هكذا و بعد "الثورة
المشؤومة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك"، بدأت تبرز الثنائيات و التقابلات الخطيرةّ؟
مواطن العالَم د. محمد كشكار
أعتذر من المؤلف الدكتور طيب
تيزيني لأنني استعرت قالب نصه صفحة 75 و أفرغت فيه فكري و نصي.
نص من كتاب "بيان في
النهضة و التنوير العربي". الناشر: دار الفارابي، بيروت، لبنان. الطبعة
الأولى 2005. 182 صفحة.
نص الدكتور محمد كشكار:
هكذا و بعد "الثورة
المشؤمومة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك"، بدأت تبرز على الساحة التونسية الثنائيات
و التقابلات الخطيرةّ التالية:
-
بدلا من الدولة المدنية، بدأنا نحاول إرساء دولة دينية.
-
و بدلا من بروز جمعيات لاحكومية غير ربحية، بدأنا في خوصصة
المؤسسات الحكومية الخدماتية الأساسية كالتعليم و الصحة و البلدية.
-
و بدلا من المجتمع المدني، بدأنا نبعث الحياة في النعرات
القبلية و العروشية و الطائفية و العنصرية الجنسية و اللونية و العرقية.
-
و بدلا من التخطيط التنموي الإستراتيجي كما فعلت الهند
في الخمسينات، بدأنا نعوّل على الاستيراد و الاقتراض بشروط مجحفة من صندوق "النهب"
الدولي و البنك العالمي و الاتحاد الأوروبي و كندا و القُطر قَطْرة قَطر.
-
و بدلا من العدالة في توزيع الثروة، بدأنا نوزّع الغنائم
على الراكبين على الثورة.
-
و بدلا من بناء المدارس و الجامعات و مراكز البحث العلمي
و المستشفيات و المصانع، بدأنا نشيّد القصور و البنوك و النزل الفخمة و الجوامع و
المساجد الفاخرة.
-
و بدلا من حرية الرأي و المعتقد، بدأنا نكفّر بعضنا بعضا
مع أننا كلنا شركاء لا أجراء في الحضارة العربية الإسلامية.
-
و بدلا من السياحة الشعبية الغربية، بدأنا نفضّل عليها
السياحة الجنسية الخليجية و الغزو الفكري الرجعي الإسلاموي الوهّابي السلفي المصري
و السعودي و القطري.
-
و بدلا من العلم و العمل، بدأنا ننفّذ الإضرابات و
الإعتصامات في المصانع و المعاهد و الجامعات و نقطع الطرقات لأسباب نفعية ضيّقة، شخصية
أو جهوية أو ظرفية.
-
و بدلا من السلم و السلام، بدأنا نجنح للحرب الأهلية و
الفوضى الدائمة.
-
و بدلا من معالجة مسألة الأقليات اللونية (سود تونس) و
العرقية (بربر تونس)، بدأنا نعتّم و نزوّر عوض أن نواجه و نحسم.
-
و بدلا من أن نتصدّى للعولمة النهّابة اقتصاديا و
ثقافيا، بدأنا ننبطح للخليج علنا و دون حياء.
-
و أخيرا و ليس آخرا، بدلا من أن نمرّر - سلطة و معارضة -
خطابا سياسيا صادقا و ملتزما بقضيتنا التونسية سرا و علنا و متماهيا مع لغة و منطق
مجتمعنا، بدأنا نردّد خطابا مزدوجا مرتعشا و مترددا بين هويتنا التونسية و الهوية
الأجنبية، شرقية كانت أم غربية.
تاريخ
أول نشر على النت
حمام
الشط، في 3 ماي 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire