mercredi 16 février 2022

النصوص المقدسة جُلُّها مَجاز والنصوص العلمية عدوها المَجاز. مواطن العالَم والديداكتيك، عَلماني، روحاني، دارويني، متعدّد الهُويات، أصيل جمنة ولادة وتربية، يساري غير ماركسي

  (marxiste repenti)

لا تتعسفوا إذن على النصوص المقدسة لتُولِّدوها ما ليس في رحمها، ولو أرادها الله علميةً لفعل وهو القادرُ على كُنْ فيكونْ. ألا تَكُفّون عن مقارنة ذكاء الله المثالي المجرد بالذكاءِ الحِسّي الناقص لدى خلقه العلماءْ ؟ أليس هو سبحانه مَن علَّم أباهم آدمَ الأسماءْ ؟ أأنتم أكثر إيمانًا من الصحابة والأنبياءْ ؟ أكانوا يعلمون مثلنا اليوم قوانين الطبيعة والفيزياءْ ؟ وهل مَنَعَهم ذلك من الإيمانِ المطلقِ برب السماءْ ؟ وهل يُستدلُّ على الخالِقِ بأفعال عباده الضعفاءْ ؟ وهل تنتظر علم الأرض حتى تؤمن بعلم السماءْ ؟ وأخيرًا بربك قُل لي مَن خلق العلماءْ، مسلمين كرماءْ أو غير مسلمين أجِلاَّءْ ؟ ومَن فضّلهم على الجهلاءْ، مسلمين أغبياءْ أو غير مسلمين بُلَهاءْ ؟ أوَ تتباهون بما لا تملكون على مَن يملك، أكان المالكُ عالِمًا مسيحيًّا أو يهوديًّا أو بهاءْ ؟ أتُدارون جهلكم خلف قدرة الله ؟ أليسوا هم أجدرَ منكم بالتباهي بما صممت عقولُهم وصنعت أيديهم من الماء كهرباءْ ؟ أليس من الأفضل لكم أن تقتدوا بهم في عِلمهم كما اقتدوا هم بأسلافكم علماء الأندلس وعلى رأسهم ابن رشد أحد بُناةِ نهضتهم الغرّاءْ ؟ ألسنا، مسلمين وغير مسلمين، في إعجاز القرآن شُرَكاءْ ؟ أم خَصَّكُم الله برحمته دون عباده جمعاءْ ؟ "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، ولم يقل اسرقوا عملَ غيركم وانسبوه لأنفسكم زورًا وبهتانَا.
القرآن ليس كتابَ علمٍ ولا كتابَ تاريخٍ أو جغرافيا، إنه كتابُ إيمان ويكفيه ذلك شرفًا وقيمةً، والإيمان أرقَى وأسمَى من العلم لو كنتم تعقلون ! العلمُ منحازٌ وغير موضوعي وسبق له وأن تسبب في كوارث من صُنعِ البشر، أكبرها قنبلة هيروشيما، أما القرآن فهو رحمةٌ للعالمين، سكينةٌ للمؤمنين، بابُه واسعٌ مفتوحٌ للتائبين، وعفوُه متاحٌ حتى للمشركين والملحدين. لا تقرُنوه بالعلم فهو أكبر منه وأرحب بكثير فلا تلوِّثوه بالعلم أرجوكم، وما أبعد الثرَى على الثرَيّا، وما أبعد عِلم المخلوقِ العاجز على إعجاز العالِم الخالق !
J’aime
Commenter
Partager

0 commenta

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire