ملحمة جمنية،
الكلمات فيها أمضى من سيوف الصحابة والدموع فيها جافة ومالحة كحجر الصوّان.
جارُنا في جمنة، "جارْ الساسْ"، عمي نصر بن الهاني، رجلٌ كالجبلِ لكن حتى الجبالِ تجرحُها حبّاتُ المطرْ. فقد ابنه البكر (25 سنة). لم يمهله الزمن سوى عقد من الزمن ثم أخذ منه ابنه الثالث، نديدي وصديقي (23 سنة) في حادث اختناق بالغاز. مرت السنين وكاد بطلُ قصتنا ينسى المحنْ وظن أن الزمنَ أهملَه لحالِه. تذكّره الزمن الذي يمهل ولا يهمل وخطفَ منه عشيرة عمره (60 سنة). هدّه الحزنُ والمرضُ وتحالفا ضده مع الكِبرِ، لزم الفراش مثقلاً بالذكرَى حتى فارقَ الحياةْ. بعد سنوات معدودات لحقه ابنُه الثاني (55 سنة) ثم الرابع (50 سنة) جرّاء قصور كلوي. ما أقسى الزمن مع هذه العائلة الطيبة جدًّا، لم يتركها تبكي موتاها الخمسة على مهل وافتك منها أرملة الابن الأصغر (45 سنة) التي أفنت شبابها في تمريض الجميع.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 1 فيفري 2022.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire