزب، لكن لا
أحمّل المسؤولية كاملة لحكومة النهضة، لسبب بسيط، لأن النهضة حسب تحليلي المتواضع،
تملك و لا تحكم! لمن أحمّل بعض المسؤولية إذن؟ أحمّل بعضها لأركان النظام القديم
الذي لا يملك في الحكومة وزيرا واحدا لكنه يحكم فعليا في مؤسسات البلاد و يعطّل
سلطة النهضة، و أحملها نسبيا للمواطن المستهلك و المواطن العامل أو المسؤول في
البلدية و في مصبات تجميع القمامة!
مَن المسؤول الأول و الأخير
قانونيا و أخلاقيا عن هذا الوضع "الزبلة"؟ طبعا، حكومة النهضة و حلفائها
المؤتمر و التكتل. حكومة فاشلة في جمع قمامة البلاد المنزلية، مما جعل من النهضة نفسها
و من المعارضة و مِنَّا جميعا مصدرا للسخرية و التندر و كشفت جهلنا و تخلفنا أمام
أنفسنا و أمام العالَم. أصبحت مشكلة القمامة معضلة بفعل عجز حكومي داخلي في إدارة
شؤون المواطن اليومية البسيطة و الحياتية، و ليس نتيجة نقص في العمّال و المعدّات
كما يقول المسؤولون الحكوميون الحاليون.
لو أخذ أجنبيٌّ نفس الكشاف و
جلس حيث جلسنا و رأى ما رأينا. ماذا سيقول يا ترى؟ سيقول: شعب عاجز في دولة عاجزة،
تحكمه حكومة عاجزة، عجزوا ثلاثتهم عن حل مشكلة بدائية لا لعجز فطري بل لعجز مكتسب زرعته
الثورة حديثا فيهم و السلام.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire