samedi 18 mai 2013

عائلتان جارتان، قمّة في نكران الذات من أجل ضمان مستقبل أبنائهم العلمي! مواطن العالَم د. محمد كشكار


عائلتان جارتان، قمّة في نكران الذات من أجل ضمان مستقبل أبنائهم العلمي! مواطن العالَم د. محمد كشكار


1.             الجار الأول: قصة واقعية حدثت في عائلة جار زميل أستاذ تعليم ثانوي و صديق، و هو الأقرب إلىّ قلبي و طبقتي الاجتماعية: 
  
أعرف عن قرب زميل و صديق و أب لبنت جميلة و ولدين وسيمين، مناضل اجتماعي صامت محترم و متوسط الحال و زوجته لا تشتغل إلا في شؤون المنزل. أخذ قرضا من البنك و عِوَضَ أن يبني به مسكنا يُكمل فيه سنين عمره المتبقية و هو "امْكَهَِّبْ" (مُشرِف) على الستين، خصّص الأب كامل القرض لحاجيات ابنه المرسّم على نفقته بالجامعات الفرنسية و بقي يسدّد بالتقسيط المتعب و المضني نفقات الربا البنكي على مدى سنوات متحملا ضنك العيش من أجل أن يتعلم ابنه البكر في أرقى الجامعات الغربية. أليست هذه قمة في نكران الذات و مثالا يحتذي به في التضحية من أجل مستقبل الأبناء؟ أطلب من الدولة الثورية الإسلامية أن تكون حنونة و تضحّي من أجل  أبنائها الفقراء اقتداءً بحنان الأب المثالي و حرص هذا الأخير على ضمان مستقبل ابنه العلمي؟
نجح الابن و أنهى دراسته الجامعية و تخرّج مهندسا في الاتصالات و اشتغل بفرنسا و في العطلة المدرسية الماضية، أراد تكريم والديه فاستضافهما على نفقته في جولة سياحية بفرنسا و أدخل السرور و البهجة و الرضاء إلى قلبَيْ والديه و عوّضهما أحسن و أفضل تعويض على تعب السنين و جازاهما على صبرهما أجمل جزاء.


2.     الجار الثاني: قصة واقعية حدثت في عائلة جار زميل مدير بوزارة التربية و صديق، و هو الأقرب إلىّ فكريا:
أعرف عن قرب عائلة متوسطة اجتماعيا، مناضلة و محترمة يسودها الود و الحب و الاحترام و الوئام متكونة من أربعة أفراد، أب مدير بوزارة التربية، أم أستاذة تعليم ثانوي، بنت جامعية تحتاج إلى مصاريف كبيرة و شاب طالب بألمانيا. خصص الأب كامل مرتبه لحاجيات ابنه المرسّم على نفقته بالجامعات الألمانية و اكتفي هو و باقي العائلة بمرتب زوجته. أليست هذه قمة في نكران الذات لثلاثة أفراد في عائلة متماسكة جدا و مثالا يحتذي به في التضحية من أجل مستقبل ابنهم؟ أطلب من الدولة الثورية الإسلامية أن تكون حنونة و تضحّي من أجل  أبنائها الفقراء اقتداءً بحنان العائلة المثالي و حرص هذه الأخيرة على ضمان مستقبل ابنها العلمي؟





الإمضاء
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا تساويها أي متعة أخرى في الوجود.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس.
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
"الرجل الذي يقلّم نفسه ليُرضي الآخرين، سوف يتلاشى في القريب العاجل".
Nietzsche
Il faut frapper avec un marteau sur les mythes, non pour les détruire, mais pour les faire résonner car ils sont creux

ما أقصر العمرَ حتى نضيّعه في الهجر و الجفاء بين الأحبة و الأصدقاء!
"أليست ممارسة الفكر ضربا من الانشغال بالذات و الاشتغال عليها و ممارستها؟" علي حرب.
J’essaie en permanence de ne pas me fermer, de lire ce qu’écrivent ceux qui ne sont pas de mon avis. Après cela, je cherche à présenter ce que je considère comme vrai. Si cela ne l’est pas, au moins je l’aurai cru tel. Dr Mohamed Talbi

تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في 18 ماي 2013.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire