الطوفانُ الأول قبل طوفانُ نُوح: هلك الحرثُ وعزّ
الزرعُ وغمر العنفُ كل شيء ولم يطفو على الماء إلا اسم الرحمان وباسمه وحده بُعِث
الكونُ من جديد.
الطوفانُ
الثاني أي طوفانُ نُوح: المهمة أصبحت أيسرَ، عمّ العنفُ-الماءُ من جديدٍ ولم ينجُ
إلا نوح وفي سفينته من كل حيٍّ زوجين. حطّت الحمامة على المركبِ وفي منقارها غصن
زيتون، هبط الماءُ ورست الحامل وأفرغت ما في بطنها فشَرَّبَ قصبُ الزرعِ وانتفخ
الضرعُ ودبّت الحياةُ في الخلقِ من بقايا الخلقِ. انقرض أبناءُ آدم وحل محلهم
أبناءُ نوح عليهما السلام.
الطوفانُ الثالث، طوفانُ اليوم، طوفانٌ جزئي،
طوفانٌ عربي، حرب كل العرب ضد كل العرب مثل عهد الجاهلية، الفوضى الهدامة: شاهدتُ
هذا الطوفان بأم عيني ويا ليتني كنتُ ترابًا وما حضرتُه، تابعتُه وبالكاميرا
صوّرتُه. شريط أقدّمُه بالعرض البطيء: مليون عربي ضد مليون عربي، خرج البعض من
المعركة والتحقوا بسفينة الغربِ فنجوا واندثرت حضارتهم، نتابع.. ألف عربي ضد ألف
عربي، مات الألفان وجاءهم من أنفسِهم الطوفان ولم يبق من العرب فوق الماء إلااسم
الرحمان. فهل يا تُرى سيُبعَثون يومًا من جديد ؟ إسلامٌ من الجاهلية أخرجهم
وإسلامٌ إليها أرجعهم !
ملاحظة: نصٌّ مستوحَى من محاضرة للفيلسوف ميشال
سارّ لم يتعرّض فيها، لا للعربِ ولا للإسلامِ، لا من قريب ولا من بعيد.
حمام الشط، الاثنين 29 ماي 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire