vendredi 19 juillet 2024

كيف نفسّر مواقف الملك حسين الوطنية ومساندته لـناصر في حرب 1967 ولـصدام في حرب الخليج الأولى سنة 1991 ؟

 

 

1.  مساندته لـناصر في حرب 1967 ؟

كانت مفاجأة، خاصة وأنه عُرف بعدائه الشديد لـ"الريّس". فجر الثلاثاء 30 ماي 1967، أقلع الملك بطائرته الخاصة صوب القاهرة وقال لناصر: "أضع كل إمكانيات الأردن على ذمتك في الحرب القادمة". قال ناصر: "على شرط أن يتولى ضابط مصري قيادة الجيش الأردني". قبِل فورًا ودون أي اعتراض.

لماذا قبِل الملك ؟

نعرف أنه لم يكن عدوًّا لدودًا لإسرائيل بل كان يقابل وفي عديد المرات المسؤولين الإسرائيليين خلال سفراته المتعددة للخارج. قبِل لأنه كان يعتقد أن الرفض في مثل هذا المد الناصري هو عبارة عن عملية انتحارية وأن عدم المشاركة في الحرب المنتظرة قد يكون مدمّرًا لمملكته الهاشمية مهما كانت نتيجتها: لو انتصر العرب فسيصبح ناصر بطلا قوميا قادرًا على تدمير العرش الأردني فيجب إذن اتقاء شره بالوقوف إلى جانبه، ولو انهزموا فسيتهمه شعبة بالتخاذل عن نصرة العرب وقد يفقد شرعيته نتيجة تخاذله.

2.  مساندته لـصدام في حرب الخليج الأولى سنة 1991 ؟

تصرّف مع صدام بنفس الطريقة التي تصرف بها مع ناصر ولنفس الأسباب. سانده لأنه فعلا يتمنى أن يراه منتصرًا لا لأنه كان يعتقد في إمكانية انتصاره على أمريكا بل لأنه كان يفضّل أن يخطئ وهو ملتحم بشعبه الأردني خير من أن يصيب وهو منعزل عن شعبه الأردني.

أما لبنان فقد رفض المشاركة في حرب 67، لذلك سلم من القصف الإسرائيلي لكنه دفع ثمن عدم مشاركته غاليًا وفقدت الدولة والجيش شرعيتيهما.

عدم مشاركة لبنان في حرب 67 جعل العرب يتهمون اللبنانيين بالجبن لكنهم في حرب 2006 ضد إسرائيل أثبتوا لنا –عن طريق حزب الله اللبناني- أنهم أشجع الشجعان.

فترة حكم ناصر وفترة حكم نابوليون 1، الفترتان انتهتا بهزيمة عسكرية واحتلال أجنبي لكن شعبيهما كانا يعبدانهما لأنهما زرعا في شعبيهما حُلمًا وفخرًا.

القومية العربية، ناصر 56 رفعها إلى عنان السماء وناصر 67 أنزلها إلى أسفل السافلين ثم جاءت هزيمة صدام فأجهزت عليها نهائيا.

زيارة السادات إلى إسرائيل سنة 1977، هل كانت بداية مسيرة متعثرة نحو سلام حقيقي بين اليهود والعرب أم قبرًا لكل أمل في السلام ؟

صدام والقذافي حاولا ارتداء جبة ناصر، لكن الاثنين فشلا وكانا دون مستواه ولم يجتمع الشعب العربي على حبهما وكان مصيرهما كارثيًّا.

Source d’inspiration : Le dérèglement du monde, Amin Maalouf, éd. Grasset &Fasquelle, Paris 2009, Prix : 7,9 , 315 pages.

 


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire