محاكم التفتيش عن نوايا المدرسين: التاريخ يعيد نفسه من مصر مبارك إلى مصر مرسي! مواطن العالَم د. محمد كشكار

محاكم التفتيش عن نوايا المدرسين: التاريخ يعيد نفسه من مصر مبارك إلى مصر مرسي! مواطن العالَم د. محمد كشكار

1.    الحكاية الأولى في عهد مبارك:

-         المصدر:

برنامج "العاشرة مساء" للمذيعة الجميلة و الجذابة و المتزنة و الإعلامية المحترفة المشهورة منى الشاذلي في القناة الفضائية المصرية "دريم2 "  يوم 3 فيفري 2010. و قد سبق و أن نشرت هذه الحكاية الأولى على النت في نفس اليوم.

-         القصة:

حدث في ثانوية بالإسكندرية بمصر. في سنة 2008 و خلال الامتحان طلب أستاذ العربية من تلامذته الإجابة على السؤال التالي: النص و الكلام منسوب لعمر بن العاص و هو يمدح مصر أمام عمر بن الخطاب: مصر تربتها غبراء و نيلها مبارك...السؤال: من بين الكلمات التالية اختر مضادا لكلمة مبارك [سيئ, مدنّس, ممحوق.

في 2009 و بعد سنة من اجتياز الامتحان و بعد نجاح التلاميذ, أحد المتزلفين للنظام و هو زميل من زملاء الأستاذ المذكور أعلاه، و في نفس الوقت أب تلميذة من تلامذة هذا الأخير، ادّعى أن ابنته أصيبت بعد هذا الامتحان  بانهيار عصبي لأنها فهمت أن المقصود بكلمة ممحوق مضاد مبارك في النص هو الرئيس حسني مبارك و كتب في هذا الشأن تقريرا إلى مدير التربية و التعليم.

يا للوطنية و الغيرة على رمز الوطن لدى هذه التلميذة و لدى أبيها أيضا لكن مع الأسف استيقظ فيهما الحس الوطني بعد سنة من السبات العميق.

اتخذت الإدارة الجهوية للتربية و التعليم المصرية الموقرة الإجراءات التالية في حق هذا المدرس الذي تجاوز مهنته و أساء إلى الرئيس حسني مبارك بالتلميح المغرض: خمسة أيام خصم من المرتب و تنزيل رتبته من مدرس أول في الثانوي إلى مدرس في الإعدادي.

نشرت الصحافة قضية المدرس المظلوم و وصل الأمر إلى وزير التربية و التعليم المصري فأنصفه و رفع عنه كل العقوبات بعد سنة و نصف تقريبا من وقوعها.

لو كنت أنا مكان التلاميذ لأجبت بأن مضادات مبارك هي البرادعي و حرية الصحافة و التداول على السلطة و الديمقراطية و الشفافية و نزاهة الانتخابات و العدالة الاجتماعية و الصحة و التعليم للجميع و التشغيل و الزيادة في الأجور و عدم التوريث و فترتين رئاسيتين لا ثالثة لهما  و الاستثمار في البحث العلمي و معرفة عدوك الحقيقي و هو الجهل و الفقر و المرض.

2.     الحكاية الثانية في عهد مرسي:

-         المصدر:

برنامج "جملة مفيدة" للمذيعة الجميلة و الجذابة و المتزنة و الإعلامية المحترفة المشهورة منى الشاذلي في القناة الفضائية المصرية "آم. بي. سي. مصر "  يوم 16 ماي 2013.

-         القصة:

أحيل موجه (متفقد) لغة إنجليزية بالإسكندرية للتحقيق، بسبب سؤال ترجمة فى امتحان الصف الأول الثانوى، كان نصه «فى مملكة الحيوان، لا يستطيع  الخروف أن يكون ملكا". اشتكاه فرع نقابة المعلمين بالجهة (موالي للإخوان) متهما إيّاه بالإساءة إلى الخروف، عفوا و ربما تكون تهكّما على الرئيس محمد مرسي فحوّلته الإدارة إلى التحقيق. و من حسن حظ الموجه المتهم أن ظهر في برنامج معز دمرداش المذيع المشهور و روى قصته. و بعد البرنامج مباشرة، هاتفه وزير التربية المصري الحالي و طيّبَ خاطره بكلمتين و وعده بإيقاف التحقيق في شأنه فورا.

3.     الحكاية الثالثة، أيضا في عهد مرسي:

-         نفس مصدر الحكاية الثانية.

-          القصة:

أعطى أستاذ أنجليزية نصا لتلامذة السنة أولى ثانوي يروي فيه قصة الراعي و الخرفان. فاشتكته أم تلميذ متهمة إياه بالإساءة إلى الرئيس محمد مرسي فحولته الإدارة إلى التحقيق و البحث ما زال جاريا.

ملاحظة:

لم أكن أعرف ما رمزية العلاقة بين مرسي و الخروف؟

استنجدت بالمحرك العظيم "ڤوڤل"  و دون عناء و بواسطة بعض النقرات على الفأرة الرقمية السحرية، وجدت الأمثال الشعبية المعبّرة الآتية فأغنتني عن مواصلة البحث:

-         مرسي مين يا جاهل ده مافيش اخوانجى خروف يستأهل‎.

-         الخروف المنسى محمد مرسي.

-         أنا مش مرسى يا وليه أنا خروف بليه.

-         عشان ترسم محمد مرسي... لازم ترسم خروف.

تاريخ أول نشر الحكايتين، الثانية و الثالثة، على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية الثلاث

حمام الشط في 16 ماي 2013.