jeudi 2 mai 2013

هكذا و بعد "الثورة المشؤومة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك"، بدأت تبرز الثنائيات و التقابلات الخطيرةّ؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار


هكذا و بعد "الثورة المشؤومة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك"، بدأت تبرز الثنائيات و التقابلات الخطيرةّ؟
مواطن العالَم د. محمد كشكار

أعتذر من المؤلف الدكتور طيب تيزيني لأنني استعرت قالب نصه صفحة 75 و أفرغت فيه فكري و نصي.
نص من كتاب "بيان في النهضة و التنوير العربي". الناشر: دار الفارابي، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى 2005. 182 صفحة.

نص الدكتور محمد كشكار:

هكذا و بعد "الثورة المشؤمومة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك"، بدأت تبرز على الساحة التونسية الثنائيات و التقابلات الخطيرةّ التالية:

-         بدلا من الدولة المدنية، بدأنا نحاول إرساء دولة دينية.
-         و بدلا من بروز جمعيات لاحكومية غير ربحية، بدأنا في خوصصة المؤسسات الحكومية الخدماتية الأساسية كالتعليم و الصحة و البلدية.
-         و بدلا من المجتمع المدني، بدأنا نبعث الحياة في النعرات القبلية و العروشية و الطائفية و العنصرية الجنسية و اللونية و العرقية.
-         و بدلا من التخطيط التنموي الإستراتيجي كما فعلت الهند في الخمسينات، بدأنا نعوّل على الاستيراد و الاقتراض بشروط مجحفة من صندوق "النهب" الدولي و البنك العالمي و الاتحاد الأوروبي و كندا و القُطر قَطْرة قَطر.
-         و بدلا من العدالة في توزيع الثروة، بدأنا نوزّع الغنائم على الراكبين على الثورة.
-         و بدلا من بناء المدارس و الجامعات و مراكز البحث العلمي و المستشفيات و المصانع، بدأنا نشيّد القصور و البنوك و النزل الفخمة و الجوامع و المساجد الفاخرة.
-         و بدلا من حرية الرأي و المعتقد، بدأنا نكفّر بعضنا بعضا مع أننا كلنا شركاء لا أجراء في الحضارة العربية الإسلامية.
-         و بدلا من السياحة الشعبية الغربية، بدأنا نفضّل عليها السياحة الجنسية الخليجية و الغزو الفكري الرجعي الإسلاموي الوهّابي السلفي المصري و السعودي و القطري.
-         و بدلا من العلم و العمل، بدأنا ننفّذ الإضرابات و الإعتصامات في المصانع و المعاهد و الجامعات و نقطع الطرقات لأسباب نفعية ضيّقة، شخصية أو جهوية أو ظرفية.
-         و بدلا من السلم و السلام، بدأنا نجنح للحرب الأهلية و الفوضى الدائمة.
-         و بدلا من معالجة مسألة الأقليات اللونية (سود تونس) و العرقية (بربر تونس)، بدأنا نعتّم و نزوّر عوض أن نواجه و نحسم.
-         و بدلا من أن نتصدّى للعولمة النهّابة اقتصاديا و ثقافيا، بدأنا ننبطح للخليج علنا و دون حياء.
-         و أخيرا و ليس آخرا، بدلا من أن نمرّر - سلطة و معارضة - خطابا سياسيا صادقا و ملتزما بقضيتنا التونسية سرا و علنا و متماهيا مع لغة و منطق مجتمعنا، بدأنا نردّد خطابا مزدوجا مرتعشا و مترددا بين هويتنا التونسية و الهوية الأجنبية، شرقية كانت أم غربية.

تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط، في 3 ماي 2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire