الحضور في مقهى
الشيحي: 6 جلساء (1 نهضاوي"مع" + 5 يساريين "ضد" = نقاش غير
متساوي القِوَى).
صديقي: تمنيتُ لو
أن مبدأ تعدد الزوجات
أبِيحَ في تونس وصدر في قانون لأنه لا يحق لنا تحريم
ما حلله الله في كتابه الحكيم.
أنا: ألا تكفيك
إباحتَه في القرآن الكريم والقرآن عند المسلمين أعلى من الدستور والقوانين ؟
صديقي: لا.. لا
يكفي.
أنا: لماذا تُصرّ
على صدوره في قانون وضعي ؟
صديقي: حتى تعي
المرأة قَدْرَها وتحترم زوجَها.
أنا: المعذرة
"رُبّ عُذرٍ أقبحُ من ذنبٍ"، حجة غريبة جدًّا ! أتُريد من هذا القانون
أن يكون سيفًا مسلّطًا على النساء ؟
صديقي: لا.. معاذ
الله.
أنا: سمعتُ مرة
زميلة نهضاوية أستاذة فلسفة وبرلمانية سابقة في المجلس التأسيسي (زوجة صديق نهضاوي
أستاذ فلسفة أيضًا)، السيدة سلمى صرصوط، سمعتها في 2011 خلال اجتماع نهضاوي في
قاعة الأفراح ببلدية حمام الشط، صعدت على المنصة وقالت بكل جرأة: " تعدد الزوجات إهانةٌ للمرأة". والله
أعجبتني شجاعة هذه المرأة النهضاوية.
صديقي: تعدد الزوجات قد يحل ظاهرة العوانس.
أنا: ظاهرة العوانس،
ظاهرة ظرفية قد تزول ولا يصح أن نبني عليها قانونًا دائمًا. أضفْ إلى ذلك الحكمة
الربّانية أو الحقيقة العلمية التي تؤكد أن عدد النساء في العالم مساوٍ تقريبًا
لعدد الرجال (c’est ce
qu’on appelle en biologie le sex-ratio et toi tu étais prof de biologie)، فلو أبحنا تعدد الزوجات فسيبقى حسابيا (arithmétiquement) رجالٌ في العالم بلا زوجات، رجالٌ أكيدٌ من
الفقراء لأن تعدد الزوجات شيءٌ لا يقدر عليه إلا الأغنياْء.
صديقي: أنا مسلم
ومتمسك حرفيًّا بكلام الله، والله لا يريد لنا في تشريعه إلا الخير.
أنا: حسنًا وأنا
مثلك لكن اسمعني قليلا: قبل صدور مجلة الأحوال الشخصية التي تمنع تعدد الزوجات في تونس (صدرت سنة 1957 بعد استشارة علماء الزيتونة
وبموافقتهم ومباركتهم وحزب النهضة أيضًا يباركها اليوم بعدما كان يعارضها)، قبلها
كان تعدد الزوجات
مباحًا في تونس ويُقال أنه كان "حقًّا" لم يتمتع به إلا 1 أو 2% من التونسيين حينذاك وأكاد أجزم أن أكثرهم
كانوا من الميسورين. أتريد إذن أن نسنّ قانونًا ونحن نعرف مسبقًا أنه لن يستفيد
منه إلا الأغنياء المحافظون سكان المدن ؟
أنا تعلمتُ في
الديداكتيك أن "المعارف لا تغير القيم" (Les connaissances ne changent
pas les valeurs)، فهل تسمح لي بالاستعانة عليك بحجة قوية من حياتك العائلية ؟
صديقي: تفضل.
أنا: أنا أعرف
مدى احترامك لزوجتك ومدى تفانيك في خدمتها وسعيك لإرضائها اعترافًا بجميلها
ووقوفها معك أيام الشدة وسنين الجمر وأنا واثق تمام الوثوق أنك لم تفكر يومًا في
إدخال زوجة ثانية عليها، وما لا ترضاه لزوجتك المجاهدة، أظن أنك لن ترضاه لزوجات
المؤمنين. وأخيرًا أذكّرك بصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبًا صهره علي رضي
الله عنه: "إلا فاطمة يا علي !".
صديقي: صمتَ احترامًا لي ولزوجته.
ملاحظة هامة:
قبْل النشر،
عرضتُ المقالَ على صديقي النهضاوي، قرأه ووافق على النشر. فرحتُ بموافقته.
إمضائي:
Je suis en perpétuel conflit intra-cognitif: en équilibre/déséquilibre
permanent.
حمام الشط في 20 جوان2021.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire