jeudi 25 juillet 2024

كيف نعرّف نظام بشارْ الأسد ؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم، يساري غير ماركسي

 

-       بشّارْ غير المهيَّئِ بما فيه الكفاية، هو الوريثُ لأبيه، حافظ، الأب مهندس النظام السوري الشمولي (Totalitaire)، نظامٌ يندرُ وجودُه في العالم العربي. مؤسسَةٌ للعنف، صُمِّمت لتزجَّ بشعبٍ بأكمله في قفصٍ، وتنزعُ منه كل طموحٍ أو رغبةٍ في الثورة.

-       سنة 1994، دُعِيَ بشّارْ إلى دمشق من أجل تدريبه للجلوس على الكرسيِّ الرئاسيِّ وهو ما يزال طالبًا في طب العيون في أنڤلترا، دُعِيَ على عجلٍ إثر وفاة أخيه باسل، الوريث الشرعي، في حادثٍ غامضٍ.

-       "ربيعُ دمشق" (2000-2001)، عرائضُه، حواراتُه، ندواتُه الديمقراطيةُ، محاولاتُه الإصلاحيةُ التعدديةُ، كلها لم تكن إلا سحابة صيفٍ، وإلا -حسب البعض- كانت فخًّا منصوبًا لكشف المعارضين.

-       "مَن شابه أباه فما ظلم"، لا يسمحُ بشّارْ ولا يطيقُ أي نفسٍ احتجاجيٍّ مهما كان ضيقًا أومحدودًا.

-       ما هي الحكمة الأساسية التي يرتكز عليها نظام الأسد الابن ؟ الاعتمادُ دومًا على العائلةِ والطائفةِ والعشيرةِ، لكن يبدو لي أنه من الخطأ أو التبسيط أن ننعتَ نظامَه بالنظام العلوي. من المؤكد أن الشخصيات النُّصَيْرِيةِ (النصيريةُ، مذهبٌ أعادت تعميدَه السلطات الفرنسية إبّان الاحتلال 1923-1943، وأطلقت عليه نعت العلوي) هي التي تسيطر على أهم مراكز النفوذ في سوريا، لكن النظامَ يعتمد أيضًا على ثنائيةِ بورجوازيةِ الدولةِ وبورجوازيةِ الأعمالِ. بشّارْ يحذقُ إرضاءَ الطرفَينِ، يُرقّي رجالَ الدولةِ ويمنحُ تسهيلات في الصفقات لرجالِ الأعمالِ، كما كان يفعلُ أبوه.

-       نظامٌ يتبجّحُ بالاستقرارِ، استقرارٍ حققه على حسابِ حقوقِ المواطنينَ وكرامتِهم، لكن -وإحقاقًا للحقِّ- فقد استفاد السوريونَ أيضًا من هذا الاستقرار: وفّرَ لهم حاجياتَهم الدنيا من التعليمِ والغذاءْ والنقلِ والدواءْ.

-       نظام "الممانَعة"، إستراتيجيةٌ ذكيةٌ ورثها عن أبيه، إستراتيجيةٌ تتمثلُ في صمودِ الضعفاءْ ضد الأقوياءْ مثل إسرائيل وأمريكا، أو على الأقل ادّعاءُ ذلك قولاً أمام حلفائه "المناهضين" مثله للإمبريالية والصهيونية أعداء الأمة العربية. من بين مآثِرِ إستراتيجيةِ "الممانَعة"، نذكر: حوّلت أنظارَ العالَم عن كل الأدواء التي تُنغِّصُ عيشَ الأغلبية الغالبة من السوريين وذلك منذ عقودٍ، لكنها لم تستطعْ أن تحجبَ الحقيقةَ التي تقول أن الجيش السوري "بطل الممانعة وذراعها العسكرية الضاربة" لم يطلقْ ولو رصاصة واحدة ضد العدو الإسرائيلي منذ حرب 1973.

-       يبدو أن جل يوميات ضحايا الحرب الأهلية السورية أصبحت تخلق انزعاجًا لدى القرّاء: الاستدعاءُ غير المكتملِ لجرائم النظام نجده منهجيًّا تقريبًا مصحوبًا بشهادات تؤكد، مثلاً، على حضور "الخيِّرِين والأشرار في الجهتَين المتنازعتَين" أو على "المطالبة الواضحة بالديمقراطية" التي جعلت السوريين يقفون كالرجل الواحد ضد تقسيم بلادهم وتجزئتها إلى دويلات طائفية متناحرة.

خاتمة مواطن العالَم: هنيئًا للحركات الإسلامية المتطرفة سَحْقَها للشعب السوري بسواعدَ بعضها تونسيةٍ وأموالٍ سعوديةٍ-قطريةٍ ومساندةٍ عسكريةٍ تركيةٍ وأمريكيةٍ. يحدثُ في سوريا الحبيبة كل هذا الخَوَرْ، والعدو المحتل على مرمَى حَجَرْ.

Référence: Le Monde diplomatique, décembre 2018, Extrait de l`article «Stratégies du pouvoir syrien», par Akram Belkaid, p. 25, commentaire sur le livre de Subhi Hadidi, Ziad Majed et Farouk Mardam-Bey, Dans la tête de Bachar Al-Assad, Solin-Actes Sud, Arles, 2018, 208 pages, 18,80 euros.

 


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire