mardi 30 juillet 2024

بمرارة أتساءل: "لماذا هم دومًا علينا منتصرون ونحن دومًا أمامهم منهزمون ؟". مواطن العالَم

 

 

-       لأن حكامهم ديمقراطيون مع شعوبهم وحكامنا مستبدّون مع شعوبنا.

-       لأنهم يتمتعون بحرية التفكير والتنظّم والنشر والتعبير ونحن محرومون من الحريات الأربع.

-       لأنهم صادقون في تعصّبهم لدبنهم وإيديولوجياتهم ونحن منافقون في تعصّبنا لديننا وإيديولوجياتنا.

-       لأنهم عقلانيّون أكثر منا ونحن عاطفيّون أكثر منهم.

-       لأن سلاحهم أفضل من سلاحنا وتكنولوجيتهم أحسن من تكنولوجيتنا.

-       لأن شوارعهم نظيفة وشوارعنا وسخة.

-       معنا الحق ومعهم الباطل لكن هم نجحوا في تزيين باطلهم وفي تشويه حقنا في آن واحد ونحن فشلنا في الدفاع عن حقنا بل طبّعنا مع باطلهم.

 

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط في 31 جويلية 2024

معالِمٌ فلسفيةٌ على الطريق. نقل وتَبويب مواطن العالَم

 

1.  "التأقلمُ مع مجتمع مريضٍ (كمجتمعنا العربي المسلم) ليس علامةً من علامات الصحة الذهنية الجيدة".

« Ce n'est pas un signe de bonne santé mentale d'être bien adapté à une société malade ».

2.  "الفلسفة هي الحوار"، قال فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة. يبدو لي أن العرب المسلمين يسودهم خطابٌ خالٍ تمامًا من الحوار: بالله هل رأيتم مرة في حياتكم مسلماً يعارضُ على الهواء الشعراوي أو القرضاوي أو مصلِّياً يناقشُ في الجامعِ إمامًا حول محتوى خطبة جمعة ؟

3.  ميشيل أونفري، فيلسوف فرنسي معاصر، يعرّف نفسه بمُحطِّمِ الأصنام (déboulonneur, déconstructeur). ماذا يعني بالأصنام ؟: الحضارة الغربية اليهودية-مسيحية، الجسم العورة، سيطرة اقتصاد السوق، روبسبيير والثورة الفرنسية اليعقوبية، ماركس، لينين، ستالين، فرويد، سارتر، سيمون دي بوفوار، الأديان التوحيدية الثلاثة، والقائمة لا تزال مفتوحة.

4.  مواطن العالم يتفلسف: "النقدُ هدّامٌ أو لا يكون" (عنوان كتابي رقم 11، صدر أخيرًا في 2024 في نسخة واحدة ولا يباع في المكتبات ومتوفر في نسخته الألكترونية لكل من يطلبه). النقد مؤسسة قائمة بذاتها ومستقلة بذاتها ومتعالية بطبعها وليست مطالَبة البتة بتقديم بديلٍ لِما تنقده، لأن النقدَ فرديٌّ والبناءَ جماعيٌّ أو لا يكون. الناقد يهدم القديم المعطِّل ليفسح المجال لبناء الجديد الواعد. الناقد هو مثقفٌ أو فيلسوفٌ، هو حفّارٌ يحمل مِعولاً (Foucault)، أو هدّامٌ يحمل مطرقةً (Philosopher au marteau. Nietzsche). الناقد لم يكُ يومًا في تاريخه بنّاءً، الناقد ليس طبيباً أو مقاولاً أو مهندساً أو عالمَ ذرّةٍ.

5.  فوكو يحلم بـ"مثقفٍ هدّامٍ للقناعات والبداهات العمومية، مثقفٍ يستكشف في عطالة الحاضر وإكراهاته نقاطَ الضعفِ والشقوقِ وخطوطَ القوة، مثقفٍ يتحرك باستمرار، دون توقف، غير مُدرِكٍ أين سيصبح غدًا ولا بماذا سيفكر غدًا، مثقفٍ شديد الالتصاق بالحاضر".

فوكو يَسأل: "مَن نكون نحن في هذا الحاضر؟".

فوكو يُجيب: " نكون، ليس لنكتشف مَن نحن، بل لنرفض مَن نحن، أي أن نتخيل كيفية وجود مغايرة، تأكيدًا لحق الاختلاف، حق الآخر...". (المصدر: عمر بوجليدة، 2013).

إمضائي

"(...) إن إنكارَ الثقافةِ الغربيةِ لا يستطيعُ أن يشكّلَ في حد ذاته ثقافةً. والرقصُ المسعورُ حول الذاتِ المفقودةِ لن يجعلَها تنبعثُ من رمادِها" (الفيلسوف المغربي عبد الله العروي).

"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى" (مواطن العالَم)

حمام الشط، الإثنين 4 سبتمبر 2017.

Haut du formulaire

 

 


وصفةٌ مجرّبةٌ للسعادة اللامادية قد يستفيد منها المتقاعدون من رجال العلم أمثالي: التعلم الذاتي للفلسفة بعد التقاعد

 

 

سعادةٌ لا مثيل لها ومتعة لا تضاهيها أي متعة حسية (طعام، شراب، جنس، إلخ) خاصة بعد الستين عندما تذبل عندك الحواس الخمس وما تفرّع عنها (مال، جاه، سلطة، سياحة، إلخ).

رجل العلم، عادةً ما يكون جاهلاً بالفلسفة بل ويحتقرها ويقول عنها، ومعه ظاهريًّا حق، أنها لا تصلح لشيء، وأنا كنتُ أقول كذلك.

درستُ الفلسفة عامًا واحدًا في سنة الباكلوريا وعامًا ثانيًا درست فيه الفلسفة القديمة (الإغريقية) بالمراسلة في جامعة رينس الفرنسية. درّسني في الباكلوريا أستاذ ماركسي وأوهمني أن الإيديولوجيا الماركسية فلسفةٌ، فأضعتُ شبابي كله في قراءة مجلدات لينين وأنجلس وروزا ولوكاش وماو وستالين، دون مبالغة آلاف من الصفحات وآلاف من الساعات لقراءتها والتعمق في معانيها الجوفاء، لا أقول عن الساعات أنها ذهبت هدرًا بل أقول أخطأتُ العنوان، مؤلفات لكنها للأسف لا ترتقي لمصاف الأطروحات الفلسفية. تعلمتُ متأخرًا ومؤخرًا أن الفيلسوفَ غير متعصبٍ لإيديولوجيا  أو لا يكون (أو لدين أو لقومية).

الفيلسوف الفرنسي ميشيل سارّ، قال: "المتعلمون صنفان، صنف المثقفين الجهلة بالعلم (des intellectuels ignorants, ceux des sciences humaines) وصنف العلماء غير المثقفين أو الجهلة بالفلسفة (des savants non intellectuels, ceux des sciences exactes et expérimentales)".

رجل العلم، أتكلم عن نفسي في اختصاصي الأول (إجازة في البيولوجيا، 1993)، كنتُ أجد صعوبة كبيرة في فهم النصوص الفلسفية (J'ai lu et je n'ai rien compris: Le néant de Sartre, L’esprit scientifique de Bachelard, Les mots et les choses de Foucault, etc)، وكنت أقول: "لو قرأ محمد كشكار مؤلفًا في الفلسفة وفهمه" فهذا دليل قاطع على أن المؤلِّفَ ليس فيلسوفًا جهبذًا."لو أنصت محمد كشكار إلى حوار بين تونسيين يتكلمان بالأنـﭬليزية وفهمه" فهذا دليل قاطع على أن المتحاورين "أمورهم تاعبة" في لغة شكسبير.

كيف يتحول رجل العلم إلى مثقف ؟ عندما يتحرر من سجن اختصاصه العلمي لذلك نرى أن جل أطبائنا ومهندسينا وأساتذة العلوم والتقنية غيرمثقفين أو جهلة بالفلسفة.

سارتر الفيلسوف، قال يومًا عن العالِم أنشتاين: "أصبح مثقفًا مذ أصبح ينقد اختصاصه، أي ينقد كارثة القنبلة النووية في هيروشيما سنة 1945".

الفيلسوف ميشيل سارّ قال: "منذ تلك الحادثة سنة 1945، ذهبت ثقتي المطلقة في العلم، اختصاصي الرياضيات، واتجهت للفلسفة، ومثلي ولنفس السبب، فعل كثيرٌ من العلماء".

كمْ أعشق الفلاسفة ذوي النسَب العلمي، أمثال: البيولوجي هانري أتلان، عالِم الوراثة ألبير جاكار، الفيزيائي ﭬاستون باشلار، جائزة نوبل في الطب كريستيان دو دوف (1974)، إلخ.

أتكلم عن نفسي في اختصاصي الثاني (دكتورا في الديداكتيك أو إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا، 2007)، درستُ الإبستمولوجيا، أي معرفة المعرفة أو الاختصاص الضروري للتجسير بين العلماء الجهلة بالفلسفة والمثقفين الجهلة بالعلم لكي يصبح الأولون علماء غير جهلة بالفلسفة.

لا أستطيع أن أقول عن نفسي عالِمًا، ليس من باب التواضع السخيف، بل لأن العالِمَ هو منتِجٌ للعلم، وما أنا إلا ناقلٌ أمينٌ للعلم، كذالك لا أستطيع أن أقول عن نفسي فيلسوفًا، ليس من باب التواضع السخيف أيضًا، بل لأن الفيلسوفَ هو منتِجٌ لنظريةٍ فلسفية متكاملة وما أنا إلا مولعٌ مبتدئٌ بالفلسفة.

إن الإبستمولوجيا، ورغم أهميتها، ليست كل الفلسفة، لكنني أراها أنا أفضل طريقة لدخول مجال الفلسفة خاصة بالنسبة لرجال العلم أمثالي التوّاقين للخروج من براديـﭬم اختصاصهم العلمي الضيق (Toute science est par définition réductrice).

الفلسفة هي الاشتغال على الأخلاق (La philosophie travaille sur la morale. Michel Onfray).

الفلسفة هي التفلسف حول رغباتك (La philosophie, c’est philosopher sur ses désirs. Michel Onfray).

الفلسفة هي تفكيك الأساطير (La philosophie, c’est déconstruire les mythes. Michel Onfray)

الفلسفة هي اقتفاء أثر الإيديولوجيات (La philosophie, c’est traquer les idéologies. Alain Deneault).

الفلسفة هي التفكير حول آليات التفكير نفسها (La philosophie, c’est critiquer et réfléchir sur les modalités de pensée).

الفلسفة لا تصلح لشيء أو لبعض الشيء لكن هذا البعضُ هو في الواقع كل شيء (La philosophie ne sert à rien ou presque rien, mais ce presque rien est le tout. Paul Ricœur ).

الفلسفة هي هدمُ التصورات غير العلمية أو غير العقلانية (La philosophie, c’est la déconstruction des conceptions non-scientifiques ou non rationnelles. Participation de Mohamed Kochkar).

خاتمة:

إذا كنتَ مثلي شيخًا متقاعدًا فقيرًا (يعني لا تقدر ماديًّا ولا صحيًّا على مُتع النمط الاستهلاكي "الحداثي")، ومتخليًا بإرادتك عن رئاسة البيت (أو مخلوعًا، في هذا العمر الفارق لا يهم)، ولك زوجة صالحة نصّبت نفسها مكانك، وأنت لم تدرس أكاديميًّا الفلسفة، وتقِرّ بإعاقتك الذهنية، وتتنازل عن كبرياء الجهلة، وتريد تدارك ما فاتك من أرقى المعارف (الفلسفة) بطريقة أكاديمية، فليس مطلوبًا منك أن تسجل في جامعة،  أو  تذهب لحضور محاضرات يقدمها تجار الفلسفة، أو تقرأ لفلاسفة يستحيل عليك فهم نصوصهم، لا لقِصرٍ فيهم بل لقِصرٍ فيك أنت، فعليك بجامعة اليوتوب المجانية (YouTube)، تستدعي فيها وفي أي وقت "أجدعها فيلسوف"، تأمره يتكلم يتكلم، تأمره يصمت يصمت، تأمره يعيد يعيد حرفيًّا، عبدٌ لك وحدك لا ينازعك في ملكيته أحد، عبدٌ لا يكل ولا يمل ولا يرفض لك أي طلب. فيلسوفٌ محاضرٌ يشرحٌ ويعطي أمثلة تسهّل على أمثالي وأمثالك ما تعسّر فهمه مباشرة من النصوص الفلسفية الجامدة والخالية عادة من الأمثلة (Ils ont raison, les exemples sont souvent réducteurs d’idées)

وإذا كنتَ محظوظًا مثلي وناب عليك النَّواب، وفُتِحَ في وجهك الكتاب، وأراد الله أن ينزع عن ناصيتك الحجاب، ويهديك إلى طريق الصواب، يبعث لك  جليسًا يوميًّا فيلسوفًا يتمّم لك مكارم الفلسفة (هو فيلسوف حمام الشط واسمه الحقيقي حبيب بن حميدة، أستاذ فلسفة متقاعد، لكن للأسف الشديد وخسارة للقرّاء فهو فيلسوفٌ يفكرُ ولا يكتبُ).

إمضائي

مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle).

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique

حمام الشط في 19 ديسمبر2019.

lundi 29 juillet 2024

محاولة أوّلية لتصنيف المشتغلين على المعرفة عمومًا ؟

 

 

1.  تصنيف المشتغلين على الفكر: يأتي في مقدمتهم تاجًا على رؤوس الجميع، الفيلسوف صاحب منظومة فكرية متكاملة ومتناسقة، ثم المفكر صاحب أفكار شتى لا تجمعها منظومة فكرية، ثم المثقف المطّلِع على أعمال الأول والثاني. أنا لا أعتبر نفسي فيلسوفًا ولا مثقفًا، أنا أفكر وأكتب وأنشر بكل حرية في الفيسبوك، لا أكثر ولا أقل.

2.  تصنيف المشتغلين على العلم: يأتي في مقدمتهم تاجًا على رؤوس الجميع، العالِم منتِج العلم، ثم الباحث المنتمي إلى مخبر، ثم ناقلُو العلم من أساتذة العلوم أمثالي.

3.  تصنيف فكري لجلسائي في مقعى الشيحي بحمام الشط: يأتي في مقدمتهم فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة ثم ناقلو العلم (مدرسون-أطباء-مهندسون) ثم أصحاب الفطرة السليمة الذين لم يدخلوا الجامعة.

حمام الشط، الجمعة 26 أفريل 2019.

dimanche 28 juillet 2024

أعداء الشيوعية وأصدقاء الشيوعية. تأليف أمين معلوف، ترجمة مواطن العالم

 

 

أعداء الشيوعية يذكّروننا دومًا بأسماء شيوعية مثل ستالين وبيريا وفيشنسكي وليسنكو وبولبوت و منغيستو، إلخ.

أما أصدقاؤها فيفضّلون دومًا تذكيرنا بأسماء شيوعية مثل أنتونيو غرامشي وأوسكار نايمر وبابلو نيرودا وبابلو بيكاسو وبول إيلوار ولويس أراغون وناظم حكمت، إلخ.

ملاحظة شخصية: أنا أذكّر بالمجموعتين ولكنني أعدّ نفسي من أصدقاء الشيوعية ولست من أعدائها بالرغم من كوني تركتها منذ 1989 تاريخ سقوط جدار برلين وتبنيت الاشتراكية الاجتماعية التضامنية التي توصف خطأ بالمثالية والتي سبقت اشتراكية ماركس التي توصف خطأ بالعلمية.

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط في 28 جويلية 2024.

samedi 27 juillet 2024

الشعبُ السوريُّ البريءُ في كمّاشةِ الإمبرياليةِ الغربيةِ-العربيةِ والدكتاتوريةِ البشّاريةِ والحركاتِ الإسلاميّةِ "المعتدلةِ" منها والمتطرِّفةِ، السنيّةِ منها والشيعيةِ ؟

 

 

يُساقُ البريءُ إلى المصيدةِ متلبسًا بقهرِ الزمانِ متهمًا بجريمةِ القدرِ الذي أنجبَه في هذه الظروفِ الضاريةِ، في هذا العصر الواعر، في هذا الزمنِ الرديءِ المتردِّي من عُلوٍ، تتلقفُه حَيّةٌ بثلاثةِ رؤوس، الإمبرياليةُ الغربيةُ-العربيةُ والدكتاتوريةُ البشّاريةُ والحركاتُ الإسلاميّةُ "المعتدلةُ" منها والمتطرِّفةُ، السنيّةِ منها والشيعيةِ، تُغويهِ، يتحللُ سُمُّها في دمِه، يلتهمُ شرهُها جوعَه، يراوغُ خبثُها طيبتَه، يعانقُ غدرُها عفويتَه، تتغلبُ عدوانيتُها على سلميتِه، تختلطُ قسوتُها بدموعِه، فيتّحدان في جسمٍ مفزعٍ في بلدٍ بلا حدودٍ في ساحةٍ مكتظةٍ مقفِرةٍ، إلا من الذين قَذَفَ بهم المكتوبُ في زمنٍ غير مكتوبٍ. وأمام تلك الحشودِ المتجمهرةِ وعلى مسمع من الشعبِ السوري الصامتِ الحاقدِ المقهورِ المحرومِ من الحقِّ في استردادِ الحقِّ، يرقصُ العقلُ المشوّهُ على أجسادِ الخلقِ السويِّ، تُقطعُ الأرزاقُ وتُصلبُ الأعناقُ وتُدَمَّرُ الأسواقُ، يظلُّ الإسلامُ شامخًا، تبقى الثورةُ إنجازُ الشجعانْ والعروبةُ حُضنُ النَّصْرانْ والديمقراطيةُ مطمحُ الغَلبانْ، وباسمها جميعًا دُنِّستِ الجوامعُ والصلبانْ، ومن أجلها تقاتلَ الأتباعُ، الأعاجِمُ والعربانْ، وهُتِكتْ الأعراضُ واغتُصِبتْ النِّسْوانْ. طُمِستْ الأنسابُ ومُحِيتْ إلى الأبدِ الأسماءُ وانقرضتْ الأعراقُ وفي تَدمرَ دُمِّرتْ الحضارةُ، جُفِّفتْ الينابيعُ ودُفِنتْ الأشواقُ، أمِيتَ الأملُ وفي بلادي نَمتْ مكانَه الأشواكُ، بلادي اليوم هي سوريا وشعبيَ اليوم هو الشعبُ السوريُّ.

حمام الشط، الأحد 16 أفريل 2018.

لا أتفق مع القوميين المتحزبين المتعصبين في المواقف التالية ؟

 

 

1.  يساندون نظام بشار وأنا لا أسانده ولا أساند الدواعش معارضيه المسلحين.

2.  يعشقون ناصر وبومدين والقذافي وصدام والأسد الأب  والابن، وأنا أعشق غاندي ومانديلا، أمقت ستالين وماو وبول بوت، وأكفر بديكتاتورية البروليتاريا حيثما حلّت، غربًا أو شرقًا.

3.  بارَكوا سَعْيَ صدام لامتلاك السلاح النووي وأنا لا أبارك أحدًا في مثل هكذا سَعْيٍ.

4.  حكموا فظلموا، ناصر وبومدين والقذافي وصدام والأسد الأب والابن، ظلموا رفاقي اليساريين، عذبوهم وسجنوهم وشرّدوهم. وفي المقابل، اليساريون لم يحكموهم يومًا واحدًا حتى يظلموهم.

5.  حصيلتهم في الحكم سلبية وفي الحروب مع أعداء الأمة كارثية (هزيمة 1967 وهزيمة بغداد 2003).

6.  جاؤوا رافعين شعار الوحدة العربية، ذهبوا ولم يحققوا منه شيئًا بل على العكس زادوا العرب حقدًا على حقدٍ: الانفصال المصري-السوري الفجائي بعد الوحدة على عجل، حرب ناصر في اليمن، الفتنة الإيديولوجية بين شقي الحزب الواحد (البعث العراقي والبعث السوري)، العداوة بين الجارتين الجزائر والمغرب والحرب الصحراوية العربية-عربية.

7.  حاولوا تطبيق الاشتراكية في البلدان العربية فمسخوها في مصر واليمن وسوريا والعراق والجزائر وليبيا. لم يحققوا حتى الحد الأدنى مما حققته البلدان الاشتراكية في الصين والاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية حيث أجيالٌ حُرمت من الحرية لكنها على الأقل تركت لأبنائها بُنَى تحتية وصناعة قوية. قوميونا الاشتراكيون العرب حرمونا عقودًا من الحرية ولم يتركوا لنا من الإنجازات التحتية شيئًا ما عدى سد أسوان اليتيم، نسيت، لن أظلمهم، تركوا لنا جيوشًا أسودًا ضد شعوبنا نعاجًا أمام الأعداء، جيوشًا بواسل لا زالت تكتم أنفاسنا حتي اليوم في مصر وسوريا والجزائر.

 

خاتمة: ثبّطوا العزائمَ ولم يورّثونا سوى الهزائمَ فلَمْ أعُدْ آمن للصقور منهم ولا الحمائمَ !

jeudi 25 juillet 2024

كيف نعرّف نظام بشارْ الأسد ؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم، يساري غير ماركسي

 

-       بشّارْ غير المهيَّئِ بما فيه الكفاية، هو الوريثُ لأبيه، حافظ، الأب مهندس النظام السوري الشمولي (Totalitaire)، نظامٌ يندرُ وجودُه في العالم العربي. مؤسسَةٌ للعنف، صُمِّمت لتزجَّ بشعبٍ بأكمله في قفصٍ، وتنزعُ منه كل طموحٍ أو رغبةٍ في الثورة.

-       سنة 1994، دُعِيَ بشّارْ إلى دمشق من أجل تدريبه للجلوس على الكرسيِّ الرئاسيِّ وهو ما يزال طالبًا في طب العيون في أنڤلترا، دُعِيَ على عجلٍ إثر وفاة أخيه باسل، الوريث الشرعي، في حادثٍ غامضٍ.

-       "ربيعُ دمشق" (2000-2001)، عرائضُه، حواراتُه، ندواتُه الديمقراطيةُ، محاولاتُه الإصلاحيةُ التعدديةُ، كلها لم تكن إلا سحابة صيفٍ، وإلا -حسب البعض- كانت فخًّا منصوبًا لكشف المعارضين.

-       "مَن شابه أباه فما ظلم"، لا يسمحُ بشّارْ ولا يطيقُ أي نفسٍ احتجاجيٍّ مهما كان ضيقًا أومحدودًا.

-       ما هي الحكمة الأساسية التي يرتكز عليها نظام الأسد الابن ؟ الاعتمادُ دومًا على العائلةِ والطائفةِ والعشيرةِ، لكن يبدو لي أنه من الخطأ أو التبسيط أن ننعتَ نظامَه بالنظام العلوي. من المؤكد أن الشخصيات النُّصَيْرِيةِ (النصيريةُ، مذهبٌ أعادت تعميدَه السلطات الفرنسية إبّان الاحتلال 1923-1943، وأطلقت عليه نعت العلوي) هي التي تسيطر على أهم مراكز النفوذ في سوريا، لكن النظامَ يعتمد أيضًا على ثنائيةِ بورجوازيةِ الدولةِ وبورجوازيةِ الأعمالِ. بشّارْ يحذقُ إرضاءَ الطرفَينِ، يُرقّي رجالَ الدولةِ ويمنحُ تسهيلات في الصفقات لرجالِ الأعمالِ، كما كان يفعلُ أبوه.

-       نظامٌ يتبجّحُ بالاستقرارِ، استقرارٍ حققه على حسابِ حقوقِ المواطنينَ وكرامتِهم، لكن -وإحقاقًا للحقِّ- فقد استفاد السوريونَ أيضًا من هذا الاستقرار: وفّرَ لهم حاجياتَهم الدنيا من التعليمِ والغذاءْ والنقلِ والدواءْ.

-       نظام "الممانَعة"، إستراتيجيةٌ ذكيةٌ ورثها عن أبيه، إستراتيجيةٌ تتمثلُ في صمودِ الضعفاءْ ضد الأقوياءْ مثل إسرائيل وأمريكا، أو على الأقل ادّعاءُ ذلك قولاً أمام حلفائه "المناهضين" مثله للإمبريالية والصهيونية أعداء الأمة العربية. من بين مآثِرِ إستراتيجيةِ "الممانَعة"، نذكر: حوّلت أنظارَ العالَم عن كل الأدواء التي تُنغِّصُ عيشَ الأغلبية الغالبة من السوريين وذلك منذ عقودٍ، لكنها لم تستطعْ أن تحجبَ الحقيقةَ التي تقول أن الجيش السوري "بطل الممانعة وذراعها العسكرية الضاربة" لم يطلقْ ولو رصاصة واحدة ضد العدو الإسرائيلي منذ حرب 1973.

-       يبدو أن جل يوميات ضحايا الحرب الأهلية السورية أصبحت تخلق انزعاجًا لدى القرّاء: الاستدعاءُ غير المكتملِ لجرائم النظام نجده منهجيًّا تقريبًا مصحوبًا بشهادات تؤكد، مثلاً، على حضور "الخيِّرِين والأشرار في الجهتَين المتنازعتَين" أو على "المطالبة الواضحة بالديمقراطية" التي جعلت السوريين يقفون كالرجل الواحد ضد تقسيم بلادهم وتجزئتها إلى دويلات طائفية متناحرة.

خاتمة مواطن العالَم: هنيئًا للحركات الإسلامية المتطرفة سَحْقَها للشعب السوري بسواعدَ بعضها تونسيةٍ وأموالٍ سعوديةٍ-قطريةٍ ومساندةٍ عسكريةٍ تركيةٍ وأمريكيةٍ. يحدثُ في سوريا الحبيبة كل هذا الخَوَرْ، والعدو المحتل على مرمَى حَجَرْ.

Référence: Le Monde diplomatique, décembre 2018, Extrait de l`article «Stratégies du pouvoir syrien», par Akram Belkaid, p. 25, commentaire sur le livre de Subhi Hadidi, Ziad Majed et Farouk Mardam-Bey, Dans la tête de Bachar Al-Assad, Solin-Actes Sud, Arles, 2018, 208 pages, 18,80 euros.